أكد مصدر سياسي مطلع أن مصير السياسي
محمد قحطان
، المخفي قسريًا في سجون الحوثيين منذ نحو عشر سنوات، يمثل عقبة رئيسية في
مفاوضات مسقط
(الجولة التاسعة) بشأن الأسرى، التي بدأت الأحد بين الحكومة اليمنية المعترف بها وجماعة الحوثي وتستمر حتى اليوم الثالث.
وذكرت صحيفة "القدس العربي" أن الطرفين تبادلا كشوفات المحتجزين في اليوم الأول من المفاوضات، والتي تضمنت أسماء جديدة من الجانبين، بما فيهم أسماء الأشخاص مجهولي المصير الذين ما زال الخلاف حولهم قائمًا.
وأوضح المصدر أنه لم يصدر أي بيان أو تصريح من أي من الطرفين حول سير المفاوضات التي تجري في تكتم شديد، برعاية المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس غروندبرغ، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبدعم دبلوماسي من سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، وبحضور ممثلين عن التحالف. تأتي هذه المفاوضات في ظل تصاعد التوترات الاقتصادية والعسكرية في اليمن.
وتعد كشوفات المحتجزين
والمخفيين
مجهولي المصير حجر عثرة يعيق المفاوضات باتجاه الإفراج الكلي عن الأسرى وفق قاعدة "الكل مقابل الكل"، في حال لم يتم تجاوز شرط الوفد الحكومي الأساسي الذي يصرّ على الكشف عن مصير السياسي محمد قحطان، القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح، والمعتقل لدى الحوثيين منذ تسع سنوات دون أي معلومات عن مصيره أو السماح له بالاتصال بعائلته.
ومنذ اليوم الأول لهذه الجولة، يصرّ الوفد الحكومي على ضرورة تلقي رد كتابي من الحوثيين يوضح مصير قحطان قبل الدخول في أي نقاشات حول الإفراج الكلي عن الأسرى. في المقابل، يؤكد الحوثيون أهمية الالتزام بأجندة جولة المفاوضات.
وأشار المصدر إلى أن الأجواء الإيجابية ما زالت تسود جلسات التفاوض، مع وجود حرص لدى الجانبين على تحقيق تقدم. ومع ذلك، يظل الكشف عن مصير محمد قحطان تحديًا كبيرًا للمفاوضات، خصوصًا في ظل عدم كشف الحوثيين عن مصيره منذ تسع سنوات وشيوع أنباء متضاربة عن مقتله في غارة جوية. هذا الوضع يدفع بالوفد الحكومي للضغط في هذا الاتجاه، حيث كان نفس الإشكال أحد عوامل تعثر الجولة الثامنة من المفاوضات التي عقدت في العاصمة الأردنية عمّان في يونيو 2023.
وفي حال الكشف عن مصير قحطان حيًا والإفراج عنه، فمن المتوقع أن يعزز ذلك الثقة بين الطرفين ويؤدي إلى التعامل الإيجابي مع ملف مجهولي المصير من المخفيين والمحتجزين والأسرى، كما يمثل حل هذا الملف خطوة متقدمة نحو الإفراج الكلي عن الأسرى وفق قاعدة "الكل مقابل الكل"، مما يعزز من جسور التواصل والإيجابية بين طرفي الصراع.
وأشار المصدر إلى أن مفاوضات مسقط تحظى بدعم الوسطاء العمانيين والتحالف ممثلاً بالرياض، بالإضافة إلى الأمم المتحدة والصليب الأحمر. يعي الجميع أهمية إنجاح هذه الجولة، لأن فشلها سيغلق أبوابًا كثيرة في ظل التوتر والتصعيد الحالي بين الطرفين، سواء في الجانب الاقتصادي أو على جبهات القتال المختلفة بالتزامن مع أعمال المفاوضات بهدف التأثير على مسارها.
واختتم المصدر بالتأكيد على أن الأجواء الإيجابية ما تزال تسود المفاوضات، مع جهود الوسطاء لتقريب وجهات النظر وسط حرص على المضي قدمًا نحو حل هذا الملف أو تحقيق صفقة تبادل كبيرة بين الجانبين.
يذكر أن محمد قحطان هو أحد أربعة معتقلين وردت أسماؤهم في قرار مجلس الأمن الدولي 2216، وتم الإفراج عن ثلاثة منهم.