اتهام أمريكي خطير لهذه الدولة الخليجية بإعاقة سلام اليمن

كشفت الولايات المتحدة الامريكية رسميا، عن اعاقة دولة خليجية مسار السلام في اليمن وانهاء الحرب وعرقلة توقيع اتفاق استئناف تصدير النفط والغاز ودفع رواتب الموظفين وغيرها من بنود "خارطة الطريق الى السلام في اليمن" التي افضت اليها مفاوضات السعودية ومجلس القيادة الرئاسي وجماعة الحوثي، واعلنت الامم المتحدة توافق اطراف الحرب عليها وتبنيها نهاية ديسمبر الماضي. 

 

جاء هذا في تصريح ادلى به المبعوث الامريكي الخاص الى اليمن، تيم ليندركينغ، أكد فيه: "يجب إيجاد حل دبلوماسي للحرب الأهلية المستمرة في اليمن منذ عقد من الزمن". لكنه اضاف شرطا جديدا لانجاز اتفاق السلام بجانب وقف الهجمات البحرية لجماعة الحوثي التي تشنها لمنع السفن الاسرائيلية والامريكية والبريطانية بزعم "دعم فلسطين واسناد مقاومتها بمواجهة العدوان الاسرائيلي".

وقال ليندركينغ، الثلاثاء (23 ابريل): إن "السلام في اليمن لن يكون ممكنا إلا بدعم دول الخليج". مضيفا: "دول الخليج متحدة جميعها في دعمها لجهود سلام حقيقية في اليمن. ولا يمكننا القيام بذلك دون دول الخليج". في اشارة إلى دعم الامارات "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته في مساعاه لفرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة إلى ابوظبي وخدمة اجندة اطماعها في اليمن موقعا وسواحل.

 

شاهد .. المبعوث الامريكي لليمن يصل الى مسقط

استبق المبعوث الامريكي الى اليمن، بهذا التصريح، جولة جديدة له في المنطقة، تشمل السعودية وسلطنة عمان، بدأها الخميس بزيارة مسقط، بالتزامن اتهمت جماعة الحوثي الولايات المتحدة الامريكية بالتصدر لعرقلة السير في اجراءات توقيع اتفاق "خارطة السلام" الذي سبق أن اعلنت التوصل اليه مع السعودية في المفاوضات المباشرة وغير المباشرة بوساطة عُمانية خلال العامين الماضيين.

وقال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي ووفدها المفاوض، في تصريح نشره على حسابه بمنصة التدوين المصغر إكس (توتير سابقا): "ما صرح به المبعوث الأمريكي ليندر كينغ من أن دولته تبذل ما بوسعها للمضى قدما بعملية السلام في اليمن يتناقض كليا مع سلوكها الفعلي وما تقوله وتصرح به في الكواليس والغرف المغلقة وما تدبره من مكايد مع حكومة المرتزقة (الشرعية)". حد زعمه.

 

مضيفا: "امريكا هي الآن أكبر عقبة أمام السلام في اليمن وفي عموم المنطقة فهي التي تعرقل خارطة الطريق وهي التي تضع الفيتو على وقف الحرب في غزة وهي وراء كل اعمال التصعيد والأزمات في سوريا و العراق وايران ولبنان، وفي سبيل حماية البلطجة الاسرائيلية هي مستعدة للذهاب إلى أبعد مدى في النذالة". في اشارة إلى ربط واشنطن دعمها السلام في اليمن بوقف الهجمات البحرية.

 

شاهد .. الحوثيون يتهمون امريكا بعرقلة خارطة السلام

يترافق هذا الاتهام مع اعلان المبعوث الاممي الى اليمن عن أنه "اجرى الاربعاء (24 ابريل) مكالمة مع اللورد @tariqahmadbt، وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية والكومنولث وشؤون التنمية (الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جنوب آسيا والأمم المتحدة)، حيث بحثا ضرورة الحفاظ على بيئة تدعم الحوار البنّاء وسبل لتحقيق تقدم في خارطة الطريق الأممية" للسلام الشامل في اليمن.

