طرأت مستجدات هامة وسارة لعشرات الملايين بشأن الملف الاقتصادي واستئناف تصدير النفط والغاز وصرف رواتب جميع موظفي الدولة بعموم الجمهورية، وتوحيد الطبعات النقدية للعملة المحلية وسعر صرف الريال، والسياسات المالية للقطاع المصرفي، وغيرها من القضايا الاقتصادية الشائكة.
اكدت هذا مصادر حكومية لقناة “يمن شباب” الفضائية، بكشفها عن دفع السعودية باتجاه حسم قضايا الملف الاقتصادي، وتكليف رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي لنائب رئيس الفريق الاقتصادي التابع للمجلس، عثمان الحدي، ببدء اول مفاوضات مع جماعة الحوثي بشأن الملفات الاقتصادية.
ونقلت القناة عن مصادرها الحكومية، إن “الرئيس رشاد العليمي وبطلب من السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، كلف نائب رئيس الفريق الاقتصادي المُشكل بموجب قرار الرئيس هادي نقل السلطة، عثمان الحدي، بعقد مفاوضات مباشرة مع جماعة الحوثي حول مختلف القضايا الاقتصادية العالقة”.
موضحة عبر برنامج “من الاخر مع دوبلة”، ليل الاربعاء (3 يوليو) ان المفاوضات الاقتصادية مع جماعة الحوثي “تأتي بدفع ودعم سعودي مباشر، بعدما تم تأجيل الملف الاقتصادي من مفاوضات مسقط إثر تهديد ‘المجلس الانتقالي الجنوبي‘ بأن اعطاء جماعة الحوثي امتيازات اقتصادية على حساب الجنوب سيفجر الموقف”.
وأفادت القناة بأن “السعودية تسعى بهذه المفاوضات المباشرة، إلى تجنب تصعيد الحوثي جراء قرارات البنك المركزي في عدن الخانقة لللجماعة اقتصاديا، بدءا باحتجاز طائرات اليمنية في صنعاء، وايعاز السعودية للكويت باعطاء طائرات للحكومة لسد العجز”، وضمن مساعيها لـ “تسريع انجاز توقيع اتفاق خارطة السلام”.
مشيرة إلى أن السعودية تعول على جولة المفاوضات المباشرة بصنعاء “وضع اللمسات الاخيرة لاتفاقها مع جماعة الحوثي بشأن الجانب الاقتصادي والذي كان أعلن ناطق الجماعة أنه في مرحلته الاخيرة”. تمهيدا لاعلانه عبر الشرعية كما فعلت في الملف الانساني، بعد اتفاقها بشأن تبادل طيارين وضباط وجنود سعوديين وسودانيين.
وذكرت القناة أن ا”لسعودية تكفلت بالتنسيق مع جماعة الحوثي لعقد المفاوضات الاقتصادية في صنعاء، وبنقل ممثل الشرعية عثمان الحدي، “بطائرة سعودية من مطار جدة الى مطار صنعاء” للبدء في مفاوضات بشأن استئناف تصدير النفط والغاز وايراداتهما وتوحيد العملة وسعر الصرف، واستئناف صرف رواتب الموظفين.
منوهة بأن نائب رئيس الفريق الاقتصادي التابع لمجلس القيادة الرئاسي، عثمان الحدي هو “المنسق اليمني مع البرنامج السعودي لدعم واعمار اليمن، ويعد أهم شخصية يمنية تثق بها السعودية في الجانب الاقتصادي”، و”كان رئيس قسم الموارد البشرية في شركة بن لادن القابضة التي تضم نحو 200 شركة صغيرة في مجالها”
والخميس (4 يوليو) كشف وزير خارجية السعودية رسميا، عمَّا سيحدث في اليمن خلال الايام المقبلة، ورد على تهديدات زعيم جماعة الحوثي باستئناف قصف المنشآت النفطية بالمملكة ومنع تصدير نفطها، باعلانه أن “خارطة اتفاق السلام جاهزة” وأن المملكة “مستعدة للتعامل معها وتأمل ان يتم التوقيع عليها عاجلا لا آجلا”.
