من أين جاء الكبش الذي فدى الله به إسماعيل قال تعالى في قصّة إبراهيم ـ عليه السلام ـ عندما شرع في تنفيذ الرُّؤيا بذ بح ولده إسماعيل (وفَدَيْنَاه بذِبْحٍ عَظِيمٍ) (سورة الصافات : 107). أغلب أقوال المفسِّرين أن الذَّ بح كبش من الضّآن، واختلفتْ آراؤهم في مَصدره فقيل: إنّه من الجَنّة، وذكروا أنه القُربان الذي قدّمه هابيل بن آدم ـ عليه السلام ـ
فتقبّله الله منه ورفعه وأدخله الجنّة يرتَع فيها، وقيل: إنه كبش من كِباش الجِبال، هبط على إبراهيم فذبحه وقيل غير ذلك. وكلُّها أقوال ليس لها دليل يُعتمد عليه من كتاب أو سنة، وكونه ذِبحًا عظيمًا لا يدلُّ على سِمَنه وكثرة لحمِه، لأن العِظَم قد يطلّق على الشَّرف والأهميّة ، وبالطبع هذا الكبش له أهميته لأنه فِداء لشخصيةِ عَظيمة هي إسماعيل بن إبراهيم ـ عليهما السّلام.
وأما لحم الذَّبح فلا يدلُّ دليل على أنه رفع وأكلتْه النارُ كالقَرابين في العصور السابقة أو أكلَه سيِّدنا إبراهيم وأهل بيته، أو أعطاه غيرَهم من الناس، أو تركه للوحوش والطيور. وإذا لم يدلُّ دليل على أصل الكَبش ولا على أكله فالظاهر ـ كالمعتاد ـ أن الكَبش من غَنم الأرضِ وأن إبراهيم أكَلَ منه وتصدَّق على غَيره شكرًا لله على فداءِ إسماعيل، شأنَ الأضحية في الإسلام التي قال فيها النبيّ ـ صلّى الله عليه وسلم ـ “سُنُّوا بها سُنّة أبيكم إبراهيمَ” .
وأنبِّه إلى أن القرآن لا يهتمُّ بذكر التفاصيل الجزئيّة اهتمامه بموضع العِبرة والموعظة وإبراهيم لم يذبح جملاً ولا بقرة، لأنّه كان لا يعرف فداءَ ولده، ولكن الله هو الذي نبّهه إلى ذلك على ما يُفهَم من ظاهر التعبير “وفَديْناه بذِب حٍ عَظيمٍ” فهو توجيه من الله سبحانه ، والواجب هو الاتباع. ما هو الكبش :
الكبش هو نوع من الأغنام، وهو ذكر الغنم البالغة من العمر سنة أو أكثر. يُستخدم الكبش في العديد من الثقافات حول العالم كحيوان تضحية تقدم لله في مناسبات دينية أو طقوس دينية معينة. تمثل تضحية الكبش رمزًا للطاعة والتفاني لله والتضحية بشيء ثمين للتعبير عن الولاء الديني. في القصة الإسلامية التي ذُكرت في السابق حول إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل، تم استبدال ابن إبراهيم إسماعيل بالكبش كتضحية بأمر من الله تعالى.
إن استخدام الكبش في التضحية هو تقليد ديني يمارس في عدة ثقافات وديانات حول العالم، وغالباً ما يتم ذلك في المناسبات الدينية الهامة مثل عيد الأضحى في الإسلام أو في طقوس يهودية ومسيحية أخرى.