استغلت قيادات مليشيا الحوثي الإرهابية نفوذها لإجبار المستفيدين على تحويل مساعداتهم للاستخدام العسكري، وحرمان الأطفال منها، وهو ما تسبب في تضرر أكثر من 6 آلاف أسرة في مديرية حبور ظليمة في محافظة عمران وحدها.
وقال تقرير صادر عنه حديثا، أن تحالف «رصد للحقوق والحريات» باليمن، وثق قيام مشرفين من مليشيات الحوثي بالضغط على المستفيدين لإجبارهم على التنازل عن جزء من حصتهم وسرقتها قسرا، ليقوموا باستلامها مباشرة من المخازن بدلا عنهم.
وأشاروا إلى أن مسؤولي برنامج الغذاء العالمي علموا بحيل الحوثيين في نهب المساعدات، فأمروا شريكهم المحلي بالامتناع عن الصرف لشهر كامل، لكن بعد تفاهمات مع قيادات عليا بتعيين منسقين لتوثيق إجراءات الصرف والتأكد من المواطنين باستلامهم الحصة كاملة، أعيدت عملية الصرف.
وأكد تقرير «رصد» أنه حقق في 4 حوادث منع وصول المساعدات الإنسانية من قبل ميليشيات الحوثي في محافظتي المحويت وعمران فقط، مما أدى إلى تأثر 5,997 طفلا بينهم 2,627 فتاة، وبحسب التقرير فإن إجمالي الانتهاكات التي تعرض لها الأطفال والتي وثقها التقرير خلال تلك الفترة من أبريل 2022 وحتى ديسمبر 2023 بلغت 127 واقعة انتهاك في 13 محافظة يمنية شملت الانتهاكات الستة الجسيمة.
ويستند التقرير إلى معلومات جمعها باحثون في 13 محافظة يمنية بين فبراير وأكتوبر 2023، تعد نماذج للانتهاكات الحوثية ولا تعكس الأرقام الكلية على أرض الواقع وإنما هي جزء من حقيقة لجرائم حوثية مستمرة.
ومن بين عشرات الهجمات، وثق التقرير 15 هجوما حوثيا تنوع بين المداهمة والاقتحام وإقامة أنشطة دعائية تحرض على التجنيد والقتال على 45 مدرسة، نتج عنها تضرر بحدود 20,764 طفلا بينهم 11,830 فتاة، وهي أعلى نسبة ضحايا.
وتوزعت الهجمات بين 10 في المحويت ضد 39 مدرسة، تضرر بسببها 19,084 طفلا وفتاة، و5 في عمران ضد 6 مدارس تضرر بسببها 1680 طفلا وفتاة.
وحقق التحالف الحقوقي اليمني بـ7 حالات ضحايا عنف جنسي أغلبها تتعلق بالاغتصاب، بينهم فتاتان، ارتكبها الحوثيون خلال 2023 عدى حالتين في 2022، فيما ينحدر الضحايا من 7 محافظات بينها الحديدة والمحويت وتعز.
وسجل التقرير 31 حالة اختطاف منهم فتاتان، ومن بين هؤلاء قد تعرض 5 للاختفاء القسري، و9 تعرضوا لتعذيب جسدي، فيما لا يزال 8 معتقلين حتى اليوم، وقتل 2 عقب تجنيدهما في المعارك وحالة واحدة مجهولة المصير.
ووثق فريق تحالف «رصد» الميداني خلال عمر المشروع تجنيد ميليشيات الحوثي 53 طفلا (قتل منهم 11 في الجبهات)، وتتراوح أعمارهم بين 12-18 عاما، ويقع نحو الثلث منهم في ذمار 19، و15 في المحويت، و15 في كل من الضالع وعمران، و2 في مأرب.
واعتمدت ميليشيات الحوثي في استقطاب الأطفال على الدعاية في المدارس، لما لها من تأثير كبير على الأطفال إلى جانب الحوافز الاقتصادية، حيث تم إغراء 29 طفلا مجندا بالحوافز الاقتصادية.