الاثنين ، ٣٠ يونيو ٢٠٢٥ ساعة ٠١:١٧ صباحاً

شاهد

التغريدة التي فضحت السفير آل جابر (تفاصيل خطيرة )

سليم باوزير 

قبل نحو أسبوع منعت مليشيات الانتقالي تغيير قوات المطار  بقوة مدربة في المملكة العربية السعودية وفق مخرجات اتفاق الرياض وبالتزامن مع هذا المنع وفرض حصار على معاشيق شن نشطاء الانتقالي هجوما شرسا ضد المملكة وكالوا لها التهم وقالوا فيها كل نقيصة، وبدلا من قيام الجهة المشرفة على تنفيذ اتفاق الرياض بالرد على تلك الاتهامات خرج السفير السعودي محمد آل جابر ليرد على نشطاء الانتقالي في تويتر. لقد تحول السفير إلى ناشط يلاحق تغريدات بن لغبر وهاني بن بريك وغيره من الناشطين ويوضح العلاقة الحميمة التي تربطه بالانتقالي الذي لا يتورع عن شتم المملكة في كل محفل وفي السر والعلن. بينما يرد السفير اليوم على مناورة عسكرية للواء الحرس الرئاسي بشقرة في ابين بأنه من غير المقبول تنظيم هذه المناورة في ظل ما تشهده الجوف ومأرب والضالع من حرب مع الحوثي. إن السفير بهذا السلوك يحدد الطبيعة التي تتعامل بها المملكة مع المعطيات على الأرض، فالشرعية التي دخلت في شراكة كاملة مع المملكة وأصبح القرار واحد في كل الملفات تعامل اليوم بهذا الشكل الذي يحدد فيه السفير ما يجب ان تعمله الشرعية وما لا يجب ان تعمله. لقد نسي آل جابر ان الحوثي ما كان له ان يحشد اليوم هذه الجحافل على حدود مارب والجوف والضالع لو لم يكن على تنسيق تام وكامل مع الانتقالي الذي يشعل فتيل الأزمة كلما تحرك الحوثي هنا وهناك. وللتذكير فالحوثي في 2015 كان في طريقه للسقوط لولا الطعنات التي تلقتها الشرعية من الامارات التي أوقفت الحرب وأنشأت مليشيات الانتقالي وفتحت للشرعية جبهات في المناطق المحررة وهذا الشغل القذر انقذ الحوثي الذي كان قاب قوسين أو ادنى من السقوط. إنه لمن الغريب ان يطبطب سفير المملكة على مليشيات متمردة على الدولة بينما يستنكر عمل طبيعي تقوم به الشرعية، فالمتمردون وجهان لعملة واحدة والتعامل الرخو مع مليشيات الانتقالي كفيل باسقاط اليمن بيد المليشيات والقضاء على ما تبقى من شرعية وامل في حلول تحقن دماء اليمنيين وتحول دون الخيارات العدمية والكارثية. حتى وان كان آل جابر يريد جر الانتقالي إلى مربع الانقياد والقبول والرضوخ للاتفاقية فإن هذا الأسلوب صادم وينبئ عن عدمية وعدم ادراك لطبيعة التعقيدات، بل ويكشف عن سر الركود الذي يعاني منه الملف اليمني، فالتعامل بهذه الطريق تشجع على التمرد وتصب في خانة افشال مؤتمر الرياض ووضع العراقيل أمام جهود المملكة.  إن الصمت المطبق المخيم على الشرعية إزاء هذه التجاوزات لم يعد مقبولًا ولا منطقيا، والشارع اليوم بحاجة إلى اجابات واضحة تضع النقاط على الحروف وتصارح الرأي العام بما يدور في الكواليس. والحال هكذا فإن تغريدتين خلال أسبوع واحد فقط كشفت موقف السفير آل جابر من الشرعية والانتقالي، فبينما استنكر عرضا عسكريا لقوة تابعة للشرعية تغاضى عن عشرات العروض والحشود العسكرية والخطابات المحرضة ضد الشرعية والتحالف بل على العكس خرج يغرد ويوضح ويبرر لناشطي الانتقالي ويرجوهم ان لا يفهموا خطا ووووو. ويبدو ان السفير آل جابر بحاجة إلى صوت مرتفع من طرف الشرعية ليلتفت إليها ويقف على ما تقدمه من تنازلات في سبيل توحيد الصف، ويمكن القول اننا نعيش في زمن الحضور فيه للأصوات المرتفعة وليس للقضايا العادلة.

اقرأ أيضاً :
الحكومة تزف بشرى سارة إلى جميع موظفي الدولة وترسلها للبنك المركزي