ما صـــحـة القصة التي رواها ابن عباس رضي الله عنهما أنّ جبريل عـLــيه السلام كان يعتني ويطعم السامري ، حيث كان طفلاً ، وضعته أمه في أحد الكهوف ، وبسبب ذلك تمكن السامري من معارضة جبريل عـLــيه السلام حين شاهده ، فقام بقبض قبضة من أثره ؟ وأرجو ذكـ، ،ـر الدليل إذا كانت القصة صحيحة .
الجواب
فجعل يُرضعه العسل واللبن ، فلم يزل يختلف إليه حتى عرفه ، فمن ثم معرفته إياه حين قال ( فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ ) ” .
انتهى من ” تفسير الطبري ” (18/ 361)
وقال البغوي رحمه الله
” فَإِنْ قِيلَ ** كَيْفَ عَرَفَهُ وَرَأَى جِبْرِيلَ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ النَّاسِ ؟
قِيلَ لِأَنَّ أُمَّهُ لَمَّا وَلَدَتْهُ فِي السَّنَةِ الَّتِي يُقْتَ.لُ فِيهَا الْبَنُونَ ، وَضَعَتْهُ فِي الْكَهْفِ حَذَرًا عَلَيْهِ ، فَبَعَثَ اللَّهُ جِبْرِيلَ لِيُرَبِّيَهُ لِمَا قَضَى عَلَى يَدَيْهِ مِنَ الْفِتْ.نَةِ ” انتهى من ” تفسير البغوي ” (5/ 292) .
وقال القرطبي رحمــه الله
” رُوِيَ فِي قَصَصِ الْعِجْلِ أَنَّ السَّامِرِيَّ ، وَاسْمُهُ مُوسَى بْنُ ظَفَرَ ، يُنْسَبُ إِلَى قَرْيَةٍ تُدْعَى سَامرةَ . وُلِدَ عَامَ قَتْلِ الْأَبْنَاءِ ، وَأَخْفَتْهُ أُمُّهُ فِي كَهْفِ جَبَلٍ ، فَغَذَّاهُ جِبْرِيلُ فَعَرَفَهُ لِذَلِكَ ” انتهى من ” تفسير القرطبي ” (7/ 284) .
وانظر تفسير الخازن ” (3/ 211) .
فموسى الذي رباه جبريل كـ،ـافر وموسى الذي رباه فرعون مرسل
انظر تفسير الألوسي ” (2/ 213) ، ” تاج العروس ” (12/ 82) .
وهذا لا يعرف له أصل في نصوص |لشريـcـة ، فلا يعول عـLــيه ، بل ذكـ، ،ـر العلامة المحقق الطاهر ابن عاشور رحمه الله في تفسيره ” التحرير والتنوير ” (16/ 296) أن هذا لا يوجد – أيضا – في كتب الإسرائيليين !!
قال ابن عطية رحــمـه الله
” وسبب معارضة السامري بجبريل ، ومَيْزِه له ، فيما روي أن السامري ولدته أمه عام الذبح ، فطرحته في مغارة ، فكان جبريل عـLــيه السلام يغذوه ويحميه ، حتى كبر وشب ، فميزه بذلك .
قال القاضي أبو محمد وهذا ضعيف ” انتهى من ” تفسير ابن عطية ” (4/61) .
ثانيا
نقل مثل هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما ** منكر لا يصح ، فإنها من رواية الكلبي عنه ، كما ذكـ، ،ـر الرازي في تفسيره (22/95) ؛ وطريق الكلبي هو طرق رواية التفسير عن ابن عباس .
قال السيوطي رحمــه الله
” وأوهى طرقه – يعني طرق التفسير عن ابن عباس – طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ، فإن انضم إلى ذلك رواية محمد بن مروان السدي الصغير فهي سلسلة الكذب ” انتهى من ” الإتقان في علوم القرآن ” (2 /497-498) .
وينظر ” الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ” (ص 316) .
وينظر في ترجمة الكلبي ، ورد مروياته ” ميزان الاعتدال ” (3 /557-559) .
ثالثا
قد قيل في تأويل ذلك أيضا أنه السامري ألقى في روعه أنك إِنَّ أخذت مِنَ اثـــ،،ــر هَذَا الفرس قبضة ، فألقيتها في شيء كان لك ما تريد ، كما قال عكرمة فيما رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (7/ 2431) بسند صحيح عنه .
وقال ابن الجوزي رحــمــه الله قال المفسرون فقال له موسى وما ذاك ؟ قال رأيت جبريل عـLـي فرس ، فأُلقي في نفــ،،ـــسى أن اقبض من أثرها ، فَقَبَضْتُ قَبْضَةً ” انتهى من ” زاد المسير” (3/ 174) .
وانظر للفائدة* إجابة السؤال رقم (212750) .
والله أعلم .