طعن قادة عسكريون يمنيون في نتائج التحقيقات المعلنة خلال اقل من 24 ساعة، على اكتشاف جريمة اغتيال رئيس دائرة التصنيع الحربي في وزارة الدفاع اليمنية، اللواء المغدور به حسن فرحان بن جلال العبيدي، داخل شقته بالعاصمة المصرية القاهرة، محذرين مما سموه "تمييع القضية واغلاق ملفها دون كشف حقيقة الضالعين فيها".
ووصفوا النتائج المعلنة خلال اقل من 24 ساعة على اكتشاف الجريمة، بأنها "مسرحية هزيلة للتغطية على هوية الجناة الحقيقيين في الجريمة". عبر "الاسراع الى محاولة اعطائها طابعا جنائيا دافعه السرقة". معبرين عن رفضهم "استمرار مهزلة الاستهانة بدماء اليمنيين وقادتهم الوطنيين في قوات الامن والجيش". حسب وصفهم.
منوهين إلى أنهم بصدد اصدار اعلان رسمي "يطعن في نتائج التحقيقات المعلنة من الاجهزة الامنية المصرية بجريمة اغتيال اللواء المغدور به حسن العبيدي"، وتضمينه مطالب عاجلة الى كل من قيادة الشرعية اليمنية ممثلة بوزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان العامة، وكذا الى الجهات المختصة، العسكرية والامنية، في مصر.
وأشاروا إلى أن "قيادة وزارة الدفاع ممثلة بالفريق الركن محسن الداعري ورئيس هيئة الاركان العامة الفريق الركن صغير بن عزيز، مطالبة بالتحرك الفوري الى مصر لمتابعة اجراءات التحقيقات التي بدأتها الاجهزة الامنية المصرية، وضمان عدم اعاقتها او ابطائها لإثبات سلامة الجانب المصري وعدم تورطه في الجريمة".
ذاكرين من بين ابرز المطالب العاجلة لقيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الاركان العامة "الاسراع في تشكيل لجنة قانونية من وزارة الدفاع وهيئة الاركان والقضاء العسكري اليمني للمشاركة في التحقيقات وكشف حقيقة ما حدث وخلفياته وملابساته واعلانها للرأي العام صراحة ودون اي تكتم على هوية الضالعين في الجريمة".
يأتي هذا بعد اعلان السفارة اليمنية في العاصمة المصرية القاهرة، في بيان لها الاثنين (19 فبراير) بعد اقل من 24 ساعة على اكتشاف جريمة قتل اللواء العبيدي عن "دوافع جنائية لارتكاب الجريمة بهدف السرقة، وتمكن الاجهزة الامنية المصرية في وقت وجيز، من ضبط الجناة ومالديهم من مسروقات". حد تعبيرها.
وتكشفت سريعا، ملابسات جريمة اغتيال رئيس دائرة التصنيع الحربي بوزارة الدفاع اليمنية اللواء حسن بن جلال العبيدي، داخل شقته في العاصمة المصرية القاهرة، وظهرت خطوط رئيسة تقود إلى التحقق من هوية الجهة المخططة والمنفذة للجريمة، حسب بيان للسفارة اليمنية بالقاهرة ومسؤولين عسكريين في وزارة الدفاع.
تفاصيل: انكشاف ملابسات اغتيال اللواء العبيدي ومنفذه
يُعد اللواء حسن بن جلال العبدي أول من دشن تصنيع المدرعات المحلية للجيش اليمني والمعروفة باسم (جلال1و2و3) خلال فتره حكم الرئيس الاسبق علي عبدالله صالح عفاش، وكان أحد المقربين من نجله، وقائد جيشه العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) أحمد علي عفاش، المقيم منذ 2013م بالامارات.
ترأس اللواء المغدور به حسن بن جلال دائرة التصنيع الحربي في وزارة الدفاع مطلع عام 2009م، ودشن خطوط انتاج لمدرعات "جلال" في معسكر السواد جنوبي العاصمة صنعاء، المجاور لمقر قيادة "الحرس الجمهوري"، ورفد الالوية بها بجانب قناصات (12/7) محلية الصنع، وغيرها من الابتكارات العسكرية.
