ازدادت حدة التهديدات الحوثية للمملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة، مصحوبة بتلويح إعلامي مكثف بقصفها، وصل حدّ السذاجة الطفولية والاستجداء المبطن لها بالزام الحكومة الشرعية بالتراجع عن التصعيد الاقتصادي.
فقد ظهر زعيم المليشيات الحوثية، عبد الملك الحوثي، في ثلاث خطب متتالية، يهدد بقصف أهداف حيوية في السعودية، بما في ذلك المطارات والموانئ والمنشآت النفطية، في محاولة لابتزاز المملكة وإجبارها على التخلي عن إجراءاتها الرامية إلى الحد من تدفق الأموال إلى خزائن الحوثيين.
ولكن، واجهت هذه التهديدات تجاهلاً تاماً من قبل المملكة العربية السعودية، التي لم تُعرِ أي اهتمام لخطابات الحوثي المُستفزة.
بل على العكس، زادت المملكة من صعوبة الوضع الاقتصادي على الحوثيين، من خلال قرار سعودي بحت باسم وزارة المالية اليمنية، يقضي بمنع دخول أي سيارة مجمركة أو مرقمة من خارج مناطق الشرعية عبر منافذ الوديعة الحدودي البري مع اليمن.
يُطرح هذا السؤال بقوة: هل ستجرؤ صنعاء على قصف الرياض بعد كل هذه التهديدات والتحذيرات، خاصةً بعد القرار السعودي الأخير الذي من شأنه أن يُفاقم من أزمتها الاقتصادية؟
يبدو أنّ الحوثيين يدركون تماماً عواقب أي هجوم على الأراضي السعودية، وأن المملكة لن تتردد في الرد بقوة.
لذلك، من المرجح أن تبقى هذه التهديدات حبراً على ورق، وأن تلجأ المليشيات إلى أساليب أخرى للضغط على المملكة، مثل عرقلة الملاحة البحرية في البحر الأحمر أو شنّ هجمات على الحدود اليمنية السعودية.
ختاماً،
تُظهر التطورات الأخيرة أنّ المملكة العربية السعودية لن تُخضع للابتزاز الحوثي، وأنها ستواصل اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية أمنها واستقرارها، ودعم الحكومة الشرعية اليمنية في جهودها لتحرير البلاد من قبضة المليشيات الحوثية.