أكدت منظمة حقوقية دولية، حاجة اليمن، للتخلص من الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي بكثافة، والتي تحصد أرواح المدنيين بشكل شبه يومي، وتدمر سبل العيش والحياة في المناطق الموبوءة بها شمال وغرب وشرق البلاد.
جاء ذلك في تقرير نشرته منظمة "هيومن رايتس ووتش" ، تحت عنوان "اليمن: ألغام الحوثيين تحصد الأرواح، وتدمّر سبل العيش.. توقفوا عن استخدام الألغام المحظورة وسرّعوا عمليات إزالة الألغام".
وقالت المنظمة إن "الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي، تستمر في قتل المدنيين، وتتسبب لهم بإصابات خطيرة في المناطق التي توقفت فيها الأعمال العدائية النشطة، وتمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم".
وأشارت المنظمة الدولية إلى أن القانون اليمني و"معاهدة حظر الألغام لعام 1997"، يحظران أي استخدام للألغام الأرضية المضادة للأفراد مهما كانت الظروف.
ونقل التقرير عن "نيكو جعفرنيا" باحثة اليمن والبحرين في هيومن رايتس ووتش إن " مليشيات الحوثي استهزأت لسنوات بحظر الألغام الأرضية، والمدنيون اليمنيون يدفعون الثمن بما أن هذه الأسلحة تقتل وتجرح دون تمييز".
وأضافت الباحثة أن "هناك حاجة ملحة إلى تسريع إزالة الألغام الأرضية لإنقاذ الأرواح وتفادي المعاناة غير الضرورية وضمان أن يتمكن الناس من الوصول بأمان إلى منازلهم وسبل عيشهم".
تقرير هيومن رايتس تطرق إلى الأثر الكارثي للألغام الأرضية على سكان قرية الشقب التي تقع في مديرية صبر الموادم في الجبال المحيطة بمدينة تعز (جنوب غرب اليمن)، مشيرا إلى مقتل وإصابة العشرات نتيجة لهذا الألغام وعمليات القنص الحوثية التي تطال سكان القرية القريبة من خطوط القتال.
وشدد التقرير على أن "الحاجة ملحة إلى دعم دولي أقوى لتجهيز موظفي إزالة الألغام ومساعدتهم على مسح المنطقة (الشقب) بشكل منهجي وإزالة الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب في اليمن".
وقال التقرير إنه "يتعين على الأطراف، والوكالات الدولية أن تقدم التعويض والمساعدة والدعم المناسبين، وفرص العمل إلى المصابين، وعائلات المصابين والقتلى، بالإضافة إلى غيرهم من ضحايا الألغام الأرضية في اليمن".
وأضاف: "ينبغي أن يشمل الدعم الرعاية الطبية، بما في ذلك الجراحة الترميمية والدعم النفسي، والأطراف الصناعية وغيرها من الأجهزة المساعِدة عند الاقتضاء، وإعادة التأهيل المستمر إذا لزم الأمر".
وأكدت الباحثة جعفرنيا في نهاية التقرير أن "الأثر الكارثي للألغام الأرضية في اليمن لن ينتهي إن لم تحصل تعبئة كبيرة لإزالة هذه الأسلحة وتدميرها"، مؤكدة أن "الناس في اليمن يواجهون مستويات كارثية من الجوع ويحتاجون بشدة إلى الوصول إلى أراضيهم الزراعية والمراعي الضرورية، لكن هذه الأراضي هي غالبا ملوثة بالألغام".
ومليشيات الحوثي الطرف الوحيد في اليمن، التي تستخدم الألغام المضادة للأفراد، وتزرعها بشكل واسع في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وبين الحين والآخر، يسقط العديد من المدنيين بسبب هذه الألغام، والتي زرعتها المليشيا الحوثية بكثافة، خصوصا في محافظات الساحل الغربي (الحديدة، حجة، تعز) إضافة إلى محافظات شرق اليمن مأرب والبيضاء والجوف، والمناطق المحاذية للحدود السعودية.
وكانت تقارير دولية وخبراء الأمم المتحدة ودول بينها اليمن والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية، اتهمت مليشيا الحوثي مرارا وتكرارا بتلويث الأراضي اليمنية بنحو مليوني لغم مضاد للأفراد، وهي أعلى نسبة لزراعة الألغام منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وفقا للأمم المتحدة.