في أواخر القرن التاسع عشر، أدّى التصنيع إلى زيادة عدد القاطنين في المناطق الحضرية وارتفاع أسعار الأراضي، ما جعل المباني الشاهقة أكثر فعاليّة من حيث التكلفة، وفقا لكارول ويليس، مديرة متحف ناطحة السحاب في نيويورك.
وقالت ويليس: "المباني الشاهقة الأولى.. كانت مباني الصحف و(مقرّات) شركات الاتصالات مثل نيويورك تريبيون، أو مبنى ويسترن يونيون، ومباني المكاتب التي تمركزت فيها القوى العاملة، من أجل جعل الأعمال التجارية فعالة للغاية".ازدهرت أعمال البناء الشاهقة في جميع أنحاء الولايات المتحدة بعد مطلع القرن العشرين. وفي نيويورك، تم كسر الرقم القياسي لأطول مبنى في العالم ست مرات، وذلك بين عامي 1908 و1931، أي من مبنى سينجر الذي يبلغ ارتفاعه 612 قدمًا (186.5 مترًا)، وصولًا لمبنى إمباير ستيت الذي يبلغ ارتفاعه 1250 قدمًا (381 مترًا).
على غرار كل التحولات الكبرى في الهندسة المعمارية، كان هذا الاتجاه مدعومًا بالهندسة المتطورة. إن تطوير الإطارات الفولاذية التي يمكن استخدامها عوض هياكل البناء الحاملة، جعل البناء الشاهق أسهل وأرخص. وفي الوقت ذاته، أدى ظهور المصاعد إلى جعل السكن في الطبقات العليا أكثر ملاءمة.
ووفقًا لمجلس المباني الشاهقة والمساكن الحضرية (CTBUH)، يوجد الآن 236 ناطحة سحاب "فائقة الارتفاع"، وهو مصطلح يستخدم لوصف المباني التي يبلغ ارتفاعها 300 متر (984 قدمًا) بالحد الأدنى.ونسبة للبيانات الصادرة عن المجلس، حلّت الصين في الصدارة بعدد ناطحات السحاب التي يتجاوز طولها الـ 150مترا (492 قدمًا) بإجمالي 3315 وفقًا لأحدث الإحصاءات. تليها الولايات المتحدة ثم الإمارات بمجموع 899 و336ناطحة سحاب على التوالي.
إليكم نظرة في الإنفوغرافيك أعلاه على الدول العشر الأعلى بعدد ناطحات السحاب في العالم.