وصف الخبير العسكري الدكتور “علي الذهب”، زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي “رشاد العليمي” محافظة مأرب بـ”المهمة” وقال إنها ” تلوح في مضمونها بخيارين اثنين “إما السلام أو الحرب”.
وأوضح أن الدلالات العسكرية لزيارة “العليمي” إلى مأرب، إن الزيارة “تعد تجسيدا لما ينبغي أن يضطلع به مجلس القيادة الرئاسي في الظرف الحالي”.
ووفقاً لـ”الذهب” فإن الزيارة تأتي فيما تواجه محافظة مأرب حربا مستمرة مع جماعة الحوثيين المصنفة إرهابيًا منذُ قرابة تسع سنوات، و “في ظرف يبدو معه أن هناك تحول سياسي”، لافتًا إلى أن هذا التحول قد يكون “صفقة أو عملية سلام”.
وقال: “الزيارة تلوح في مضمونها بخيارين اثنين “إما السلام أو الحرب”، والخيار الأول الذي “يدفع إليه مختلف الأطراف المتسارعة”.
زيارة العليمي لمأرب ليست بمنأى عن أبعادها السياسية فهي تعكس – وفقا لـ”الذهب” – أن هناك تحولا سياسيا في إطار الأمم المتحدة، والدول الأخرى نحو دعم عملية السلام، ووقف الحرب”.
كما تعكس زيارة “العليمي” إلى محافظة مأرب – وفق الذهب – “طابع عسكري، وهو اللجوء إلى القوة إذا ما اخفقت عملية السلام، أي بمعنى أن سير المواجهة لا يزال قائما من جانب، ومن جانب آخر، أن مأرب تقع على خط المواجهة الأول مع الحوثيين منذُ عقد من الزمن”.
وأشار إلى أن تلك الدلالات ذات الطابع العسكري “تعني أنه لا تزال مأرب الجزء الساخن أو الملتهب من جغرافيا المحافظات الشمالية إلى جانب محافظة تعز”.
وقال: هاتان المحافظتان “فيما تواجهان الحوثيين، فإنهما تمثلان هدفا حتميا له” مستدلا على ذلك بما يبديه الحوثيون “من استماتة لإحداث اختراق داخل هاتين المحافظتين”. وفق قوله.
تعزيز موقف الدفاع
وتحدث الدكتور “علي الذهب” لـ”يمن ديلي نيوز” أن دلالات عسكرية أخرى للزيارة تتعلق بتعزيز موقف الدفاع.
وقال: الزيارة “تأتي لتعزيز موقف الدفاع والثبات على خطوط التماس الهدنة، ودعما لأي عملية سلام أو تسوية سياسية، أو اللجوء للعنف، اذا ما أدرى الحوثيون إلى هذا المسلك”. حسب تعبيره.
وفيما أشار الذهب إلى أن الجيش اليمني “لايزال يواجه تحديات مادية ولوجستية” تحدث عن احتمالية أن تبدد تلك التحديات مع هذه الزيارة.
وقال إن تلك الزيارة ستثبت جدواها إذا “ما التفت مجلس القيادة لحاجة الجيش من مرتبات وعتاد ومن أشكال الدعم اللوجستي وباقي الأشكال الأخرى للدعم اللوجستي”.
غياب أعضاء المجلس
في اتجاه آخر يذهب الخبير العسكري الدكتور “علي الذهب” للحديث عن دلالات أخرى تكشفها زيارة العليمي التي اقتصرت على اصطحاب 2 من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي هما “عثمان مجلي وعبدالله العليمي”، معتبرا غياب البقية مؤشر على عدم وجود توافق داخل مجلس القيادة.
وقال: الزيارة لم تشمل أربعة من أعضاء مجلس القيادة أو على الأقل واحدا منهم وهم “عيدروس الزبيدي، فرج البحسني، أبو زرعة المحرمي، وطارق صالح”.
وأضاف: غياب أحد هؤلاء الأربعة “يدل على أنه لا زال هناك تباينات داخل مجلس القيادة إزاء توحيد الجيش وإعادة بناء القوات المسلحة اليمنية أو قوة الشرطة”.
ومن ضمن تلك التباينات أيضاً “الموقف من قضايا أساسية في إطار هذه التسوية، منها القضية الجنوبية، وشكل الدولة، والأقاليم وتأجيل هذا الخيار أو ذاك أو تقديم أيا منهما”.
وبشكل عام وصف الذهب الزيارة بـأنها “جيدة في مضمونها وفي توقيتها”، مردفا “ولكنها تؤخذ من المأخذ الذي أشرت إليه، وهو أن هناك أطراف في المجلس الرئاسي طرح غيابهم عددا من الاستفسارات أو الاستفهامات حول قناعتهم من هذه الزيارة وتحفظهم على المشاركة فيها”.
وتمنى أن لا تكون هذه الزيارة “الوحيدة وأن تتكرر هذه الزيارة سوء لرئيس المجلس أو لبقية أعضاء المجلس”.
ويوم الاثنين 29 إبريل/نيسان إلى محافظة مأرب (شمال شرقي اليمن) رئيس مجلس القيادة الرئاسي “رشاد العليمي” في زيارة هي الأولى منذ تشكيل المجلس قبل عامين.
الزيارة استغرقت يومان التقى خلالها “العليمي” بقيادات وزارة الدفاع وزار جبهات القتال واطلع على الجاهزية القتالية لمؤسسات الجيش ومستوى التأهيل والتدريب في الجيش.
كما التقى “العليمي” مشائخ وأعيان محافظة مأرب وممثلي المحافظات الخاضعة لجماعة الحوثي المصنفة إرهابيا.