كشف قائد عسكري في الجيش اليمني، عن موقف القوات المسلحة، التابعة للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، من الأحداث الأخيرة المتصاعدة بين وإسرائيل في الحديدة، كأول تعليق رسمي صادر عن المؤسسة العسكرية بشأن تلك التداعيات، التي اعتبرها مسرحية.
وقال نائب مدير المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، المقدم صالح القطيبي في تصريح لموقع إرم نيوز: "ندرك جيداً أنه السيناريو نفسه الذي حصل في لبنان يتكرر في اليمن، أليس أمريكا وإسرائيل هي من ساعدت حزب الله على أن تكون له السيطرة الفعلية على لبنان، هذا السيناريو نفسه".
وتمثّلت التطورات، بين الفعل الحوثي، في استهداف تل أبيب فجر الجمعة، عبر طائرة مسيرة أدت إلى مقتل شخص وإصابة آخرين، ورد الفعل الإسرائيلي والذي تمثّل في تنفيذ مقاتلاته غارات جوية مساء السبت استهدفت من خلالها خزانات الوقود المتواجد على رصيف ميناء الحديدة، متسببة باحتراقها بشكل شبه كامل، فضلاً عن سقوط عدد من القتلى والجرحى جلهم من العاملين والموظفين المدنيين.
وأضاف المقدم صالح القطيبي، أن "إسرائيل لم تضرب ميليشيا الحوثيين على أساس أنها قوة عسكرية يعتد بها، وإنما لاستكمال تنفيذ فصول السيناريو".
ولفت القطيبي إلى أن "الجميع يعلم أن هذه الميليشيات لا حول لها ولا قوة، وأنها تناهض أمريكا وإسرائيل ضمن مخطط وأجندة متفق عليها بين أضلاع المثلث، الذي تمثله أمريكا وإسرائيل بالإضافة إلى إيران، لتلميعها وخداع السذج للافتتان بها".
وذكر أنه "معلوم أن إيران هي من تدعم ميليشيا الحوثيين، وتوفر لها كامل الغطاء العسكري من معدات وآليات وعتاد حربي، ولولا الدعم الإيراني لما وصلت إلى ما وصلت إليه الآن، أين كانت أمريكا من كل ذلك"، موضحًا أن "أمريكا وإسرائيل هما من يدعم جميع الميليشيات في أنحاء دول العالم".
واستدلّ القطيبي في مساعي أمريكا ومن ورائها إسرائيل للحفاظ على الحوثيين بما حدث في منتصف العام 2018، عندما كانت قوات الشرعية العسكرية على بعد أمتار من بسط سيطرتها الكاملة على جميع مديريات ومناطق وأحياء محافظة الحديدة.
وكانت السلطات الشرعية أوشكت على تحرير ميناء الحديدة في حينها، لكن أمريكا وبريطانيا سارعتا إلى إنقاذ الحوثيين، من خلال الدعوة لمحادثات ستوكهولم التي وافقت الشرعية عليها حفاظاً على مقدرات البلد من الدمار، وفي الأخير لم ينفذ من بنودها أي شي حتى الوقت الراهن.
واستغرب القطيبي مسارعة قيادة إسرائيل إلى إعلان أن الطائرة التي استهدفتهم قادمة من اليمن، في الوقت الذي سيتسبب ذلك بفضحها أمام العالم، إثر مدى تدني ترسانتها العسكرية، إذ لم تستطع راداراتها المتطورة من اكتشاف طائرة مسيرة قادمة من مسافة تتراوح من 1800 إلى 2000 كيلو متر، مخترقة جميع المجالات الجوية.
ونوه القطيبي إلى أن "كل ذلك يندرج ضمن المسرحية لإيجاد مبرر لتنفيذ هجمات في اليمن، لتلميع صورة ميليشيا الحوثي أكثر وأكثر، كما حصل بالمثل في 2006 من تلميع لحزب حسن نصر الله، على أن هناك حرباً شرسة بين الطرفين. ما هي المحصلة؟ تم تلميع حزب الله وقتها، وتمكن من فرض سيطرته الفعلية على لبنان".
ومضى قائلًا: "نفذت المقاتلات الإسرائيلية عدة غارات جوية، استهدفت فقط المنشآت الحيوية المتمثلة بخزانات الوقود الموجودة في ميناء الحديدة، ليبدو وقع تلك الهجمات عالياً، بينما القيادات الحوثية تتجول داخل البلاد بكل أريحية، فلماذا لم يُستَهدَفون؟".
وتساءل القطيبي ساخراً: "ألا تستطيع أمريكا وإسرائيل بما تمتلكان من أسلحة حديثة وتقنيات تكنولوجية عالية الجودة وأنظمة متطورة، من تحديد موقع زعيم ميليشيا الحوثيين عبد الملك الحوثي، واستهدافه والتخلص منه؟ أو استهداف أي من القيادات الحوثية الأخرى الموجودة بحرية مطلقة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم؟، كما جرى الحال عندما قاموا باستهداف زعماء جماعات سابقا".