الاربعاء ، ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ ساعة ٠٧:٣٥ مساءً

الكشف عن أخطر هدف للزيارات العسكرية المكثفة للحوثيين لما يسمى بالمراكز الصيفية

في 6 مايو/أيار الجاري رصد “يمن ديلي نيوز” أربعة عناوين نشرها إعلام جماعة الحوثي لزيارات قيادات عسكرية وأمنية للمخيمات الصيفية من بينها: (رئيس أركان قوات الأمن المركزي بأمانة العاصمة يتفقد المراكز الصيفية بمديرية الوحدة).

 

ومن العناوين: (قائد قوات الأمن المركزي بمحافظة الحديدة يتفقد المراكز الصيفية في مديرية الحوك) و (مدير عام شرطة مديرية كحلان عفار بمحافظة حجة يتفقد سير أنشطة الدورات الصيفية بالمديرية) و(مدير عام القوى البشرية بوزارة الداخلية يتفقد عددا من المراكز الصيفية في مديرية الثورة).

ويقول الحوثيون إن المخيمات أو المراكز الصيفية هي لتعليم الطلاب الدين، وهو ما يعني عدم علاقة وزارتي الدفاع والداخلية بها، إلا أن المتتبع لأخبار تلك المراكز يلحظ كثافة الزيارات العسكرية والأمنية اليومية، وهو ما يثير التساؤل حول طبيعة تلك المخيمات التي تقول الجماعة إنها لتعليم الدين فقط.

يرى الخبير العسكري العميد، “عبدالرحمن الربيعي” تفسيرا واحدا للزيارات المكثفة التي تنفذها القيادات الأمنية والعسكرية للمعسكرات أو المراكز الصيفية، وهو أن “تلك المراكز ليست سوى معسكرات تعبئة وحشد تعبوي فكري لنهج الحوثيين القائم على مبدأي الغلبة لانقلابهم وتجريف الهوية الوطنية الجمهورية والتي انغرست ونمت وترعرعت بالوجدان والضمير اليمني لـ 60 عاماً”.

وقال الخبير العسكري، هذه المعسكرات الصيفية وهذه الزيارات لقيادات أمنية حوثية ليست سوى جزء من عمل ممنهج، الغاية منه تحويل وعي النشء باتجاه مغاير وتطويع هذا الجيل لمشروع الحرب المستمرة ضد اليمنيين الرافضين للانقلاب ومشروع الحوثين”.

كما رأى أن هذه الزيارات “تعبر عن أزمة الحوثيين الداخلية، حيث يفترض أن يقوم بهذه الزيارات دكاترة تربويون وأخصائيون بمهام المعسكرات الصيفية وما يتوجب على الشاب والصغار الاستفادة منه”.

ومن دلالات الزيارات العسكرية والأمنية المكثفة للمراكز الصيفية من قبل الحوثيين وفق “الربيعي” أنها تظهر أن “الطابع الأمني هو المشرف والموجهة لهذه المعسكرات وذلك بهدف خدمة مشروعهم وحربهم ليس إلا”.

وفي 20 أبريل/نيسان الماضي، تحدث القيادي في جماعة الحوثي “قاسم الحمران” عن أن معظم الملتحقين بالمراكز الصيفية “في عداد الشهداء”.

وقال على حسابه في “إكس”: “كما يعلم الله لولا المراكز الصيفية وروادها الذين أغلبهم اليوم في عداد الشهداء، لكان اليمن اليوم مرتعا للدعارة والفجور، وللتكفير والتفجير”.

وكان تقرير خبراء مجلس الأمن الصادر في 2021 اتهم جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا باستغلال أنشطة التعليم لدفع الأطفال إلى تبني أفكار محرضة على الكراهية والعنف، وصولا إلى تجنيدهم في جبهات القتال.

وتحدث التقرير عن “استغلال الحوثيين للمعسكرات الصيفية والدورات الثقافية للحشد والتشجيع على الانضمام للقتال”، موثقًا مقتل 1406 أطفال دفع بهم الحوثيون في ساحات المعارك عام 2020، و562 طفلا بين يناير/ كانون الثاني ومايو/ أيار من سنة 2021.

وتتراوح أعمار الأطفال – وفق التقرير – بين 10 إلى 17 سنة، ومعظمهم محافظات عمران وذمار وحجة والحديدة وإب، إضافة إلى صعدة وصنعاء.

وذكر التقرير أن تلك “المخيمات الصيفية والدورات الثقافية التي تستهدف الأطفال البالغين تشكل جزءا من استراتيجية الحوثيين الرامية إلى كسب الدعم لأيدولوجيتهم، وتشجيع الناس على الانضمام للقتال”.