كشفت القيادة المركزية للجيش الأمريكي، في بيان لها، عن سلاح الغواصات الحربية ، أدخلته مليشيات الحوثي التابعة لإيران، لأول مرة في هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب.
وذكرت القيادة الأمريكية أنها دمرت سفينتين للحوثي، واحدة بدون طيار تحت الماء (UUV) والثانية سطحية بدون طيار (USV) في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية في البيان، إن "هذا هو أول استخدام حوثي ملحوظ لمركبة غير مأهولة منذ بدء الهجمات في 23 أكتوبر".
وبحسب تقرير نشره "إرم نيوز"، يؤكد مراقبون سياسيون وعسكريون يمنيون، أن ميليشيا الحوثي تمتلك الغواصات المفخخة المُسيّرة، منذ سنوات، وليست فقط حديثًا، لافتين إلى أنه "سبق وأن استهدفت من خلالها سفنا تجارية وأهدافًا بحرية، في عمليات إرهابية مختلفة، خلال هجمات متفاوتة، منذ العام 2018".
وتتفق القراءات التحليلية ووجهات نظر الخبراء، بأن الغواصات الحربية (التفجيرية) التي تمتلكها ميليشيا الحوثي الانقلابية، زودتها بها إيران، التي ترعى الحوثيين ولا تتوانى في دعمهم باستمرار، مادياً ولوجستياً بشكل مطلق.
في إطار كل ذلك، بيّن الباحث والمحلل في الشؤون العسكرية وتكنولوجيا النقل البحري الدكتور علي الذهب، أن: "الغواصات الحربية التي يمتلكها الحوثيون، أو التي يشار إلى أنهم يمتلكونها، ليست هي الغواصات التقليدية، التي تنفذ مهامّ إستراتيجية في البحر مبحرة تحت سطح الماء ولمسافة بعيدة، ثم يمكنها الطفو على السطح وعلى داخلها طواقم، لا، هذه عبارة عن غواصة تشبه سلاح (الطوربيد)، وهو عبارة عن سلاح تحت الماء، يستهدف السفن وما إلى ذلك".
وأوضح الذهب، في حديث للموقع الإماراتي، بأن "الغواصة المُسيرة، عبارة عن زورق وحيد الاتجاه، مصمم على أن يكون عبوة انفجارية، هو بحد ذاته، ولكن هذا الزورق الصغير، لديه القدرة على العوم تحت سطح الماء بمسافة بسيطة، بحيث إنه إذا ارتطم بالهدف، سواء كان سفينة متحركة أو ثابتة، يُسبب لها أضرارا فادحة".
وعن كيفية امتلاك الحوثيين، مثل هذا النوع من السلاح البحري، يقول الذهب: "طبعاً إيران لديها مثل هذه الزوارق الغواصة"، غير مستبعد في الوقت نفسه، احتمالية وجود دول أخرى غير إيران، قد قامت بتزويد الحوثيين بمثل هذه الأسلحة، في خضم المنافسة على النفوذ الدولي بين كبريات دول العالم، وتحاول من خلال الحوثيين زعزعة بعض من الوجود والنفوذ والهيمنة الأمريكية، على حد قوله.
واستبعد الذهب امتلاك الحوثيين الإمكانيات والقدرات على صناعة هذه الغواصات، قائلاً: "القدرة على التصنيع بالنسبة للحوثيين أستبعدها تماماً، لأنها تحتاج إلى قدرات كبيرة وتقنية علمية ومادية وفنية".
ونوه الذهب، بأنه: "يجب علينا أن ندرك أنه حتى الآن، لم تقدر البحرية الأمريكية حجم التهديد الذي يثيره مثل هذه الزوارق وهي (الغواصة الانفجارية)"، مشيراً إلى أن القيادة الأمريكية أعلنت عن الغواصات المُسيرة، دون أي توثيق أو أنها أكدتها بأي صورة، وهذا يجعل احتمالية أن ما تعتقده أنه (غواصة) هو في الأصل سلاح (طوربيد).
وشرح الذهب، طريقة عمل (الطوربيد)، قائلاً: "هو عبارة عن عبوة انفجارية تستهدف السفن، ويتفرع إلى نوعين، نوع يتم التحكم به عبر الأسلاك وهو (السلكي)، والنوع الآخر يجري التحكم به عن بعد وهو (اللاسلكي)، ومصمم للانفجار عند ملامسة السفن أو الأهداف البحرية الحربية الأخرى، كما أنه من الممكن أن ينفجر عند الاقتراب من الأهداف المحددة له، كونه يمتلك خاصية إضافية باستشعارها".
من جانبه، يعتقد المحلل العسكري العميد ثابت حسين، بأن: "هناك مبالغة في تضخيم قوة الحوثيين يقوم بها الإعلام الغربي وبالذات الأمريكي، وحتى الإسرائيلي، والهدف من وراء ذلك، ابتزاز التحالف العربي، والشرعية اليمنية، من خلال إظهار قوة الحوثيين، وبأنهم أصبحوا قوة أمر واقع، وأن استخدام القوة من جانب الأمريكي والبريطاني، لا ينفع معهم".
واستدرك حسين: "ولكن هذا لا يمنع من الاعتراف والتأكيد، على أن ميليشيا الحوثي، قد تمكنت خلال السنوات الماضية، من التسلح بأسلحة حديثة بعضها تم تهريبه إليه، وطبعاً المصدر الرئيسِ هو إيران"، متابعاً: "وهناك ما تم تصنيعه، أو بالأصح تجميعه كقطع، سواء كانت هذه القطع خاصة بالطائرات المُسيّرة أو الصواريخ الباليستية والصواريخ الموجهة، بالإضافة إلى القطع الخاصة بالأسلحة البحرية".
ويرى حسين، بأن "الميليشيا الحوثية، في الأول والأخير، هدفها ابتزاز التحالف، وعرقلة الملاحة الدولية في البحر الأحمر".
واختتم حسين حديثه، مؤكداً على أن: "الولايات المتحدة إذا ما أرادت بالفعل، تدمير الحوثيين، فهي قادرة على فعل ذلك، وهزيمتهم بأسرع مما يتوقعه الجميع، وذلك لما تمتلكه من قدرات قتالية عسكرية، وإمكانات حربية وتكنولوجية، بالإضافة إلى تفوقها بمراحل في حرب المعلومات والحرب الإلكترونية، وغيرها الكثير من هذه التفاصيل".