إعتبر الكاتب السياسي، خالد سلمان تهديدات ميليشيا الحوثي الإرهابية الموالية لإيران، للمملكة العربية السعودية بإنه تأكيد على ترنحه بل وصوله إلى نزعه الأخير جراء الضربات المتتالية التي توجهها الشرعية ضده في الشقين الإقتصادي والمالي .
وكان زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، قد هدد السعودية في كلمته أمس، بجملة "ميناء بميناء ومطار بمطار وبنك ببنك"، وهو ما دفع بن سلمان إلى التساءل إذا ما كانت هذا تحذير حوثي للسعودية أم جملة للإستهلاك المحلي ؟.
خالد سلمان في منشور على منصة إكس، قال أن ضربات الشرعية تحاصر الحوثي في خيار مواجهة الإنتحار الإقتصادي بإنتحار عسكري في الجبهات الداخلية.
وأضاف "إشارة عبد الملك الحوثي للموانئ إستباق لخطوة ربما تتدارسها الحكومة الشرعية، بإعادة توجيه حركة السفن التجارية، من موانئ الحوثي إلى ميناء عدن ، وفي حال تحقق هذا القرار ،يخسر الحوثي ميزتين إبتزاز التجار بالجبايات المروعة، وفرصة تهريب السلاح والخبراء من إيران إلى الأراضي اليمنية".
وفي الشق الثاني -مخاطبة الداخل - يرى بن سلمان أن الحوثي يعتمد عادة لتسويق الوهم بين صفوفه، بإدعاء القوة والأحلام الخرافية غير القابلة للتحقق، أي التمدد نحو المقدسات الإسلامية ، وبالتالي لإبقاء حالة الشحن المذهبي ستبقى السعودية العدو المفترض، على رغم التطبيع معها، والشعب من غير قاعدته المذهبية هو الطابور الخامس، القوة الناعمة ونصير العدوان مستحق القتل.
وأشار إلى أن الحقيقة أن خطاب عبدالملك أمس الأحد، يطلب من السعودية عمل المزيد لإخراجه من حالة العزلة، وإنهاء الإجراءات الأخيرة البنكية ووقف تجفيف مصادر المال المتعددة، بوتيرة أسرع مما تقوم به السعودية الآن، في حين تسوِّف الرياض بعض الشيء وتحاول إبقاء هذا الخنق أطول فترة ممكنة، للضغط على الحوثي والتعجيل بتوقيع خارطة الطريق ،مع أنها ترجِّح كفة المكاسب لصالحه دون الأطراف الأُخرى.
ويرى بن سلمان أنه لا السعودية في وارد الدخول مجدداً بحرب مع الحوثي، والتراجع عن خيارها الإستراتيجي الإنسحاب من مستنقع حرب اليمن ، والإشتغال على مشاريعها الإقتصادية ، ولا الحوثي في وضع يمكنه من قصف مطارات الرياض وموانئ المملكة وبنوكها وإستعادة زخم سنة أولى حرب .
وأضاف "الدول لا تعلن مثل هكذا مواقف ومخططات عسكرية قادمة من على المنابر، الكيانات مادون الدولة هي من تستخدم لغة منفلتة غير مسؤولة وغير منضبطة ، للإبتزاز وتحقيق مصالح الجماعة لا مصالح الدولة، وهو مايفعله الحوثي ، بصناعة فقاعة كلام ينثر من خلالها رذاذ ثوريته الزائفة لأنصاره، في ما هو يفاوض بصوت خافت مستجدٍ في الغرف المغلقة والسراديب السرية".
وأستدرك "مجدداً لا مطار سيُقصف ولا ميناء سيُدمر ولا بنك سيشهر إفلاسه ، خاصة وإن العلاقات مع الرياض دافئة والتفاهمات في ذروتها ،وإن خارطة الطريق لم تؤبن ولم يعلن وفاتها ولم تصل بعد إلى حائط مسدود ،وإن كل بنودها تمنح الحوثي برغبة سعودية، ما عجز عن إنتزاعه في ميادين الحرب، سيادة على كل اليمن مقابل ترتيبات أمنية ،ومناطق حدودية منزوعة أو محددة السلاح ، وربما ضوء أخضر للحوثي للزحف جنوباً لإستعادة المناطق المحررة، والخلاص من صداع القضية الجنوبية، وتبقى المكونات الأُخرى بلا مشاريع معطِلة للتوجهات السعودية ومجرد تفاصيل" .