تداول نشطاء على التواصل الاجتماعي فيديوهات تظهر أعضاء وفد جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا الذين استضافتهم المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج وهم يرددون هتافات موالية لزعيم الجماعة ويهتفون بالصرخة الخمينية التي دعا خامنئي لترديدها في حج هذا العام.
ففي حين رأى نشطاء الحوثيين المقطع نصرا وفتحا لجماعتهم ورضوخا سعوديا لهم واكتمال لنور الله الذي تم محاربته، قوبل الأمر باستياء يمني واسع ظهر على التواصل الاجتماعي، محذرين من الاستهانة بترديد الصرخات، وأن البداية كانت صرخة في جبال صعدة.
في المقابل اعتبر نشطاء سعوديون ترديد الحوثيين للصرخة “لؤما” وتنكرا لاستضافة السعودية لهم، وتحدثوا بأن ترديد الصرخة يأتي تنفيذا لتوجيهات خامنئي لأنصاره في إيران وخارج إيران بترديدها في حج هذا العام.
يمنيا
يقول الإعلامي “مختار الفقيه”: ما تمارسه القيادات الحوثية المستضافة من قبل الأشقاء في الممكلة العربية السعودية من تسييس لشعائر الحج وإطلاق شعارات سياسية وطائفية على الطريقة الخمينية الإيرانية، تتنافى مع قداسة الزمان والمكان، وتعاليم البلد الحرام.
وقال المستشار الاعلامي في السافرة اليمنية في الرياض “صالح البيضاني” إن إطلاق الصرخات الجوفاء والشعارات الطائفية في الأماكن المقدسة ليس عملاً بطولياً.
وتابع: هناك الكثير من المختلين نفسيًا أو المأزومين أيديولوجيًا قاموا بمثل هذه الأفعال المشينة على الدوام.
وقال: “أمن الحج لم يستطع أن يمسه حتى الخميني ذاته مؤسس هذا المشروع التخريبي فما بالك بصبيانه، كان يرسل عناصر الحرس الثوري في ثياب الحجاج بغرض الإخلال بالحج وزرع المتفجرات وكانوا يعودون له في أكياس بلاستيكية سوداء مثل عمامته”.
وقال الناشط الحقوقي “ماجد الداعري”: “شعارات الولاية للحوثي التي أطلقها وفد الرزامي بالحرم المكي تكشف مدى تبعيتهم المطلقة لإيران وتقليدهم الأعمى لأفعال خلايا وجنود الحرس الثوري الإيراني وتكرارها بذات الطريقة التي دفعت السعودية لفرض القانون وإعدام بعض من بالغ منهم في أفعال الإساءة للنظام وقدسية الحرم
فهل ينجون بفعلتهم”.
وقال “همدان العليي” نشاط وكاتب: يستنكر اليمنيون قيام العناصر الحوثية بترديد شعاراتهم في الحرم المكي أكثر من غيرهم.. حتى أن البعض قال مازحا بأن مكة المكرمة موجودة في اليمن وليس المملكة العربية السعودية.
لكن لماذا هذا القلق والرفض اليمني لما قامت به عناصر الحوثي سواء بترديد الصرخة أو شعار الموالاة لعبد الملك وبقية من يسمون أنفسهم آل البيت؟ – يقول العليي.
ويجيب: لأن اليمني يعرف جيدا بأن فتنة الحوثي بدأت بهذه الشعارات في مساجد صعدة والجامع الكبير بصنعاء قبل حوالي عشرين عاما. ولهذا يتعامل مع مثل هذه المشاهد بحساسية عالية خوفا من أن يتكرر السيناريو في مناطق أخرى.
وأردف، زد على ذلك، هذه الممارسات ستتسبب بأضرار على ملايين اليمنيين في المملكة العربية السعودية.
الناشط اليمني “يونس العرومي” من جانبه قال: لا تبرير لهذه الشعارات الطائفية التي رفعت اليوم، والتي تأتي بعد الخطاب المستفز لقائد الجماعة الذي هاجم فيه المملكة وجهودها
في خدمة الحجاج.
وأضاف: يعرف اليمنيون، نتيجة عشرات السنين من التجارب، ما تريد الجماعة فعله، ومن هنا يأتي موقفهم الرافض بشكل تام لهذه التصرفات، معتبرا تديد الحوثيين للشعار أول استجابة لنداء خامنئي في استهداف موسم حج هذا العام.
