لا تزال التعازي الرسمية وغير الرسمية، وبيانات النعي في وفاة الكاتب والصحفي اليمني الكبير، محمد المساح، تتوالى لليوم الثالث، بعدما خسرت اليمن برحيله مدرسة صحفية، تتلمذت على يديه أجيال من الصحفيين اليمنيين.
توفي الصحفي الكبير المساح، في قريته بمنطقة العزاعز، بمحافظة تعز، بعد سنوات من توقفه عن الكتابة، بفعل الضغوط التي مارستها عليه المليشيات الحوثية التابعة لإيران.
وفي هذا السياق، قال وزير الأوقاف اليمني، محمد عيضة شبيبة، إن الكاتب الصحفي الكبير محمد المساح يرحمه الله ، لم يسلم من بطش المليشيا الحوثية الانقلابية التي اعتقلته وصادرت مرتباته وحقه في ممارسة مهنة الصحافة التي قضى فيها أربعين عامًا يكتب عموده الشهير "لحظة يا زمن" في صحيفة "الثورة"، فاضطر للعودة إلى قريته والانشغال بأغنامه حتى توفاه الله.
وأضاف في نعيه للأديب والكاتب المساح، "إنها حالة واحدة من بين ملايين الحالات التي تجسد حقيقة الارتداد عن قيم العصر والجمهورية ومكاسب اليمنيين النضالية عبر عقود".
وذكّر الوزير "بدور رجال الإعلام والصحافة في حماية المكتسبات الوطنية والنضال من أجل استعادة الدولة وتثبيت النظام الجمهوري الذي يتعرض لأكبر عملية تجريف على يد أسوأ نسخة من الإمامة الغاشمة".
يذكر أن الصحفي المساح، تعرض للاعتقال في أغسطس من العام 2015، بعد سيطرة المليشيات الحوثي على العاصمة صنعاء، وعدة محافظات يمنية، وأفرج عنه في وقت لاحق، فيما لا يزال نجله مختطف لدى المليشيات الحوثية.
وتوقف عن الكتابة في صحيفة الثورة في العام 2016، ولجأ إلى قريته، التي توفي فيها مساء الجمعة الماضي، بعد تدهور مؤسسة الثورة الاعلامية نتيجة سيطرة المليشيا الحوثية عليه، وانقطاع الرواتب وغياب حرية الصحافة، بمناطق المليشيات، وتدهور حالته الصحية.