كشفت وسائل إعلام مصرية، خلال الساعات الماضية، عن تطورات جديدة بقضية اغتيال عبقري التصنيع العسكري ومدير التصنيع الحربي في الجيش اليمني، المهندس اللواء حسن بن جلال العبيدي، والذي اغتيل في شقته بالعاصمة المصرية القاهرة، قبل أيام.
وبحسب وسائل إعلام مصرية فإن النيابة العامة المصرية أمرت أمس الخميس، بإحالة المتهمين بقتل "يمني الجنسية" (اللواء حسن بن جلال) في القضية رقم 3854 لسنة 2024 جنايات بولاق الدكرور لمحكمة الجنايات للمحاكمة العاجلة باتهامات القتل العمد مع سبق الإصرار المقترن بجنايات أخرى.
وكانت النيابة العامة قد تلقت بتاريخ 18 فبراير إخطاراً بالعثور علي جثمان المجني عليه مقتولاً داخل شقته بدائرة قسم العمرانية – فبادرت بالانتقال إلي مسرح الجريمة لإجراء المعاينات اللازمة وانتدبت مصلحتي الطب الشرعي والأدلة الجنائية وبادرت بالأمر بضبط وإحضار من أشارت التحريات إلي ارتكابهم الواقعة وهم سيدتين ورجلين، وأخرى أخفت متحصلات الجريمة.
وبحسب الإعلام المصري فإن "المتهمين الأربعة اعترفوا بارتكاب الواقعة بغرض السرقة، وتم ضبط المسروقات لدى المتهمة الخامسة، والتي أشارت التحريات بعلمها أنها متحصلة من الجريمة".
وكان المهندس العبيدي، تعرض للاغتيال، قبل تعذيبه وضربه في رأسه وطعنه عدة طعنات مميتة في مناطق مختلفة من جسمه، وعثُر عليه صباح السبت، مقتولا مكبل اليدين والقدمين ومكمم الفم، وذلك بعدما جاء شقيقه لتفقده إثر انقطاع الاتصال به لمدة يومين.
وأثارت طريقة الاغتيال ولمسؤول يمني بهذا الحجم، الكثير من التساؤلات حول الجريمة، خصوصا أن المجني عليه كان قد حقق إنجازات في مجال التصنيع، وكان في مهمة عسكرية لإبرام صفقة طائرات مسيرة مع شركات تركية - بحسب مصادر صحفية مطلعة -، ما دفع بالكثير لاستبعاد أن تكون الجريمة جنائية!.
وكان الملحق الإعلامي في السفارة اليمنية بالقاهرة، بليغ المخلافي، قال يوم الأحد، حول الحادثة إن اللواء حسن بن جلال العبيدي "وصل إلى القاهرة قبل عشرين يوماً وغادر إلى تركيا وعاد إلى القاهرة قبل أسبوع، وتلقينا يوم أمس (السبت الماضي) بلاغاً الساعة الثانية ليلاً عن مقتله".
وأضاف أن اتصال شقيقه به انقطع منذ مساء الخميس، فذهب شقيقه مع بعض الأشخاص وفتحوا الشقة ووجدوه مقتولاً، قبل الاتصال بالأجهزة الأمنية والسفارة، فتحرك الملحق العسكري وضابط الارتباط، ونُقل الجثمان إلى المشرحة لإجراء الطب الشرعي.
والثلاثاء الماضي، شكك مصدر قبلي من أبناء محافظة مارب، في رواية وزارة الداخلية المصرية، بشأن اغتيال اللواء حسن فرحان بن جلال العبيدي، مدير دائرة التصنيع الحربي في وزارة الدفاع اليمنية.
وقال المصدر إن اللواء بن جلال، اغتيل بعملية استخباراتية ممنهجة ومن المرجح انه تم استجوابه في شقته لساعات، قبيل تصفيته.
وأضاف المصدر أنه من المحتمل أن يكون اغتيال اللواء العبيدي، ثمنًا لوقف عمليات البحرين الأحمر والعربي.. متسائلًا عن الدول المستفيدة من جريمة الاغتيال.
وأشار المصدر إلى أن المستفيد الأبرز من اغتيال اللواء العبيدي، هي مليشيا الحوثي، مستبعدًا أن تكون الجريمة جنائية، كما ورد في بيان وزارة الداخلية المصرية، الذي أكدته السفارة اليمنية في القاهرة.
ووصف المصدر ما ورد في البيان، بشأن وحود نساء، في الجريمة، بالفبركات كتلك التي حيكت للرئيس المقدم ابراهيم الحمدي وأخيه آنذاك.. مستغربًا من مقاومة المجني عليه رغم تعاطيه كمية من المخدر، كما أفاد البيان.
وسبق وأن تعرض اللواء حسن بن فرحان بن جلال العبيدي لعدة محاولات اغتيال عندما كان في محافظة مأرب، قبل أن يضطر للسفر إلى تركيا ثم إلى مصر لمهمة عسكرية.
وتولى بن جلال، المنحدر من محافظة مارب، مهمات دائرة التصنيع العسكري في الجيش الذي يخوض حرباً ضد ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران منذ تسعة أعوام.
وعرف العبيدي بقدراته في تصنيع معدات عسكرية، إذ قام بإنتاج مدرعات قتالية أطلقت وزارة الدفاع عليها اسمه جلال1 و2 و3، وبدوره في عمليات التصنيع والاستيراد لمصلحة الجيش اليمني، وجرى تكريمه في مناسبات عدة ليتدرج في المناصب المتعلقة بهذا القطاع.