متهما جماعة بتحويل روحانية الحج إلى فصل من فصول الصراع الطائفي.
سعوديا
سعوديا الناشط السعودي “صالح الحربي” نشر فيديو الحوثيين وهم يرددون شعاراتهم معلقا بالقول: الحج
ليس المكان المناسب لرفع الشعارات الطائفية والمذهبية وبصوت عالي.
موضحاً، أن المملكة السعودية قد حذرت بعدم ترديد مثل تلك الشعارات الحوثية سابقًا.
وبعد تداول مقطع الفيديو لوفد الحوثيين أطلق نشطاء سعوديون هاشتاغ #أمن_الحج_والعمرة_لهم_بالمرصاد نشر تحته عشرات المغردين السعوديين منشورات تحذر من المساس بأمن مكة المكرمة، وأن أمن مكة خط أحمر. معتبرين ترديد الصرخة تنفيذا لتوجيهات خامنئي.
وقال الناشط السعودي “شاعي المرزوقي: كل ضيوف الرحمن محترمين ماعدى الحوثيين اثبتوا انهم ضيوف للشيطان.. استغلال زحمة الحجاج وبث بعض الشعارات الطائفية دليل خبث ودناءة أخلاق هذه الحثالة التي تفتقد لأدنى مبادئ الرجولة ومخافة الله.
وأضاف: إذا كانوا يعتقدون أن هذه التصرفات ستمر بسلام فهم واهمون لأن أمثالهم لايستحقون إلا الدعس بالجزم والتفل في وجوههم وإهانة كرامتهم. مردفا: كنا نسمع كلمة أذا اكرمت الكريم ملكته وإذا أكرمت اللئيم تمردا وهذا ماشاهدناه بالصوت والصورة لهذه الحثالة بأنهم أكثر لآمة من أي لئيم نسأل الله انن يرينا فيهم مايشفي صدور قوم مؤمنين.
الحوثيون
في المقابل قوبل ترديد وفد الحوثيين للصرخة بارتياح واسع أوساط نشطاء جماعة الحوثي، حيث نشر العشرات منهم منشورات تدعو بالنصر، والتكبير، وبعضها متهكمة، معتبرة ترديد الصرخة رضوخا سعوديا أمام قوة الجماعة.
وقال الناشط الحوثي “إبراهيم الشرفي” متهكما “شعار السعودية في موسم الحج لهذا العام: صرخة في مكة،، ولا صواريخ في أرامكو”.
وقال مالك المداني ناشط في الجماعة معلقا على الفيديو: خلال 20 عام فقط .. انتقلت هذه الصرخة من منزل متواضع على سفوح جبال مران النائية بصعدة، إلى ساحات الحرم المكي ومختلف زوايا العالم.
وأضاف: سبع حروب كبرى فشلت في إخمادها احسبوها كيفما شئتم .. الأمر مذهل. الله اكبر.
وقال القيادي في جماعة الحوثي “فيصل مدهش”:
أبى الله إلا أن يتم نوره رغم أنف الكافرين.
وأردف،حاربوا شعار البراءة “الصرخة” حتى لا يرفع في جبل مران مديرية حيدان في محافظة صعدة، واليوم ها هو بفضل الله يرفع في مكة المكرمة.”
وكان المرشد الأعلى الإيراني “علي خامنئي” دعا يوم 7 مايو/أيار من وصفهم بـ”المؤمنين” إلى تعميم ما اسماه بـ”منطق البراءة القرآني” على العالم الإسلامي أجمع، في موسم.
الحجّ القادم.
وقال خامنئي في تدوينة له على منصة “إكس” إن “البراءة في الحج هذا العام أكثر بروزاً من أيّ زمن مضى”، داعيا من وصفهم بـ “الحجّاج المؤمنين –سواء كانوا إيرانيّين أو غير إيرانيّين أو من أيّ بلدٍ– أن ينقلوا هذا المنطق القرآنيّ للعالم الإسلاميّ أجمع”، واعتبر ذلك “أمرٌ واجب”.
وكان زعيم ميليشيا الحوثي المصنفة إرهابيا شن قبل يومين هجوما شديد اللهجة نحو المملكة العربية السعودية واتهمها بالمتاجرة بشعيرة الحج، تزامنا مع وصول وفد من قيادات جماعته إلى مكة لأداء مناسك الحج بقيادة المسؤول العسكري في الجماعة “يحيى الرزامي”.