تحذيرات دولية من انتشار مواد خطيرة في البحر الأحمر جراء غرق السفينة روبيمار 

حذر تقرير لمجلة “فورين بوليسي”، من انتشار وشيك لمواد خطرة بكميات هائلة في البحر الأحمر، عقب غرق السفينة روبيمار البريطانية، التي تعرضت لهجوم من قبل مليشيا الحوثي خلال عبورها.

 

وقالت المجلة الأمريكية، إن السفينة التي غرقت في الـ 2 من مارس، كانت تحمل 21 ألف طن من سماد كبريتات فوسفات الأمونيوم، مشيرة إلى أن هذه المواد تمثل كارثة بيئية.

وكانت مادة مماثلة وهي نترات الأمونيوم هي السبب في الانفجار المدمر في مرفأ بيروت عام 2020.

وأكد التقرير أن “الحوثيين” لا يهتمون بالبيئة، لذلك من المرجح أن يكون هناك المزيد من هذه الكوارث.

ولمدة أسبوعين بعد تعرضها لصاروخ “حوثي” في البحر الأحمر، لم تغرق السفينة روبيمار بالكامل لكن الأضرار التي سببها الصاروخ كانت شديدة للغاية. وبعدها اختفت سفينة روبيمار، في أعماق البحر الأحمر، بعد أن تم بالفعل إنقاذ الطاقم من قبل سفينة تجارية أخرى جاءت لمساعدة روبيمار، ولكن لم يكن هناك طريقة لإزالة حمولتها السامة.

وقد حاول مالك السفينة سحبها إلى ميناء عدن – حيث تتمركز الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا – وإلى جيبوتي والمملكة العربية السعودية، ولكن بسبب المخاطر البيئية التي تشكلها كبريتات فوسفات الأمونيوم، رفضت الدول الثلاث استلامها.

وتشير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، وهي كتلة تجارية تضم دول وادي النيل والقرن الإفريقي، إلى أن شحنة الأسمدة والوقود المتسرب في سفينة روبيمار “يمكن أن تدمر الحياة البحرية وتدمر الشعاب المرجانية والحياة البحرية وتهدد مئات الآلاف من الوظائف في صناعة صيد الأسماك”. وكذلك قطع إمدادات الغذاء والوقود عن الولايات الساحلية.

في الشهرين الأولين من هذا العام، انخفضت حركة المرور عبر البحر الأحمر بنسبة 50% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بسبب الهجمات التي تشنها مليشيا الحوثي، على السفن العابرة، على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

لسنوات، سمح “الحوثيون” لناقلة نفط عملاقة تدعى صافر، والتي كانت راسية قبالة سواحل اليمن، بالصدأ على الرغم من أنها كانت تحتوي على أكثر من مليون برميل من النفط الخام. وبحلول بداية العام الماضي، كانت سفينة صافر على وشك التفكك: وهو الحدث الذي كان من شأنه أن يكلف مئات الآلاف من اليمنيين سبل عيشهم لأنه كان سيتسبب في نفوق كميات هائلة من الأسماك.

وفي الواقع، لو تسرب نفط صافر، لكان قد أجبر موانئ الحديدة والصليف التي يسيطر عليها “الحوثيون” على الإغلاق، وبالتالي منع اليمنيين العاديين من الحصول على الغذاء وغيره من الضروريات.

وكان من شأنه، بالطبع، أن يتسبب أيضًا في أضرار دائمة لجميع أنواع الحياة البحرية، بما في ذلك الشعاب المرجانية وأشجار المانغروف في البحر الأحمر.