تحدث المتخصص البيئي ورئيس الهيئة العامة للبيئة السابق الدكتور عبدالقادر الخراز، عما قال إنها “جملة دلائل” تقود إلى نتيجة مفادها أن إغراق مليشيا الحوثي المصنفة إرهابيا للسفينة البريطانية “روبيمار” كانت “عملية دفن نفايات في المياه اليمنية”.
اقرأ أيضاً :
الحكومة تزف بشرى سارة إلى جميع موظفي الدولة وترسلها للبنك المركزي
وقال “الخراز أن الناقلة أساسا مخصصة لنقل الحبوب وتم تحميلها مواد كيميائية خطرة وهي الأسمدة الفوسفاتية”، معتبرا تحميل السفينة المخصصة للحبوبة بمواد كيميائية خطرة وهي الأسمدة الفوسفاتية واحد من الأدلة التي تقود للقول إن هناك تعمدا في دفنها.
وأردف: “ليس ذلك فحسب بل من خلال تتبع بيانات السفينة يبدو أن هناك اتفاقا بين الحوثيين وإدارة السفينة لاستهدافها، حيث توضح بيانات السفينة أن مدير مكتب الشركة المشغلة للسفينة يتواجد في لبنان التي شهدت حادثا مماثلا في 2020 وبنفس المواد النيتروجينية المحملة على السفينة”.
وتساءل “الخراز عن مصدر حصول الحوثيين على معلومات السفينة، مؤكدا “وجود ارتباط بين الشركة والحوثيين، وراء تعمد ضرب هذه السفينة لإغراقها في البحر الأحمر”.
ومن الأدلة التي تحدث عنها “الخراز” والتي قال إنها “تثبت أن الاستهداف يمثل عملية دفن نفايات” هي “العمر الافتراضي للسفينة الغريقة، والذي يبلغ 27 سنة، في حين أن العمر الافتراضي للسفن 30 عاما، وبالتالي السفينة هي نفسها نفاية، والشركة المشغلة تريد التخلص منها، حد قوله.
وعن مخاطر السفينة الغريقة، تحدث المتخصص البيئي عن جملة مخاطر رئيسية، أولاها أن “الحمولة عبارة عن مواد سائبة غير مغلفة، وبالتالي ستذوب في مياه البحر وستغير خصائص مياه البحر”.
أما الخطر الثاني وفقا لـ”الخراز” فيتمثل في أن “المواد الكيماوية سوف تلعب دورا في انخفاض نسبة الأوكسجين الذائب في الماء وهذا سيؤثر على الكائنات الحية البحرية، سواء نباتية أو حيوانية، وستؤدي إلى موت أو نفوق هذه الكائنات”.
وتحدث عن خطر ثالث، يتمثل في أن “السموم ستنتقل عبر الصيادين عندما يصطادون الاسماك وينقلوها إلى الأسواق، سواء المحلية او الخارجية، وسيكون التأثير في المجتمعات التي بيعت فيها، الأمر الذي سيؤدي إلى انتشار الأمراض”.
وأضاف: “نحن أمام كارثة كبيرة وتحتاج إلى تحرك كبير جدا دولي وليس الحكومة الشرعية فقط، وتحتاج إلى وقف لمثل هذه العمليات الخطيرة التي تؤدي إلى دفن نفايات خطيرة في المياه الإقليمية اليمنية والتي لن تؤثر على اليمن فقط، بل ستتأثر جميع الدول المشاطئة للبحر الأحمر”.
وأمس السبت 2 مارس/آذار، أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، غرق السفينة “روبيمار”، قبالة السواحل اليمنية، بعد هجومين وصفتهما بـ”الإرهابيين” لجماعة الحوثي المصنفة إرهابيًا، استهدف السفينة التي تحمل علم “بيليز”، وعلى متنها موادا خطرة.
وقالت خلية الأزمة المكلفة بالتعامل مع السفينة إن غرق السفينة “روبيمار” كان نتيجة “متوقعة بعد تركها لمصيرها لأكثر من 12 يوماً وعدم التجاوب مع مناشدات الحكومة اليمنية، لتلافي وقوع الكارثة التي تسببت بها المليشيات الارهابية المدعومة من النظام الإيراني”.
وكانت مليشيا الحوثي المصنفة إرهابيًا، استهدفت الخميس 29 فبراير/ شباط، زوارق لصيادين يمنيين قرب السفينة الجانحة “روبيمار”، ما أدى إلى مقتل أحد الصيادين وإصابة آخرين. وفق بيان للحكومة اليمنية، الجمعة.
وفي 18 فبراير/شباط الجاري أعلنت جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا استهدافها سفينة النفط البريطانية (روبيمار) ما ألحق أضرارا جسيمة بالسفينة وتسريب بقعة نفط بطول 18 ميلا (حوالي 29 كلم).
ومنذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني، تنفذ جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا، هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر، يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، ردا على عدوانها وحصارها لقطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وألحقت هجمات الحوثيين في البحرين الأحمر والعربي، أضرارا كبيرة بالاقتصاد بمعظم الدول المشاطئة للبحر الأحمر وخاصة مصر، كما أعاقت حركة الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي يمر عبرها 12% من التجارة العالمية، وتسببت بمضاعفة كلفة النقل.