الاربعاء ، ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ ساعة ٠٢:٤٣ صباحاً

ثلاثة انبياء صعدوا الى السماء نبي صعد ونزل حي.. ونبي صعد ومات.. ونبي صعدا ولم يمت من هم الانبياء ؟

بحسب الإيمان المسيحى، فالمسيح صلب على يد الرومان، وقام من قبره، بعدما خلص البشرية من الخطيئة الأولى (خطيئة آدم وحواء والشجرة المحرمة)، ثم ارتقى بعدها إلى السماء، فيما يعرف بعيد ارتفاء المسيح، وهو واحد من بين 12 عيدًا تحتفل بهم الكنيسة الأرثوذكسية، ويخلد ذكرى المرة الأخيرة التى ظهر فيها المسيح ليتحدث إلى حوارييه بعد موته.

 

وصعود المسيح إلى السماء، هو أمر لا تختلف حوله الإسلام والمسيحية، ولكن يختلف الذى سبقه، فالإسلام يعتقد أن عيسى ابن مريم لم يصلب ولكن شبه لهم، وقاموا بصلب “يهوذا” التليمذ الخائن بعدما شبه بالمسيح، بينما يؤمن المسيحيون بأن المسيح وهو الثالوث المقدس “الآب والابن والروح القدس” صلب كما ذكرنا من قبل لخلاص البشر من الخطيئة الأولى، ثم ارتقاء بجسده إلى السماء.

 

وبعيدا عن شخصية يسوع المسيح، والاختلافات الجوهرية حوله فى الإسلام والمسيحية، هناك 4 أنبياء بالإضافة إلى المسيح يسوع ابن مريم، من أنبياء الأديان الإبراهيمية، يعتقد أن أصحابها رفعوا إلى السماء، بالإضافة إلى صحابى جليل اعتقد صحابة رسول الله “ًص” أنه جثمانه رفع إلى السماء بعدما استشهد فى إحدى المعارك.

 

إدريس

نبى الله إدريس، يعتقد أنه كان أول من صعد للسماء، استنادا إلى النص القرآنى ” ورفعناه مكانا عليا ” وجاء في فتح الباري لابن حجر : وكون إدريس رفع وهو حي لم يثبت من طريق مرفوعة قوية، وقد روى الطبري أن كعبا قال لابن عباس في قوله تعالى: ورفعناه مكانا عليا. أن إدريس سأل صديقا له من الملائكة فحمله بين جناحيه، ثم صعد به، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت، فقال له: أريد أن تعلمني كم بقي من أجل إدريس؟ قال: وأين إدريس؟ قال: هو معي، فقال: إن هذا لشيء عجيب أمرت بأن أقبض روحه في السماء الرابعة، فقلت: كيف ذلك وهو في الأرض؟ فقبض روحه فذلك قوله تعالى: ورفعناه مكانا عليا.

 

إلياس

نبى الله إلياس، وهو النبى إيليا المذكور فى الكتاب المقدس، يعتقد أنه أيضا صعد إلى السماء ولم هيفقد حياته على الأرض، وقال أبو يعقوب الأذرعي، عن يزيد بن عبد الصمد، عن هشام بن عمار قال: وسمعت من يذكر عن كعب الأحبار أنه قال: إن إلياس اختفى من ملك قومه في الغار، الذي تحت سائل احمر عشر سنين، حتى أهلك الله الملك، وولي غيره، فأتاه إلياس فعرض عليه الإسلام فأسلم، وأسلم من قومه خلق عظيم غير عشرة آلاف منهم، فأمر بهم فقتلوا عن آخرهم.

 

وقال مكحول عن كعب: أربعة أنبياء أحياء: أثنان في الأرض، إلياس والخضر، واثنان في السماء: إدريس وعيسى عليهما السلام، ويعتقد اليهود أن إيليا (إلياس) صعد إلى السماء على متن مركبة نارية خلال هروبه ممن يريدون قتله.

 

الخضر

الخضر وهو النبى الذى لم يذكر اسمه صراحة فى القرآن الكريم، ويعتقد أنه هو النبى الذى ذكر فى قصة النبى موسى، ويعتقد أنه أيضا لم هيفقد حياته على الأرض ولكن صعد إلى السماء، رغم الاختلاف الحاصل بين من يعتقد بأنه من الأولياء الصالحين ومن يعتقد بأنه نبي، تتفق على تقديس الخضر كل الأديان السماوية.

 

ورُوي عن مكحولٍ عن كعب الأحبار أنه قال: “أربعة أنبياء أحياء: إثنان في الأرض، إلياس والخضر، وإثنان في السماء: إدريس وعيسى عليهما السلام، وأنّ إلياس والخضر يجتمعان في كل عام، في شهر رمضان ببيت المقدس، وأنهما يحجان كل سنة، ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى مثلها من العام المقبل”.

 

النبى محمد صلى الله عليه وسلم

النبى محمد “صلى الله عليه وسلم” صعد إلى السماء فى رحلة الإسراء والمعراج، وذلك استنادا إلى سورة “الإسراء” والآية الكريمة “سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ” وحسبما جاء فى صحيح البخارى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض يضع خطوة عند أقصى طرفه، فحملت عليه فأنطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا “.

 

الصحابي عامر بن فهيرة

أحد صحابة المصطفى “ص” الأجلاء، كان من السابقين إلى الإسلام، ومن المهاجرين الأولين وكتبة الوحي القرآني، رفع الله تعالى من شأنه وكرمه بالشهادة ورفعته الملائكة بين السماء والأرض، بعدما استشهد فى سرية بئر معونة، ثم دفنته فلم ير أحد جسده بعد ذلك.

 

ذكر محمد بن عمر الواقدي رواية عن محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري عن عمه محمد بن مسلم الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة بنت أبي بكر أنه: “رُفِعَ عامر بن فهيرة إلى السماء، فلم تُوجَد جُثته”، كما أورد ابن الأثير الجزري في كتابه “أسد الغابة في معرفة الصحابة”.