وأفصح مسؤولون عسكريون، عن طبيعة زيارة رئيس دائرة التصنيع الحربي اللواء المغدور به حسن بن جلال العبيدي، للعاصمة المصرية القاهرة، ودافع جريمة اغتياله البشعة بعد تعرضه لاستجواب عنيف قبل قتله طعنا داخل شقته الجمعة (16 فبراير)، وتبعا الجهة ذات المصلحة في اغتيال اللواء واعاقة مهمته.
جاء هذا في تصريحات لمصادر بوزارة الدفاع أكدت ما كشفه مقربون من اللواء العبيدي وأنه "عكف منذ اشهر على تنفيذ تحركات واسعة، لتزويد الجيش الوطني باسلحة ثقيلة تتضمن صواريخ لمواجهة قدرات الحوثيين، بالتوازي مع عقده لقاءات مع مختلف الاطراف السياسية لبلورة رؤية انقاذية لليمن اقتصاديا".
وكشف مسؤولون في وزارة الدفاع بالحكومة اليمنية المعترف بها، عن جانب من الاسلحة الثقيلة التي استطاع رئيس دائرة التصنيع الحربي اللواء المغدور به حسن بن جلال العبيدي، رفد قوات الجيش الوطني بها مؤخرا، وسعى مخططو ومنفذوا اغتياله إلى "اعاقة استمراره في هذا المنحى الوطني الهام والمحوري".
تفاصيل: شاهد .. الاسلحة التي قتلت اللواء العبيدي (صور)
جاء هذا بعدما سرب عسكريون، صورة يظهر فيها بوضوح المتهمون الرئيسون بتنفيذ جريمة اغتيال رئيس دائرة التصنيع الحربي اليمني، اللواء حسن العبيدي داخل شقته في العاصمة المصرية القاهرة، الجمعة (16 فبراير)، وإقدامهم على اعدامه طعنا حتى الموت، بزعم خيانته لهم، ونظامهم وجيشهم العائلي الفاسد والمستبد.
تفاصيل: صورة لمنفذي إعدام العبيدي بتهمة الخيانة !
وحسب المصادر العسكرية في وزارة الدفاع اليمنية، فإنه "لا جريمة بلا دوافع، ولا يستبعد ان تكون دولة معروفة بعدائها للجيش الوطني ضالعة في هذه الجريمة البشعة". مشيرين إلى أن هذه الدولة التي يقصدون بها الامارات "تورطت عبر طيرانها الحربي وادواتها المخابراتية باغتيال عشرات القادة العسكريين".
من جانبهم، وجه مراقبون وفقا لهذه التسريبات، اصابع الاتهام إلى "المخابرات الاماراتية التي لا تخفي عدائها الصريح للجيش الوطني بوصفه ‘جيشا اخوانيا‘ حسب زعمها، و‘تابعا لحزب الاصلاح‘ وفقا لادعاءات تصريحات سياسييها ومضامين حملاتها الدعائية واعلام طارق عفاش والانتقالي الجنوبي".
موضحين أنه "وبمعرفة تحركات اللواء العبيدي لرفد الجيش الوطني باسلحة ثقيلة تتضمن الصواريخ؛ فإن اذرع الامارات في اليمن ممثلين بطارق عفاش والانتقالي الجنوبي اول المتضررين من هذا التسليح للجيش الوطني ومصلحتهم تكمن في عرقلته، علاوة على تصنيف طارق للعبيدي خائنا لعفاش".
ولفت المراقبون إلى أن "الامارات ومخابراتها سبق لها التورط رسميا في تجنيد مرتزقة امريكيين لتنفيذ اغتيالات في اليمن لمعارضيها حسب اعترافاتهم لقناة (BBC) البريطانية"، منوهين بأن "عمار عفاش، وكيل جهاز الأمن القومي سابقا ورئيس استخبارات قوات طارق، مسؤول تخطيط وإشراف الاغتيالات".
يعزز هذا، إقدام طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات، ولأول مرة، إلى الدفاع علنا عن شقيقه، عمار عفاش، وصرف الاتهامات عنه بالتورط بمحاولة اغتيال مسؤول أمن "المجلس الانتقالي" العميد المرهبي، الجمعة (16 فبراير) في عدن.
