علق السياسي خالد سلمان على التصريح الإمريكي بوجود حوارات منتظمة مع الحوثي.
وقال خالد سلمان في منشور عبر حائط صفحته الرسمية بمنصة "إكس"بين التصريح الإمريكي بوجود حوارات منتظمة مع الحوثي ،وتصعيد الأخير لعملياته في البحر الأحمر الأمس واليوم ،بعد تراجع إستمر لأسابيع، هناك رابط يختزل نفسه بطبيعة تكوين الفلسفة السياسية للحوثي ،القائمة على تصدير صورة ذهنية لمحازبيه وأنصاره ، أنه من القوة بمكان حيث يفرض على أقوى الدول محاورته، دون الحاجة إلى أن يلقي السلاح ،أو يدخل بإتفاقات حول مناطق منخفضة التصعيد.
وتابع خالد سلمان في منشوره قائلاً،ماحدث اليوم من استهداف سفينة بريطانية ناقلة للنفط ، إلى جانب عقلية الحوثي الفوضوية المستهترة بمخاطر عملياته على البيئة،فإنه بهذا الفعل يطالب مقابل وقف قصف السفن بتعلية سقف الجوائز والهدايا الممنوحة له امريكياً، حيث لايبدو أن إتفاقاً مقنعاً للحوثي قد تم التوصل إليه ،بشأن محفزات تتصل بشراكته في مسار التسوية وإخراجه من تصنيف الإرهاب ، وفتح الأجواء والموانئ أمامه دون إشتراطات مسبقة أو تفتيش مسبق، وتفاصيل ربما إستئناف القصف يرجح أن بعضهامازالت قيد البحث ولم تُحسم بعد ، كحصته من الثروة والبنك المركزي وعوائد النفط المتراكمة في البنوك السعودية، وينتهي سقف مطالب الحوثي بتسميته حاكماً لليمن، بعد تضييق إلى ادنى مستوى هامش مشاركة الأطراف الأُخرى.
مشيراً إلى أن الحوثي لايخوض معركة تتسم بالوطنية ولا لأهداف تتصل بغزة ، هو يخفض ويصعد بناء على رغبته في تحسين نسبته وحصته في مشاريع التسوية السياسية الداخلية ، وبهذا يمكن أن نفهم عودته لتسخين البحر الأحمر ، كمجرد عملية إبتزازية بحثاً عن المزيد من الحوافز الغربية والترضيات، ويتمادى تسخينه ليطال الداخل بإستهداف النساء والأطفال كما حدث اليوم في تعز بقتل ثمان سيدات منهن ثلاثة أطفال، والتلويح بإستدعاء الحرب ثانية ضد السعودية والإمارات، بعودته إلى خطاب العدو السعودي الإماراتي المهيمن اليومين الماضيين على رموزه وإعلامه، ناهيك عن إستمرار حرب الإستنزاف على طوال خطوط التماس مع القوات الجنوبية.
هذا هو الحوثي :خذ وطالب ، إنتزع تنازلات وصعِّد ، وسوِّق وهمْ أنك الطرف الوحيد الممسك بخيوط اللعبة وأنك القوة التي لا تُكسر.
واردف بالقول،أين المشكلة؟
المشكلة: إن الطرف المقابل منغمس بصراعاته السياسية الداخلية دون إستشعاره بالخطر الحوثي.
المشكلة : أن السعودية تشتري أمنها الداخلي بتنصيبه حاكماً ، وبيع جميع الأصدقاء والحلفاء كقرابين لسلام حدودها الجنوبية، وهو ما لن يحدث لأن الحوثي ليس سيد قراره ، هو مسمار في ترس المصالح الإيرانية .
المشكلة: أن واشنطن ومن خلفها الغرب، لم تصل بعد إلى مرحلة توصيفه بالخطر المميت ، على مصالحها وعموم مصالح المنطقة والعالم، وأنه الممر الآمن لتوسيع نطاق تدخلات القوى الدولية الكبرى المنافسة .
المشكلة الأخطر: من واقع اسقاطه مسبّر إمريكية اليوم ، أن الحوثي يتسلح بسلاح نوعي وإن دروب ومسالك وتشعبات خطوط التهريب لإعادة بناء قوته نشطة بلا إنقطاع ، وإن ما يحدث من ضربات بريطانية إمريكية ، تستهدف فقط قشرته الخارجية، دون أن تذهب بعيداً في عملياتها نحو ضرب وتفكيك بنيته العسكرية التحتية الصلبة ،لحسابات واشنطن القائمة على إدارة المواجهة لا حسمها.
العلاج الرئيس لمجمل تلك المشاكل، الخروج من إعتبار الحوثي جماعة سياسية وطنية ، ووضعه كإرهاب مساوٍ لإرهاب داعش والقاعدة وبالتالي العمل على تجفيف مصادر قوته، وكذلك الضغط على الفرقاء المحليين لتخطى خلافاتهم الثانوية، وتوحيد الجهد العسكري، وتسليحهم نوعياً بصورة إن لم تقطع مع الحوثي كلياً، فهي تعيد حركته سنوات إلى الخلف ،كمليشيا مسرح عملياتها الجبال الداخلية لا حواضر المدن وأعالي البحار.
وتابع خالد سلمان بالقول اللافت في الأمر أن الحوثي يمتلك سلاح ردع حد إسقاط المسيرات الأمريكية ،في ما قوى الشرعية والقوات الجنوبية والحراس ، ناهيك عن منظومة الصواريخ والدفاع الجوي، لا تملك حتى مسيرة واحدة لتعزيز الردع ،ومثل هكذا إختلالات في ميزان التسليح ، ليس بعيداً عن غض طرف واشنطن ، المهيمنة على المضائق وطرق التهريب وسوق السلاح.
مختتماً منشوره قائلاً ،الحوثي يتجبر ويصِّعد متكئاً على ثلاثة:
الداخل المنقسم على نفسه.
الإقليم الذي يهندس الصفقات مع الحوثي من خلف ظهر الجميع ، وفي معزل عن واحدية الأمن المشترك.
وواشنطن التي لم ترتق في تعاطيها مع الحوثي، بما يمتلكه من مقدرات وسلاح دولة ، كإرهاب عابرللمصالح والحدود.