سبق هذا اعلان السعودية، الاثنين (1 يوليو) تمسكها بخارطة الطريق الى السلام في اليمن، التي افضت اليها جولات المفاوضات غير المباشرة ثم المباشرة بين المملكة وجماعة الحوثي الانقلابية، المنعقدة بوساطة عمانية، خلال العامين الماضين، وتبنتها الامم المتحدة نهاية ديسمبر 2023م بعد عرضها على الشرعية.
جاء هذا في الكلمة الافتتاحية لصحيفة “عكاظ”، المنبر الصحفي الثاني للنظام السعودي بعد صحيفة “الرياض”، في عددها ليوم الاثنين (1 يوليو)، وشددت تحت عنوان “المملكة والسلام في اليمن” على أن “السلام في اليمن يأتي في مصلحة مختلف القوى” وأن “التسوية السياسية هي الخلاص الوحيد للخروج باليمن من أزمته”.
وقالت الصحيفة: إن “السلام في اليمن يأتي في مصلحة مختلف القوى، والمطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى العودة لجادة الصواب، وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الخاصة الضيقة، مع إذكاء روح المحبة والأخوّة، والتخلي عن دعوات الاحتراب، التي لن تكون في مصلحة من يتبنونها، أو يشجعون عليها”.
مضيفة في مخاطبة مختلف الاطراف: “ويرى المراقب للأوضاع في اليمن أن التسوية السياسية هي الخلاص الوحيد للخروج به من أزمته، والضمانة الحقيقية لمصادرة الفوضى والصراعات، وتحقيق آمال وتطلعات شعب عانى كثيراً من الظلم والمجاعة، فهل يؤكد اليمنيون أنهم بحكمتهم قادرون على استعادة وطن يتسع للجميع؟”.
يأتي الاعلان السعودي الجديد، عقب اقل من 24 ساعة، على اصدار المبعوث الاممي الى اليمن، هانس غرونبيرغ، اعلانا سارا ومبهجا لجميع اليمنيين، اكد تحقيق المفاوضات الجارية في العاصمة العُمانية مسقط، نتائج ايجابية وهامة، في يومها الثالث (الاربعاء 03 يونيو)، متوقعا اعلان اتفاق سار خلال الساعات المقبلة.
والسبت (29 يونيو) زف مجلس القيادة الرئاسي، الى جميع اليمنيين في الداخل والخارج، بلا استثناء، اعلانا هاما وسارا، يبشرهم بانفراج كرب الحرب المتواصلة للسنة التاسعة على التوالي، ومعالجة تداعياتها الكارثية وفي مقدمها استئناف صرف رواتب الموظفين وتصدير النفط والغاز وفتح الطرق والمطارات، واطلاق جميع الاسرى.
سبق الاعلان الرئاسي، اعلان الحكومة اليمنية المعترف بها، عن انفراج كبير في مسار مفاوضات السلام الجارية مع جماعة الحوثي الانقلابية، بوساطة سعودية وعُمانية، وأكدت مشاركتها في جولة مفاوضات تنعقد في مسقط، لحسم الاتفاق على استحقاقات المرحلة الاولى الانسانية والاقتصادية، من خارطة السلام، وفي مقدمها اطلاق الاسرى.
وتزامن اعلان الحكومة مع تسريب دبلوماسيين ابرز مضامين تسوية جديدة، مزمع اعلانها في جولة “مفاوضات مسقط”، كاشفين عن “قرارات جديدة لتسوية الأزمة اليمنية”، برعاية السعودية وسلطنة عمان، قالوا انها “ستكون بديلة عن القرارات الدولية السابقة” بشأن الازمة اليمنية، بما فيها “المرجعيات الثلاث” للشرعية اليمنية.