اختلف العلماء في تحديد ما هي مدة حمل السيدة مريم بعيسى عليهما السلام ؟، ورأى بعض العلماء أنها مدة حمل طبعية 9 أشهر بينما آخرون يرون أن مدة حمل السيدة مريم بسيدنا عيسى -عليهما السلام- هي 6 أشهر .
ففي حقيقة الأمر، لم يرد نص قطعي من كتاب ولا من سنة في تحديد فترة حمل مريم بعيسى عليه الصلاة والسلام، وما ورد في ذلك إنما هو مجرد حكايات لا تستند إلى دليل، فالبعض قال أنها حملت به ثمانية أشهر، وما قيل من أن مدة حملها ستة أشهر أو تسعة.
ولعل أقرب الأقوال هو قول ابن عباس رضي الله عنهما: «ما هو إلا أن حملت فوضعت في الحال، فهذا هو الظاهر لأن الله تعالى ذكر الانتباذ عقب الحمل، انظر القرطبي عند كلامه على قصة مريم في سورة مريم».
وروي عن ابن عباس أنه قال: لم يكن إلا أن حملت فوضعت، قال ابن كثير رحمه الله (3/117) عن هذا الأثر المروي عن ابن عباس: «وهذا غريب، وكأنه مأخوذ من ظاهر قوله تعالى: «فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ» فالفاء وإن كانت للتعقيب لكن تعقيب كل شيء بحسبه، كقوله تعالى: «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِن سلالة مِّن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً في قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً» فهذه الفاء للتعقيب بحسبها. وقد ثبت في الصحيحين أن بين كل صفتين أربعين يوما «يعني: تبقى النطفة أربعين يوماً والعلقة أربعين والمضغة أربعين».
ومن جانبه، قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: «لا أعرف كم استغرق حمل السيدة مريم من الوقت، فالله وحده أعلم، وهذا الأمر لا يفيد فى ديننا أن نعرفه، فهى معجزة بأن تلد السيدة مريم دون أن يمسها رجل وهذا بقدرة الله تعالى، فعلينا أن نصدق بهذا ولا نتسأل فى التفاصيل».
وأغرب معلومة كانت، عندما أفاد الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامى، بأن العلماء اختلفوا فى مدة حمل السيدة مريم، فمن نظر إلى ظاهر النص القرآنى “فحملته فانتبذت به مقاما قصيا فأجاءها المخاض” أى إن مسألة الحمل استغرقت ثلاث ساعات لوجود فاء التعقيب فى الآية