قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية في مصر، إن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة خلال الأشهر التسعة الماضية لن تردع الحوثيين، خاصة وأن قادة الحوثيين تعهدوا باستهداف تل أبيب ومواصلة الهجمات، وأكد أن هذه الضربات الإسرائيلية لا يمكن أن توقف أو تمنع جماعة الحوثي، وذلك لأسباب عديدة، أولها سياسية تتعلق بوحدة الساحات ومحور المقاومة ودعم غزة، وثانيها عسكرية حيث تبدو الأهداف الإسرائيلية وكأنها ضربات رمزية لأن الأهداف العسكرية الحوثية ليست ثابتة ويمكن استهدافها، بل هي متنقلة في ظل الطبيعة الجبلية اليمنية مما يجعلها صعبة الاستهداف.
وأضاف “سيد أحمد” في تصريحات صحفية، الحوثيون بدأوا في تنفيذ العديد من العمليات النوعية لاستهداف الطرف الآخر، بما في ذلك السفن، مما يعكس محاولة الطرفين توظيف هذه الضربات لتحقيق أهداف سياسية تبدو وكأنها تدعم غزة.
وأوضح أن الولايات المتحدة وإسرائيل تحاولان توظيف تهديدات الحوثيين لتعزيز التواجد العسكري في منطقة البحر الأحمر، وذلك من الجانب الأمريكي والإسرائيلي على حد سواء، لما يمثله ذلك من تهديدات ومحاولة لتحييد الانقسامات الداخلية الشديدة، وكذلك الضغط على الجانب الأمريكي للحصول على المزيد من الأسلحة، خاصة بعد زيادة الضغوط من الإدارة الأمريكية على إسرائيل فيما يتعلق بالأسلحة مثل القنابل العنقودية.
وأكد أن هناك تنسيق محتمل أو ضربات من الجماعات المسلحة في العراق مثل حزب الله، وأيضاً الجماعات المسلحة الحليفة لإيران في سوريا. وقبل أيام تم استهداف ميناء إيلات الإسرائيلي وميناء حيفا بالتنسيق بين الميليشيات العراقية وجماعة الحوثي في اليمن، فيما يسمى بمحور المقاومة، خاصة أن إيران تقوم بالتنسيق بين هذه الجماعات.
وتابع: هناك أهداف سياسية من هذا التصعيد مثل سياسة القوة أو عرض العضلات بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى. وربما نشهد في الأيام القادمة المزيد من الضربات والمزيد من التصعيد، ولكن هذا التصعيد محسوب بمعنى أنه لن يصل إلى حرب إقليمية بين إيران وإسرائيل.
واختتم أن الهدف من هذه الضربات هو تحقيق تشتيت عسكري بسبب الحروب حول إسرائيل من ناحية غزة وكذلك لبنان. هناك تطور نوعي في الاستهداف، خاصة في استهداف إسرائيل لقيادات من حزب الله، وسيكون هناك ردود ستعكس أن التصعيد مستمر، بما يؤكد الفرضية الأساسية أن استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة يمثل تهديداً ويهدد بمخاطر التصعيد الإقليمي.