كشفت صحيفة “إندبندنت” البريطانية عن وجود قيادة من المجلس الانتقالي لبحث تسليح قواته في جنوب اليمن، لمواجهة مليشيات الحوثي على الأرض، بعد أن ثبتت نتائج القصف الجوي عدم النجاح في تفكيك وإضعاف الترسانة التسليحية لجماعة الحوثي التابعة لإيران.
ويتزامن الوجود الإنتقالي، مع وجود طارق صالح نائب رئيس المجلس الرئاسي، في لندن ، مايعني ان تغييراً جدياً قد طرأ في رؤية المملكة المتحدة لكيفية التعاطي مع الجماعة الحوثية، والانتقال من الاحتواء المرن إلى التدمير الشامل . بحسب ما يرى الكاتب الصحفي خالد سلمان.
حسم حقيقي
ويضيف الكاتب أن الرؤية البريطانية تنتقل “من ضربات الجو إلى الإمساك بالأرض ، ومن تجهيل وإغفال الأدوات العسكرية السياسية المحلية، إلى الرهان عليها لإحداث حسماً حقيقياً وإستعادة المناطق المسيطر عليها حوثياً ، وتحديداً تلك المطلة على موانئ وسواحل البحر الأحمر”.
وأردف الكاتب أن وفد المجلس الانتقالي سيتوجه إلى واشنطن بعد زيارة لندن “لبحث ذات الأفكار الخاصة بإعادة تجهيز القوات الجنوبية، تسليحاً وفتح مجالات تدفق المعلومات والخدمات اللوجستية ، لخلق توازن قوى يمكن الانتقالي ومعه الحراس والقوات الشرعية بعد إصلاح بنى مؤسستها العسكرية، من إحداث خرقاً إستراتيجياً لغير صالح الحوثي “.
مغامرة حوثية
وأشار الكاتب خالد سلمان، إلى أن الحوثي “لن يقف صامتاً ازاء التحركات البريطانية الإمريكية، ولن ينتظر حتى يتم إنجاز مهمة تجهيز القوات المناهضة له ، وربما لقطع الطريق وخلط أوراق المواجهة المقبلة، قيامه بمغامرة فتح الجبهات الداخلية في مارب وشبوة ومناطق الثروات ، مايصعب عملية دحره من البحر ونقل ثقل التحدي إلى كيفية تجنب إعادة إشعال الحرب ثانية بكل أبعدها الإنسانية وعلى أوسع نطاق”.
وتابع: “اللافت أن السعودية كلما تدحرجت الأمور إلى الأمام ، نأت بنفسها بعيداً عن جديد التطورات ، واعلنت على لسان منابرها الإعلامية ،رفض الرياض إستخدام أراضيها منصة انطلاق للطائرات المتجهة نحو الاهداف الحوثية ، وهي رسالة عنوانها إغلاق أراضيها في وجه الاستخدام الإمريكي مقابل مسبحة أمان للسعودية أمناً داخلياً ومناطق ثروات” وفق تعبيره.
تغيير مسارات الحرب
وقال الكاتب في المقال الذي رصده “المشهد اليمني” إن “وجود قيادات من الانتقالي وحراس الجمهورية في ذات التوقيت في لندن، يذهب نحو الاستنتاج ان هناك تغييراً جاداً في مسارات الحرب في اليمن، على صعيدي البحر الأحمر وعموم البر اليمني وتحديداً مثلث الثروات”.
وتساءل: “هل نحن امام انعطافة مسار ينحصر في تخليص البحر من سلطة الحوثي أم نحن أمام العودة إلى سنة اولى حرب؟”، قبل أن يجيب على نفسه بالقول: “حتى الآن الخياران يمضيان معاً بدرجة واحدة من الاحتمال”.
وكان طارق وصل الأسبوع الماضي إلى لندن حيث التقى عدداً من المسؤولين هناك بينهم أعضاء في البرلمان.
جبهة جديدة
وكانت الصحيفة نفسها، كشفت في وقت سابق، أن طارق صالح طلب دعماً من بريطانيا لفتح جبهة قتال جديدة ضد الحوثيين، دون مزيد من التفاصيل.
وفي آخر تصريحات للعميد طارق الذي يقود قوات المقاومة الوطنية المرابطة في المخا قال، أن قواته جاهزة لكل سيناريو ، معتبرا اتفاق ستوكهولم الذي قادته بريطانيا عبر المبعوث الأممي السابق غريفيث بمثابة المعرقل الوحيد في إشارة إلى طلبه نسف الاتفاق.
وقبل يومين اعتبرت مصادر دبلوماسية مطلعة ان الزيارة لعضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد قوات المقاومة الوطنية العميد “طارق صالح” إلى العاصمة البريطانية لندن والتي جاءت بدعوة من الحكومة البريطانية تكشف عن مؤشرات حول تغير وشيك في الموقف البريطاني إزاء الخيارات المطروحة لتسوية الأزمة اليمنية