السبت ، ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ ساعة ١١:٢٦ صباحاً

من هو الصحابي الذي وصفه النبي بأنه يشبه السيد المسيح؟!

صحابي جليل كريم، كان سيد وزعيم قبيلة ثقيف في زمانه وأحد وجهاء العرب، وكان أبوه من قبله زعيمًا ثقيف وقيس عيلان في حرب الفجار أمام قريش وكنانة، وقد حضر تلك الحروب هو وإخوته وكانوا صغارًا.

 

كان قبل إسلامه رسولًا من قريش إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صلح الحديبية، وهو الذي أقنع قريش بأن يستمعوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما طلب العمرة في صلح الحديبية، وبعد إسلامه وبعد رحلة الإسراء والمعراج أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه أن هذا الصحابي هو أكثر الناس شبهًا بسيدنا المسيح عيسى بن مريم عليه السلام.

 

إنه الصحابي الكريم عروة بن مسعود الثقفي، وكان لإسلامه واستشهاده قصة رواها ابن إسحق في سيرته فقال: “لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الطائف اتبع أثره عروة بن مسعود بن معتب حتى أدركه قبل أن يصل إلى المدينة فأسلم، وسأل رسول الله أن يرجع إلى قومه بالإسلام فقال له رسول الله: “إن فعلت فإنهم قاتلوك”. فقال له عروة: يا رسول الله أنا أحب إليهم من أبصارهم وكان فيهم محببا مطاعا فخرج يدعو قومه إلى الإسلام فأظهر دينه رجاء ألا يخالفوه لمنزلته فيهم ورجع عروة إلى قومه ليدعوهم إلى الإسلام، ولكنهم غضبوا منه وسبوه، وأسمعوه ما يكره.

 

وفي فجر اليوم التالي صعد عروة فوق سطح غرفة له وأذن للصلاة، فخرجت إليه ثقيف، ورموه بالنبل من كل اتجاه، فأصابه سهم فوقع على الأرض، فحمله أهله إلى داره، وهناك قيل لعروة: ما ترى في دَمِكَ؟ قال: كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله إليَّ، فليس في إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله قبل أن يرتحل عنكم، فادفنوني معهم، فدفنوه معهم.

 

فلما علم بما حدث لعروة قال : “مَثَلُ عروة في قومه مَثَلُ صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه”. وقال: “عُرض عليَّ الأنبياء، فإذا موسى ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة ، ورأيت عيسى بن مريم فإذا أقرب مَنْ رأيت به شبهًا عروة بن مسعود”.

 

وفي صحيح مسلم وسنن الترميذي ومسند أحمد ، عن عامر الشعبيّ قال : شبّه رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، ثلاثة نَفَرٍ من أمّتهِ فقال : “دِحيْة الكلبيّ يُشبهُ جبرائيل ، وعُروة بن مسعود الثّقَفيّ يُشْبِهُ عيسى بن مريم ، وعبدالعُزّى يُشْبهُ الدجّال” .