الاربعاء ، ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ ساعة ٠٢:٣٧ صباحاً

مصادر.. عُمان تحتضن إجتماعاً مرتقباً بين الفرقاء.. وتطورات في الأزمة اليمنية 

توقّعت مصادر سياسية يمنية أن يشهد الملف اليمني خلال الفترة القريبة القادمة تطورا على صعيد جهود التسوية السياسية التي تعمل الأمم المتحدة بالتعاون مع قوى إقليمية على إرسائها، مشيرة إلى احتضان العاصمة العمانية مسقط اجتماعا وشيكا بين الفرقاء اليمنيين، وصفته بالهام.

 

وعادة ما تحيط سلطنة عمان جهودها للوساطة في الملفات الشائكة والمعقّدة بقدر من الكتمان حرصا على إنجاح وساطتها وحماية لها من التشويش السياسي والإعلامي، لكنّ لقاء جمع مؤخّرا بين سلطان عمان هيثم بن طارق وأمين عام الأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش في مسقط جعل مراقبين يتوقّعون أن تعيد السلطنة تحرّكاتها لكسر جمود المسار السياسي في اليمن وتخليصه من تأثيرات التصعيد الجاري في المنطقة.

وأشاد غوتيريش خلال اللقاء بدور السلطنة في "تعزيز الحوار والتعاون متعدد الجوانب في المنطقة وما وراءها، بما في ذلك اليمن"، وفق ما ذكره مكتب الناطق باسم الأمين العام الأممي. وبنت المصادر توقّعاتها علىحدثين وصفتهما بالمهمين واعتبرتهما مؤشّرين على رغبة الأطراف المتدخّلة في الملف اليمني في التهدئة وإفساح المجال أمام الجهود السياسية.

وتمثّل الحدث الأوّل في قيام جماعة الحوثي بمبادرة إطلاق مجموعة من الأسرى والمحتجزين المنتمين إلى معسكر الشرعية اليمني، بينما تمثّل الثاني في تسيير أول رحلات جوية مباشرة بين صنعاء ومدينة جدّة لنقل الحجيج، وذلك لأوّل مرّة منذ بدء الحرب في اليمن قبل نحو عشر سنوات.

وحفّت بمبادرة إطلاق الأسرى المواقف المشكّكة في صدق نوايا جماعة الحوثي من قبل جهات مشاركة في الشرعية بدا أنّها متأثرة بوجود أسرى تابعين لها في سجون الجماعة، على غرار حزب الإصلاح التابع لجماعة الإخوان المسلمين الذي يشنّ حملة منفصلة لإطلاق سراح القيادي فيه محمد قحطان الأسير لدى الحوثيين منذ سنة 2017.

لكن انفتاح المجال الجوي أمام الرحلات المباشرة بين صنعاء وجدّة حمل مؤشّرات على تمسّك المملكة العربية السعودية بخيار حلحلة الصراع اليمني سلميا، وإصرارها على الإبقاء على قناة التواصل مع الحوثيين مفتوحة بمعزل عن تصعيدهم في البحر الأحمر وتحركاتهم العسكرية على جبهات القتال مع معسكر الشرعية والهادئة نسبيا بفعل الهدنة التي مازالت صامدة عمليا منذ أكثر من سنة على الرغم من عدم تجديدها بشكل رسمي.

ورحّب وزير الخارجية اليمني الأسبق أبوبكر القربي بمبادرة إطلاق سراح الأسرى، قائلا إنّها “خطوة مرحب بها لبناء الثقة بين الأطراف، ورفعا لمعاناة الأسرى وذويهم”. وأضاف في تعليق له عبر منصّة إكس “نتمنى أن تكون مبادرة الإفراج من جانب واحد التي تمت الأحد في صنعاء برعاية الصليب الأحمر مقدمة لإنجاح اجتماع مسقط القادم بين الأطراف حول هذا الملف الذي طال انتظاره وبداية للعودة إلى الحل السياسي”.

ومن جهته رحب المبعوث الأممي هانس غروندبرغ بجميع المبادرات للإفراج عن المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، بما في ذلك المبادرة الأخيرة التي قام بها الحوثيون. ودعا جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق ستوكهولم والقانون الدولي الإنساني. وفي ديسمبر 2018 توصلت الحكومة والحوثيون إلى الاتفاق المذكور الذي ينص على إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين والمفقودين والمحتجزين تعسفيا والمخفيين قسريا.

ومن جهتها دعت الحكومة المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغط حقيقي على الحوثيين لإنجاز تقدم ملموس في الملف. وقال وزير الإعلام معمر الإرياني إن “إعلان الميليشيا عن إطلاقها (سراح) مختطفين مدنيين من خارج قوائم التبادل يهدف إلى تبييض سجلها الإجرامي والهروب من تنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق السويد، وعرقلة أي تقدم حقيقي في الملف".

وفي مؤشر على وجود نوع من الوفاق بين الرياض وصنعاء بشأن الحفاظ على التهدئة وفتح قنوات التواصل، أعلنت جماعة الحوثي مطلع الأسبوع الجاري تدشين تفويج الحجاج عبر مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرتها إلى مدينة جدة. وقالت مصادر يمنية إنّ عدد الرحلات الجوية المباشرة بين صنعاء وجدّة سيصل إلى 44 رحلة ستقل 8200 حاج.

والرحلات الجوية من مطار صنعاء مقصورة على خدمة شبه يومية إلى الأردن منذ وقف إطلاق نار توسطت فيه الأمم المتحدة في اليمن ويسري منذ أبريل 2022. وقبل ذلك كان المطار مغلقا بقرار من التحالف العسكري الذي قادته السعودية في مواجهة الحوثيين. وفي سبتمبر الماضي عُلقت الرحلات التجارية الأردنية لكن الخطوط الجوية اليمنية استأنفتها في أكتوبر، وذلك بعد خلاف بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والحوثيين بسبب السيطرة على أموال الشركة.