اشتدت مؤخرًا الصراعات بين القيادات الحوثية، على الحكم والثروة في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي الارهابية المدعومة من إيران.
وتفيد مصادر مطلعة أن العديد من أطراف هذه الصراعات بقيادة أحمد حامد مدير مكتب ما يسمى رئيس المجلس السياسي الأعلى، المعروف ب"رجل الفضائح"، تسعى بصورة متسارعة وغير مسبوقة، لإنهاء نفوذ وطموح القيادي البارز في الجماعة الارهابية محمد علي الحوثي، نجل ابن عم زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.
وكشفت المصادر كواليس قرارات صدرت مؤخرا عن مهدي المشاط، رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" والتي شملت تعيينات في مناصب كبيرة بحكومة الانقلاب، وعمقت صراعات كيانات نفوذ "جناح صعدة" المتطرف، وتحديدا بين القياديين محمد علي الحوثي وأحمد حامد.
ومحمد علي الحوثي، يطلق عليه "مهندس اللجان الثورية" وهو والرجل الثاني بالعائلة الحوثية، فيما احمد حامد، يعد الذراع الطولى لزعيم المليشيات، لحوثنة مؤسسات الدولة اليمنية.
يأتي ذلك وسط ارتباك كبير تشهده صفوف مليشيات الحوثي الارهابية المدعومة من إيران، على خلفية قرار البنك المركزي اليمني، امهال جميع البنوك التجارية نقل مراكزها المالية الرئيسية إلى العاصمة المؤقتة عدن خلال فترة زمنية 60 يومًا، حاولت الجماعة التخفيف من وقع قرار البنك المركزي بالكشف عن مساعٍ لتشكيل ما اسمته "لجنة ثورية عليا للإصلاح المالي والإداري".
كما جاء ذلك بالتزامن مع تداول أخبار عن استقالة الرجل الأقوى في صفوف الجماعة والمتهم بجرائم ضد الانسانية أحمد حامد من منصب مدير مكتب رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى للجماعة، تمهيدًا لإسناد قيادة اللجنة الثورية المزمع تشكيلها إليه، والتي تأتي في اطار ما سمي بعملية "التغيير الجذري" التي تحدث عنها زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي في سبتمبر 2023.
لجنة عليا للصراع
ويرى مراقبون محليون، بأن المساعي لتشكيل اللجنة المزعومة وإسناد قيادتها للرجل المشبوه احمد حامد، في حال تحقق ذلك، فإنها ستكون لجنة لبدء صراع عالٍ بين قيادات الجماعة من الصف الأول، والتي ظلت خلال الفترة الماضية تتجسد في التصفيات الجسدية وتبادل التهم والاقصاء الوظيفي.
استبعاد مشرفي محمد علي الحوثيآ
ويشير المراقبون، إلى ان تشكيل "لجنة ثورية جديدة" بدلا عن ثورية محمد علي الحوثي السابقة، ستشكل ضربة قوية وسحب للبساط من تحت اقدام طرف الصراع الذي يقوده محمد علي الحوثي، لصالح طرف الصراع الثاني بقيادة احمد حامد ومهدي المشاط، حيث ستعمل الثورية الجديدة على استبعاد المشرفي المحسوبين على القيادي محمد علي الحوثي من جميع الجهات المدنية والعسكرية والأمنية والقضائية وغيرها من الجهات الواقعة تحت سيطرة المليشيات.
ووفقًا للمراقبين، سيجد طرف الصراع الذي يقوده محمد علي الحوثي نفسه خارج اللعبة الإيرانية في اليمن بشكل عام، الأمر الذي سيقود إلى مزيد من الانقسامات والصراعات داخل الجماعة والتي ستحمل طابع أكثر شراسة ودموية من صراع الفترة السابقة.
وبحسب مصادر متعددة في مناطق الحوثي، فإن اللجنة المزمع تشكيلها وإسنادها لأحمد حامد "اللجنة الثورية العليا للإصلاح الإداري والمالي"، ستعمل على "مراقبة أعمال حكومة الحوثي الانقلابية المتوقع تشكيلها خلفًا للحكومة الحالية"، وهو مجافي للحقيقة التي تشير إلى إستئصال عناصر محمد علي الحوثي.
قوة القيادي الدموي
ويكتسب القيادي الدموي في صفوف الجماعة أحمد حامد قوته من الجانب الإيراني مباشرة، والمتمثل بغرفة العمليات الإيرانية في صنعاء، التي تدير مناطق سيطرة الحوثي، إلى جانب انه يعد الذراع الأيمن لزعيم الجماعة لما تربطه به من علاقة مصاهرة، وفي حال تم تشكيل لجنته الثورية الجديدة وتنصيبه على رأسها، سيكون بذلك قد أخضع جميع الأطراف والمكونات الحوثية لسيطرته.
ويعتبر احمد حامد القيادي المطلوب يمنيًا وعربيًا لما ارتكبه من جرائم بحق اليمنيين منذ العام 2004، خاصة ضد المختطفين والمخفين قسرًا والأسرى في سجون الجماعة،آ يعتبر الحاكم الفعلي لمناطق الحوثيين، فيما المشاط والحكومة الانقلابية غير المعترف بها محليا ودوليًا، مجرد ادوات تنفذ أوامر حامد وغرفة عمليات ايران في صنعاء.
