بدأت المليشيا الانقلابية، حملة لاعتقال ابرز المشايخ المؤثرين مجتمعيا، في محاولة لمنع اندلاع ثورة شعبية أكدت تقاريرها الامنية والاستخباراتية أنها باتت وشيكة، وسيؤدي اندلاعها إلى الاطاحة بانقلابها على الشرعية اليمنية.
وشهدت مديرية خور مكسر في العاصمة المؤقتة عدن، الثلاثاء (7 مايو) احتجاجات شعبية واسعة أمام المجمع القضائي في المديرية، على استمرار مليشيا "المجلس الانتقالي" التابع للامارت في اعتقال الشيخ مهدي العقربي.
طالب المواطنون المحتجون في هتافاتهم ولافتات احتجاجاتهم السلطة القضائية بـ "تحمل مسؤولياتها والتوجيه العاجل لإطلاق سراح الشيخ مهدي العقربي". معتبرين أن اعتقاله "يأتي في اطار التنكيل بشخصيات المجتمع الفاعلة".
بالتوازي، اعتقلت اطقم تابعة لقائد اللواء الثاني عمالقة جنوبية" حمدي شكري، الثلاثاء (7 مايو) رجل الاعمال والشيخ البارز عصام هزاع الصبيحي، في نقطة مصنع الحديد التابعة للمجلس الانتقالي بمحيط محافظة لحج".
شاهد .. مليشيا الانتقالي تعتقل شيخا بارزا في الصبيحة
وأفادت مصادر محلية وقبلية متطابقة أن "اطقما مسلحة تابعة للقيادي السلفي حمدي شكري، اعترضت موكب رجل الاعمال والمرجعية القبلية والمجتمعية عصام الصبيحي في نقطة مصنع الحديد بمديرية البريقة".
موضحة أن "قائد اللواء الثاني عمالقة جنوبية، الشيخ السلفي حمدي شكري وجه باعتقال الشيخ عصام هزاع الصبيحي دون اي مسوغ قانوني وبتهمة مناصرة قطاع غزة بفلسطين، في تعمد واضح إهانة مشائخ الصبيحة".
ويُعد الشيخ عصام هزاع الصبيحي من أبرز رجال الأعمال ذو الاستثمارات داخل الوطن ويملك حضورا قبلييا كبيرا مكنه من لعب أدوار كبيرة لخدمة المواطنين والعمل على إصلاح ذات البين.
تزامن هذا الاعتقال الجديد من جانب مليشيا "المجلس الانتقالي" والامارات في اليمن، مع خروج تظاهرات غاضبة في عدن، تطالب المليشيا بإطلاق سراح رجل الأعمال أنيس اليافعي.
وندد المواطنون المشاركون في التظاهرات، بجرائم مليشيا "المجلس الانتقالي" بقيادة كمال الحالمي، واقدام الاخير على اختطاف رجل الأعمال أنيس اليافعي، الاثنين (6 مايو) دون مسوغ قانوني.
مؤكدين أن "قرارات الحالمي، التي ليس لها سند من الدستور ولا القانون تسببت بأضرار كبيرة للتجار والمستثمرين، وساهمت في تدمير الاقتصاد، وسوق العمل"، ومطالبين بـ "وضع حد للعبث الحاصل".
شاهد .. تظاهرات تطالب باطلاق رجل الاعمال اليافعي
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، تعاني انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".
يأتي هذا بالتزامن مع ذكرى تنفيذ الامارات، اكبر انقلاب على الشرعية اليمنية وحليفتها المملكة العربية السعودية في تحالف "عاصفة الحزم" في العاصمة المؤقتة عدن وعدد من مدن نفوذ اليمن، باتجاه فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي واجندة اطماعها بجزر اليمن وسواحله وثرواته ايضا.
وتتواصل تداعيات تمويل الامارات انشاء ذراع سياسي وعسكري لها في جنوب اليمن، باسم "المجلس الانتقالي الجنوبي" في الرابع من مايو 2017م، واخراج آلاف من المتطرفين الانفصاليين لساحة العروض بعدن تحت شعار "فوضناك" في محاولة لاضفاء طابع "شرعي" للمجلس.
تزامن تمويل الامارات انشاء هذا الكيان وبهذا الاسم الانقلابي "المجلس الانتقالي" لحكم جنوب اليمن، مع استكمالها تمويل انشاء وتجنيد وتسليح قرابة 50 لواء عسكريا من الانفصاليين في جنوب اليمن، تحت شعار "دعم المقاومة لمليشيا انقلاب جماعة الحوثي وعلي عفاش".
لكن الامارات سرعان ما دعمت بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ثم شبوة.
وتسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.
تفاصيل:
غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
في السياق، بدأت رئاسة "الانتقالي الجنوبي"، ترتيبات الاحتفال بما تسميه "الذكرى السابعة لإعلان عدن التاريخي، وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي". حسب ما اعلنت في اجتماع عقدته برئاسة القائم باعمال رئيس المجلس، ورئيس جمعيته العمومية، علي عبدالله الكثيري.
ونقل الموقع الالكتروني لـ "المجلس الانتقالي" عن الاجتماع المنعقد الاربعاء ( 1 مايو) في عدن، أن رئاسة المجلس "جددت التأكيد على تمسك المجلس بمضامين إعلان عدن التاريخي والثوابت الوطنية الجنوبية المتمثلة في استقلال الجنوب وطناً، ودولة، وهوية". حسب تعبيرها.
مشيرا إلى أن هيئة رئاسة "الانتقالي" خلال الاجتماع "وقفت أمام الخطة المُقدمة من رئيس اللجنة العليا للمناسبات الوطنية والاحتفالات زيد النقيب، واستعرضت مُجمل الأنشطة والفعاليات المعدة لإحياء الذكرى السابعة لإعلان عدن التاريخي، وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي".
ونوه الى انها "رفعت التهاني للرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي بالذكرى السابعة لتفويضه في الرابع من مايو 2017م، وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي. مشيرة إلى الأهمية التاريخية التي يكتسبها الحدثان في مسيرة نضال شعب الجنوب لاستعادة دولته المستقلة كاملة السيادة".
شاهد .. رئاسة "الانتقالي" تحضر للاحتفال بانقلاب 2017م
يتفق مراقبون محليون واقليميون ودوليون للشأن اليمني، في أن "دعم الامارات لانشاء المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات التابعة له انقلاب متكامل على الشرعية اليمنية يعادل انقلاب الحوثيين وعلي عبدالله صالح 2014م إن لم يفقه خطرا بالنظر الى تدعياته على وحدة اليمن وسيادته الوطنية".
وتتهم الحكومة اليمنية المعترف بها، "المجلس الانتقالي الجنوبي" بأنه "يعيق عمل الحكومة بإصراره على استمرار انتشار ونفوذ فصائل مليشياته المتعددة" منذ انقلابه العسكري على الشرعية في اغسطس 2019م، بتمويل ودعم عسكري مباشر من الامارات وطيرانها الحربي ضد الجيش الوطني.
مؤكدة أن "استمرار تمرد ‘الانتقالي‘ على الشرعية وسيطرته على مؤسسات الدولة واستحواذه على قدر كبير من ايرادات الدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، فاقم تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية".
وتبنت الامارات في 2017م إنشاء "المجلس الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي، وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن.
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.