تفاصيل: طارق عفاش يدافع عن شقيقه عمار لأول مرة (وثيقة)
قوبل هذا الدفاع من جانب طارق، بردود افعال متباينة، طغى عليه السخرية، بجانب تعليقات تعزز الاتهامات لعمار عفاش بالتورط في المحاولة التي اسفرت عن مقتل نجل المرهبي، أبرزها "كاد المريب ان يقول خذوني". مشيرين إلى أن "تعليق طارق على الجريمة بخلاف العادة يؤكد تورطه وشقيقه عمار فيها".
وجاء هذا الموقف من طارق عفاش، بعدما توعد رئيس "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، علنا ولأول مرة، عمار عفاش مسؤول استخبارات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية"، بردع حاسم و"اقتلاعه والتنظيمات التي يقف وراءها" من عدن وكامل جنوب البلاد. حسب تعبيره.
تفاصيل: الزُبيدي يتوعد عمار صالح لأول مرة (وثيقة)
تأتي عملية اغتيال العبيدي ومحاولة اغتيال المرهبي، امتدادا للعشرات من عمليات ومحاولات الاغتيال لقيادات امنية وعسكرية وسياسية جنوبية، يتهم بالتورط في تنفيذها عمار صالح عفاش، على خلفية موقف "الانتقالي" من اسرة علي صالح عفاش، ومصادرتها مقر المؤتمر الشعبي، وطرد طارق عفاش من عدن.
تفاصيل: "الانتفالي" يطرد طارق عفاش من عدن
كان أخر هذه العمليات المتلاحقة، محاولة اغتيال الضابط ابراهيم المصوري، بكمين في مديرية الشيخ عثمان نهاية ديسمبر الماضي، بعد شهرين على محاولة اغتيال رئيس الهيئة السياسية ووحدة شؤون المفاوضات في "الانتقالي" ناصر الخبجي، منتصف سبتمبر 2023م، بتفخيخ اطارات سيارته.
ويتهم امنيون ومنظمات حقوقية، عمار عفاش، بالتورط في ادارة خلايا اغتيالات في عدن ومدن الجنوب ومارب وتعز والساحل الغربي، طالت العشرات من القيادات العسكرية والامنية والسياسية، ضمن مساعي تهيئة الساحة لعودة النظام السابق للرئيس علي عفاش الى الواجهة وحكم اليمن، بدعم اماراتي.
يأتي هذا بالتوازي مع عودة عمار عفاش، مؤخرا إلى الواجهة بمهمة دولية رئيسة، كشفت عنها وكالة استخبارات غربية، ومصادر عسكرية حكومية وأخرى في المخا، المقر المركزي لقيادة قوات طارق و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، على خلفية الهجمات البحرية لجماعة الحوثي.
وكشفت عن هذه "العودة القوية" لعمار عفاش، وكالة "شيبا إنتليجنس" الاستخباراتية، في تقرير لها بعنوان "حرب الاستخبارات في البحر الأحمر"، متحدثة عن عقده لقاءات مع ضباط استخبارات امريكيين واسرائيليين، بصفته "يقود قوة استخباراتية جديدة تعرف باسم ‘القوة 400‘ ومكتبها في اديس بابا".
تفاصيل: ظهور مفاجئ لعمار عفاش يربك الحوثيين
كما أكد اتساع النفوذ والصلاحيات الممنوحة لعمار صالح عفاش، بدعم امريكي مباشر، اضطراره عيدروس الزُبيدي الى طلب الاذن بزيارة جزيرة ميون (بريم) الواقعة في فم مضيق باب المندب، لإطلاق تصريحات تؤكد انضمامه للتحالف الامريكي البريطاني لتأمين مرور سفن الكيان الاسرائيلي والمتجهة إليه.
تفاصيل: أول قرار للعميد عمار عفاش بشأن المندب (صور)
يشار إلى أن العشرات من القادة الوطنيين في قوات الامن والجيش الوطني، جرى اغتيالهم في كل من مارب والجوف وتعز وجنوب البلاد، خلال سنوات الحرب الماضية واغلاق ملفات قضايا اغتيالهم وتقييدها ضد مجهول، وأخرها قضية جريمة اغتيال مستشار وزير الدفاع، اللواء محمد الجرادي وسائق سيارته، مطلع نوفمبر 2022م.