 

شاهد .. المبعوث الأممي يجري اتصالا مع بريطانيا 

تزامن وصول المبعوث الامريكي مسقط، مع عودة المبعوث الاممي، هانس غروندبيرغ، إليها الخميس (25 ابريل) عقب زيارته لها الاحد (21 ابريل) وعقده لقاءات مع رئيس وفد جماعة الحوثي ومسؤوليين عُمانيين، وعقده بالرياض لقاءات مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي والسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر.

وحسمت السعودية، الجدال بشأن اتفاق "خارطة الطريق الى السلام في اليمن"، وأصدرت الثلاثاء (23 ابريل) اعلانا رسميا يتضمن تبنيها الكامل للخارطة ودعمها توقيع مختلف الاطراف عليها والبدء في تنفيذ بنودها المتضمنة استئناف تصدير النفط والغاز ودفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والطرق واطلاق جميع الاسرى، والدخول في حوار سياسي يمني.

صدر هذا الاعلان في تصريح ادلى به السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، مساء الثلاثاء (23 ابريل)، ونشره على حسابه الرسمي بمنصة التدوين المصغر إكس (توتير سابقا)، بالتزامن مع اصدار المبعوث الاممي الى اليمن هانس غروندبيرغ بيانين مقتضبين جديدين بنتائج لقاءاته مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس الحكومة اليمنية المعترف بها.

وقال آل جابر: "التقىيت اليوم (الثلاثاء) مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن السيد/ هانس غروندبرغ، وجرى خلال اللقاء مناقشة اخر المستجدات وجهوده بشأن خارطة الطريق للتوصل الى حل سياسي شامل في اليمن، وتم التأكيد على دعم المملكة لجهوده لتحقيق الامن والسلام والتنمية في اليمن لرفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق".

 

شاهد .. اعلان سعودي بتبني دعم خارطة السلام 

من جانبه، قال مكتب المبعوث الاممي الى اليمن في بيان مقتضب نشره على موقعه الالكتروني وحسابه بمنصة إكس (توتير سابقا): إن المبعوث هانس غروندبيرغ "اختتم اليوم (الثلاثاء) زيارة إلى الرياض حيث التقى برئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ووزير الخارجية اليمني شايع الزنداني لبحث سبل إحراز تقدم في خارطة الطريق الأممية".

شاهد .. بيان المبعوث الاممي بلقائه مع العليمي والزنداني

مضيفا: إن المبعوث الاممي الى اليمن غرونبيرغ على هامش زيارته العاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء (23 ابريل) "التقى أيضًا بسفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن، محمد آل جابر، وأكد على أهمية الدعم الإقليمي المستمر والمنسق لجهود الوساطة التي تضطلع بها الأمم المتحدة في اليمن". في تأكيد على تبني المملكة "خارطة السلام في اليمن".

 

شاهد .. بيان المبعوث الاممي بلقائه سفير السعودية

وفي بيان أخر، قال مكتب المبعوث الاممي الى اليمن: "اختتم وفد من المكتب بقيادة نائب رئيس البعثة زيارة إلى عدن يوم أمس (الاثنين 22 ابريل)، حيث التقوا برئيس الحكومة، احمد بن مبارك وعدد من كبار المسؤولين. ناقشوا التحديات الاقتصادية، والحاجة للتخفيف من حدة التوترات الاقتصادية والعمل نحو إيجاد حل سياسي شامل في اليمن.

 

شاهد .. بيان نائب المبعوث الاممي بلقائه رئيس الحكومة

وجاءت هذه التطورات عقب ساعات على ورود انباء من الرياض ومسقط، عن انفراجة في مشاورات الرواتب والسلام الجارية وتقدم جديد بمسار ترتيبات توقيع اتفاق "خارطة الطريق الى السلام في اليمن" التي افضت اليها مفاوضات التحالف بقيادة السعودية ومجلس القيادة الرئاسي وجماعة الحوثي، خلال العامين الماضيين.