واحمد حامد، هو أحد اكبر الفاسدين في صفوف جماعة الحوثي، ويشغل أكثر من 23 وظيفة، ويتحكم بجميع الجهات التابعة للحوثيين بما فيها العسكرية والأمنية والقضائية، فقد تم رصد عدد من توجيهاته إلى جهات عدة شملت تغييرات وإقالات، ومنح تصاريح أعمال واستيراد وتصدير، وإبطال أحكام وتوجيهات صادرة عن السلطة القضائية.
ومن كثر ممارساته الإجرامية ضد الانسانية فقد تحدث عنه تقرير لجنة العقوبات الخاصة باليمن في مجلس الأمن الدولي، كما تم ادراجه ضمن المطلوبين للتحالف العربي، وتحدثت عن جرائمه المنظمات الحقوقية المحلية والدولية.
وتؤكد المصادر، أن "حامد" يمتلك ثروة مالية وعقارية وتجارية كبيرة، نتيجة نهبه للأموال العامة ومشاركته لمعظم رجال الاعمال والتجار في مناطق سيطرة المليشيات، في أعمالهم، واستحواذه على قطاع "الأدوية والصرافة" ويمتلك شبكة اعلامية تضم قناة تلفزيونية وصحف ومواقع إخبارية وغيرها من الوسائل المؤثرة على الرأي العام في مناطق الحوثي.
رجل الفضائح
كما يعد القيادي الحوثي احمد حامد، من أكثر القيادات الحوثية المثيرة للسخرية، تجسد ذلك من خلال ممارسته انشطة لا يفقه فيها، مثل "محاضرته لأطباء عن كورونا في 2020، وقوله أن صنعاء محمية بإيمان زعيم المليشيات"!، وقوله بأن ثورة 26 سبتمبر الخالدة لم تحقق أي انجازات، وما هو موجود من منجزات على ارض الواقع هي منجزات تمت بعهد الإمامة البائدة، وبهذا اصبح أكبر مزيف للحقائق في التاريخ، ومن فضائحه ادعائه انه لا يملك منزل، وهو الذي يدير شركة عقارات ومعارض سيارات فاخرة بمناطق الحوثي.
وتشير المعلومات بأن احمد حامد يقود اكبر العصابات الاجرامية التي تمارس عمليات تصفية بحق معارضيه خاصة من الطرف المنافس الذي يقوده محمد علي الحوثي، وكذا القيادات المعارضة لأفكار الجماعة الطائفية والارهابية من المدنيين والعسكريين، وناشطات وحقوقيات، وهو الذي يشرف على عمليات الاختطافات والاخفاءات والحبس التعسفي بحق معارضيهم.
وابرز جرم وفضيحة تسبب بها حامد المراني، انه منع الاعمال الإغاثية والانسانية للمنظمات الدولية في مناطق الحوثي، بعد رفضها منحه الاشراف على عمليات توزيع المساعدات الانسانية والاغاثية، والتي أكدت تقارير دولية انه كان يستحوذ عليها ويصادرها لصالح عناصر الحوثي.
لجنة إفساد وإقصاء
ويتوقع العديد من المراقبين المحليين، بأن يمارس حامد في حال تم تشكيل لجنته الثورية المزعومة، عمليات اقصاء واسعة في صفوف الموظفين في أجهزة الدولة المختلفة، خاصة وانه صاحب فكرة المدونة الوظيفية الطائفية، كما يتوقع ان يعمل على ربط ايرادات جميع الجهات في مناطق الحوثي في جهة واحدة تكون تحت اشرافه وهو ما يجري العمل عليه في مناطق الحوثي منذ مطلع العام الجاري.
ويتوقع المراقبون، بأن يمثل حامد مستقبلًا "الحاكم الفعلي" لايران باليمن، خاصة وانه يحظى بدعم القيادات الايرانية التي تتحكم بجميع الأمور في مناطق الحوثي التي يشرف عليها القيادي الايراني عبد الرضا شهلائي، قائد فرقة اليمن في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
اخيرا.. الحديث عن فساد القيادات الحوثية وعلى رأسها حامد المكنى "أبو محفوظ" تحتاج إلى مجلدات، فهي جماعة تقوم على الفساد والقتل والبطش والارهاب والتضليل، وما يجب الاشارة اليه هنا هو ان اللجنة الثورية المزمع انشاؤها بقيادة حامد، تجسد تطور الصراع في صفوف الجماعة وهذه المرة بين عبدالملك الحوثي ممثلا بحامد، وأبن عمه محمد علي الحوثي، وهو صراع على "الحكم والثروة"، سيدفع ثمنه اليمنيون في مناطق الحوثي ما لم يتم وضع حد لهذه الجماعة الايرانية.
وما يجري في مناطق الجماعة من ارتباك نتيجة تدهور الوضع النقدي والمصرفي والمعيشي والاقتصادي والانساني والحقوقي، وانكشاف كذبها وزيفها بشأن غزة، يجعل الأجواء مهيأة لثورة جياع تقضي على مليشيات الحوثي الارهابية.