قال الصحفي خالد سلمان أن لغة ايران التهديدية لم تعد جاذبة بل مدعاة للسخرية، وغالباً عدم الإلتفات إليها، بعد أن وضعت إيران نفسها في إمتحانين عسيرين كانت النتيجة صادمة ، فلا هي ردت على تصفية رمزها قاسم سليماني ، ولا هي إرتقت بإنتقامها على قصف قنصليتها ومقتل جنرالاتها، بما يليق بهذا الاستهداف الإسرائيلي المهين والمُكلِف.
واضاف، بذات النبرة المغسولة بالخيبة ، يكرر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تهديد إسرائيل بإن الرد سيكون قوياً حال تم ضرب طهران.
مفارقتان تمضيان على خط النقائض:إيران تهدد ولا تفعل وإن فعلت فهي لا توجع ، وإسرائيل تصمت وتفعل في الهيبة العسكرية الإيرانية الكثير من القصف المدمر.
وتابع، إجراءات الإعداد لضرب إيران تمضي بخطى متسارعة، فالمنطقة المجاورة تم إبلاغها أن إسرائيل لن تعرض دولها للخطر ، ونتنياهو يؤكد على قادم الضربة ، في ما الإدارة الإمريكية في صورة الإهداف المرصودة إسرائيلياً المراد استهدافها ، وتجدد إدارة بايدن عدم إشتراكها بقصف إيران، ولكنها لا تنسى التذكير بالتزامها بالدفاع عن إسرائيل، أي لن تشترك بالقصف ولكنها ستجهض رد الفعل الإيراني.
ولفت أن المأزق الحقيقي ليس هنا فتاريخيا التعهدات الإمريكية بحماية إسرائيل قاسم كل الادارات الديمقراطية والجمهورية المشترك ، وفي موسم إنتخابي كهذا يتبارى الجميع في رفع منسوب الدعم لتل ابيب ، المأزق الحقيقي يكمن في الدول العربية الواقعة على تخوم الدولتين إيران وإسرائيل، وكيف ستتعامل مع الطائرات والصواريخ الإسرائيلية العابرة أجوائها، هل ستتصدى لها كما فعلت مع الصواريخ الإيرانية، أم ستدعها تمر ما يجعلها مشمولة بإحتمالية رد فعل طهران، وإطلاق أذرع وكلائها في المنطقة لتهديد أمن تلك الدول.
وأشار إلى أن هذا الإرتباك في مواقف الدول العربية المجاورة، تضعها أمام خيارين: النأي بنفسها وهذا مستحيل بحكم الممرات الجغرافية الإجبارية موضوعياً للوصول إلى الأراضي الإيرانية ، أو الإعلان عن تحالف عربي إسرائيلي مضاد لإيران يخرج من السر إلى العلن.
وأختتم: هناك ضربة اسرائيلية محسوم أمرها ، وهناك إرتدادات لهذه الضربة على داخل الأنظمة العربية، تحرج تلك الأنظمة وتجعل أراضيها هدفاً محتملاً لمحور مايعرف بالممانعة.
إسرائيل حريصة على إخراج التقارب مع الدول العربية من التخادم الصامت، إلى توثيق عرى التعاون بحلف عسكري سياسي مشترك ، لحصار وعزل إيران ، بالتزامن مع مشاريع قرارات دولية وأوروبية تفرض عقوبات على طهران، وتفاقم من تبعات توصيفها كدولة مارقة.. هناك ضربة قادمة بلا أدنى شك، وهناك إشعار واشنطن بتفاصيل الضربة، وإبلاغ موسكو بعناوينها العريضة غير التفصيلية ، وهناك وهو الأخطر أنظمة عربية عالقة في الوسط.