الاثنين ، ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٥ ساعة ٠٢:٣٧ صباحاً

تصاعد المخاوف من سقوط مأرب.. ما الذي يحاك تجاه المحافظة؟

الهجومُ نُفّذ على محاورَ عدة؛ من مجزر وهيلان شمالاً حتى قانية بين مأربَ والبيضاءِ جنوباً، مروراً بصلب والمخدرة غرباً، أحرزت فيه المليشيات تقدماً في بعضِ المواقع، قبل أن تستعيدَها قواتُ الشرعيةِ بعد ذلك.

 

اقرأ أيضاً :
الحكومة تزف بشرى سارة إلى جميع موظفي الدولة وترسلها للبنك المركزي 
 

 

 

 

 

 

 

 

  تحولت معركةُ الشرعيةِ والتحالفِ ضدَّ مليشيا الحوثي من مربعِ الهجومِ إلى الدفاع، بل أصبحت مليشيا الحوثي هي من تتقدمُ عسكرياً على الأرض، كما حصل مؤخراً في الجوف ونهم وغيرِها.

 

  مأرب بين فكي كماشة

  بعد السيطرةِ على الجوفِ أصبح الحوثيون يحيطون بمدينةِ مأرب شمالاً عبرَ محافظةِ الجوف، وغرباً من منطقةِ صرواح التي تدورُ فيها المواجهاتُ حاليا، وجنوبَ غربي المدينةِ عبرَ منطقةِ قانية التابعةِ لمحافظةِ البيضاء، ليبدو الهدفُ القادمُ واضحاً تماماً.. مأرب، وهي المحافظةُ التي أوقفت الزحفَ الأولَ للحوثيين قبلَ خمسةِ أعوام، وأصبحت بعدَ ذلك مقراً لقيادةِ الجيشِ ومركزاً متقدماً في معركةِ إسقاطِ الانقلاب.  

 

يتعاملُ قادةُ الجيشِ في مأرب مع المعاركِ التي اندلعت مؤخراً وكأن القرارَ هو قرارُ الرياض، فهي وحدَها من تحددُ مصيرَ مناطقِ سيطرةِ الشرعية، فإذا كانت هناك تفاهماتٌ بينها وبين الحوثيين بشأنِ تسهيلِ سيطرتِهم على ما تبقى من مناطقِ الشمالِ، كما يقولُ مراقبون، فإن ذلك سيتحقق في ظلِ حالةِ الاستلابِ التامِ للقياداتِ السياسيةِ والعسكرية.  

 

وعن تصعيد الحوثيين في مأرب، قال الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي إن ما يحدث في مأرب هو محصلة طبيعية لما حدث قبل ذلك في جبهة نهم وما تلاها من تقدم للحوثيين في محافظة الجوف.  

 

وأضاف التميمي، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة بلقيس مساء أمس، أن الضغط العسكري الذي يقوم به الحوثيون اليوم على مشارف مأرب يمثل المستوى الخطير من المواجهة مع الشرعية.

 

  ولفت إلى أنه للحديث عن التصعيد الحوثي باتجاه مأرب يجب العودة إلى العوامل التي من خلالها انسحب الجيش الوطني من مديرية نهم، منها عدم حصوله على الإمدادات الكافية والاهتمام وتعرضه للاستهداف المادي والمعنوي من قبل التحالف.

 

  هزيمة للسعودية

  ويرى التميمي أن أي نكسة قد تصيب السلطة الشرعية هي في نهاية المطاف ستحسب بشكل مباشر على أنها هزيمة للقوات السعودية وللتدخل العسكري الذي تقوده الرياض، وبالتالي سيكون المنتصر الوحيد هو إيران.  

 

وأضاف متابعا "عندما ينتصر الحوثيون على الشرعية فإن الذي سينتصر هي إيران، وستهزم في المقابل السعودية".   وزاد "ارتدادات هذه الخسائر لن تقتصر على اليمن، بل ستمتد على المستوى الإقليمي، وستكون هناك تداعيات مستقبلية على أمن واستقرار المنطقة".  

 

وحول آخر التطورات العسكرية في جبهة صرواح، قال جواد الغفوري، وهو أحد ضباط الجيش الوطني، إن هناك تحليق مكثف لطيران التحالف منذ يومين لم تشهده صرواح منذ انطلاق عمليات التحالف قبل خمس سنوات.  

 

وأشار إلى أن الجيش الوطني في صرواح تحول من مرحلة الدفاع إلى الهجوم، لافتا إلى أن هناك عمليات تقدم للجيش في عدد من المواقع في الجبهة بدعم ومساندة المدفعية وطيران التحالف.  

 

وبشأن ما إذا كان التحالف سيقف دون سيطرة الحوثي على مأرب، قال التميمي إنه ليس أمام السعودية من خيار سوى إعادة تصحيح موقفها السياسي والعسكري تجاه الشرعية، بعد تعرضه للضرر خلال الفترة الماضية ما أدى إلى انتكاسات حسبت على أداء التحالف وليس على أداء للشرعية، كون الجميع يعرف أن الشرعية مصادرة الإرادة والقرار والنفوذ.  

 

وأشار إلى أن الجيش الوطني قادر على التعاطي مع الحوثيين وتحويل سير المعركة لصالحه في حال ما منح القدر الكافي من القوة النارية التي حرم منها طيلة الفترة الماضية.

 

  وتطرق التميمي إلى أهمية محافظة مأرب، موضحا أن مأرب مهمة على مستويات مختلفة، منها أنها تعتبر العاصمة الفعلية للشرعية، ومنها أن فيها أكبر وجود عسكري للتحالف وتحديدا السعودية، والأهم من ذلك ما تمثله مأرب من مخزن بشري من مختلف محافظات البلاد، وبالتالي المعركة فيها ستخلق كارثة إنسانية هائلة لن تستطيع السعودية ولا غيرها تحمل تبعاتها.  

 

فساد القيادات

  من جهته؛ الخبير العسكري والاستراتيجي عبدالعزيز الهداشي رفض الحديث عن أن التحالف رفض دعم الجيش الوطني في معركة نهم، لافتا إلى أن جبهة نهم سقطت دون أن تطلق رصاصة واحدة، وانسحب الجيش دون قتال في الوقت الذي كان هناك سلاح مكدس يكفي لمواجهة الحوثي، معتبرا الحديث عن أن السعودية لم تقم بدعم ومساندة الجيش كلام غير منطقي.

 

  ويعزو الهداشي أسباب تراجع الجيش الوطني في نهم ومأرب والجوف إلى نائب رئيس الجمهورية علي محسن الأحمر كونه من يتولى جبهات الشمال والمخول بالتعينات العسكرية، ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان خير مثال، حد وصف الهداشي.  

 

مردفا القول أن هذه الشخصيات العسكرية قامت بتعيين قيادات عسكرية أغلبها موالية لمليشيا الحوثي.   وتابع "هناك فساد مناطقي في هرم المؤسسة العسكرية، أغلب القيادات من إقليم أزال، مقابل استبعاد القادة العسكريين من المناطق الوسطى والحديدة وتهميشهم، بالتالي حول نائب رئيس الجمهورية ووزير الدفاع الأمر إلى أمر مناطقي".