الخميس ، ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ ساعة ١٢:٥٠ مساءً

عربي .. مع وقف التنفيذ 

عربي أنا

عربي.. بلا نخوة أو هوية

عربي أنا

فاقد الذاكرة

تائه في بلادي

غريب عن الناس والأهل والأصدقاء

وبين حشود الرعية

 

عربي أنا

وأنا من أنا.. لست أدري

يقولون إن زماني تولى

وهذا الزمان.. له أولوية

تشكل من نسل يعرب

ومن نسل عدنان

ومن نسل قحطان

أبوه عقيم.. والأم حبلى

وترضعه خالة أعجمية

 

عربي أنا

وفي وطني.. لا نجيد العروبة

وليس لنا ناطق عربي

ولا حاكم عربي

ولا قائد عربي

ولا نفحة عربية

وجيش بلادي.. يقود معاركه فوق أرضي

ويترك موقعه في قتال العدو

ليثأر مني ومن مالك وأمية

ومن قاسم وعبدالسلام

ومن جدتي وصفية

 

عربي أنا

غير أني.. فاقد للطريق

خائن للرفيق

عاشق للهوى والبلية

يموت أخي برصاص العدو

وتسبى نساء بلادي

ويقصف داري

وأطفال جاري

ولا تأخذني.. غيرة أو حمية

 

عربي أنا

وموسم هذا الزمان

موسم للفنون الغنية

تراقصني ساحرات الهوى

في صباحات يومي

وتأوي إلى فرش ذاك الأمير

خلسة وعشية

ويعصر ذاك الفتى خمره

فوق رأسي

ويسقى نديم الشراب

بكأس المدام شراب المنية

 

عربي أنا

كان تاريخنا ناصعًا بالبياض

واليوم.. تلطخه بدمانا

تلك الأيادي الخفية

تسيل دماء رفاقي على غفلة

في طرق النضال

وتسقط أرواحنا في سبيل

الوطن بلا ثمن أو قضية

وينعيها ذاك العميل الذي لا يجيد الكلام

يصفها بالدماء الزكية

ولكنه كان يعلم أنا نساق إلى الموت مثل الضحية

 

عربي أنا

وماذا تفيد العروبة

إن كان قائدها من سلالة من أمه أجنبية

وزوجته من عيون العدو

تراقب أطيافنا

وترصد أنفاسنا

وتكتب تقريرها للخلية

 

عربي أنا

وهل للعروبة درب نسير عليه

أو طريق يجمع أحشاءنا

ويخفف أحزاننا

ويهدي خطانا إلى النور

دون وصية