قال الله عز و جل : { وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ } ، ( سورة يس : 20 )، الرجل الذي جاء من أقصى المدينة هو حبيب النجار مؤمن آل يس .
روى إبن عباس عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) أنه قال : ” الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل يس ، قال: { يا قوم اتبعوا المرسلين } ، و حزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال : { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله } ، و علي بن أبي طالب و هو أفضلهم ، ( كنز العمال : 32898 .
من المنادي في قوله تعالى: “فناداها من تحتها ألا تحزني”
يقول الله تعالى في سورة مريم: {فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا، وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} [سورة مريم: الآيتين 24، 25] يقول: من هو المنادي؟
ومن هو المقصود بقوله: {سَرِيًّا}؟ المنادي قيل: إنه جبريل عليه السلام نادى مريم من تحتها وسمعت صوته، وقيل: إن المنادي هو عيسى عليه السلام ولكن الراجح الأول أنه جبريل عليه السلام.
وأما عيسى فإنه لم يتكلم إلا لما حملته إلى قومها وكما ذكر الله سبحانه وتعالى لما أشارت إليه {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ} [سورة مريم: آية 27] وقالوا لها ما قالوا من الاستنكار فأشارت إليه فتكلم بإذن الله عز وجل، أما قبل ذلك فلم يرو أنه تكلم عليه الصلاة والسلام، فالراجح أن الذي ناداها من تحتها هو جبريل.
والسري: هو النهر الذي تشرب منه ولهذا قال: {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا} [سورة مريم: آية 26