أكد هذا مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، في بيان مقتضب الاثنين (21 ابريل)، قال: إن "المبعوث هانس غروندبيرغ التقى كبير مفاوضي أنصار الله، محمد عبد السلام، وبمجموعة من كبار المسؤولين العمانيين في مسقط. وناقشوا سبل إحراز تقدم في خارطة الطريق الأممية لليمن".

واشار بيان المبعوث الاممي، إلى ان الاجتماع ناقش ايضا، التطورات التي حالت دون التوقيع على خارطة السلام في اليمن، جراء تداعيات العدوان الاسرائيلي وحصاره المتواصلين على غزة. وأفاد بأن الاجتماع أكد على "ضرورة خفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط على نطاق أوسع".

من جهتها، أعلنت جماعة الحوثي الانقلابية، أنها استأنفت نقاشات مع وسطاء امميين وعُمانيين حول خارطة طريق سعودية للحل في اليمن. بالتزامن مع استئناف نقاشات "السعودية مع المجلس الرئاسي" حسب "وزير الدولة" بحكومة الحوثيين غير المعترف بها، عبدالعزيز البكير، ليل الاثنين.

وقال البكير، في تدوينة على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا): إن السعودية استدعت المجلس الرئاسي للرياض، والمبعوث الاممي لليمن التقى برئيس وفد الجماعة المفاوض في مسقط محمد عبدالسلام، ودبلوماسيين عُمانيين "لمناقشة توافقات صنعاء والرياض بشأن السلام في اليمن"، حد تعبيره.

مضيفا: إن "النقاشات الجارية تركز على "تحييد الملف الإنساني والبدء بتسليم المرتبات وتبادل الأسرى وفتح الطرقات، وتصدير المشتقات النفطية". وهي الشروط التي وضعتها جماعة الحوثي للدخول قبل الانتقالي الى الملفين العسكري والسياسي والدخول بمفاوضات السلام الشامل في اليمن.

وجرى اعتماد بنود الملفين الانساني والاقتصادي للتنفيذ في المرحلة الاولى من "خارطة السلام في اليمن" التي اعلن المبعوث الاممي غروندبيرغ نهاية ديسمبر توافق الاطراف عليها، وتشمل بمرحلتها الثانية "حوارا يمنيا يمنيا"، يفضي الى "فترة انتقالية تقود الى حكومة وحدة وانتخابات رئاسية".

تأتي هذه التطورات بعدما اعلن مسؤول يمني الجمعة (19 ابريل)، عن بدء ترتيبات عقد الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي الانقلابية، جولة مشاورات محدودة ونهائية بشأن اتفاق "خارطة السلام الى اليمن"، تنتهي بتوقيع مختلف أطراف الحرب في اليمن، اتفاقا في العاصمة السعودية الرياض. 

وأعلنت الخارجية الامريكية، رسميا، الاربعاء (3 ابريل) عن مشروع اتفاق معروض على جماعة الحوثي، يطرحه المبعوث الامريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ على الوساطة العُمانية والسعودية "هذا الاسبوع"، ويتضمن تأكيد شرط واشنطن لدعم اتفاق خارطة السلام والمضي فيه، وعرضا على الجماعة وصفه مراقبون بـ "العرض المغري".

في المقابل، بدأت المملكة العربية السعودية، في فبراير الفائت، تحركا دبلوماسيا واسعا، لإصدار قرار دولي يعمد اتفاقها مع جماعة الحوثي الانقلابية بشأن السلام والرواتب والمطارات، ايذانا للبدء بتنفيذه عمليا، رغم تحفظات مجلس القيادة الرئاسي على بعض بنوده، الملبية تشرطات الجماعة لقبولها ببدء مفاوضات سياسية مع المجلس.

وعقدت السعودية منذ سبتمبر 2022م مفاوضات غير مباشرة ثم مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.

يشار إلى أن الرياض دفعت بالوساطة العُمانية، نهاية 2021م، عقب تمادي مليشيا الحوثي الانقلابية في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها