الكشف عن خلية حوثية بالقاهرة لاغتيال كبار قيادات الشرعية في مصر.. تعرف على أبرز الشخصيات المستهدفة 

شكلت حادثة مقتل مدير دائرة التصنيع العسكري في وزارة الدفاع اليمنية اللواء “حسن صالح فرحان بن جلال العبيدي” في شقته بالعاصمة المصرية القاهرة، صدمة في الشارع اليمني خاصة في المحافظات التابعة للحكومة اليمنية.

 

ينسب لـ”العبيدي” المنتمي لمحافظة مأرب الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا تطوير العديد من المعدات العسكرية من بينها عربة عسكرية جلال 1 وجلال 2 وجلال 3 وإحداث تطوير على الصواريخ التي يمتلكها الجيش وتفعيل الآلات العسكرية التي خرجت عن الخدمة وغيرها.

وطبقا لمصدر في وزارة الدفاع اليمنية فقد كان العبيدي هدفا رئيسيا للحوثيين، وحاول الحوثيون اغتياله أكثر من مرة خلال السنوات الماضية.

وأمس الأحد 18 فبراير/شباط، عثر على مدير دائرة التصنيع العسكري بوزارة الدفاع في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، اللواء حسن صالح فرحان بن جلال، مقتولا داخل شقته بالعاصمة المصرية القاهرة.

وقالت مصادر إنه عثر على اللواء “بن جلال” مقتولا وهو مربوط اليدين وعليه آثار طعنات، داخل شقته في القاهرة، مشيرة إلى أن الجريمة تمت قبل يومين ولم تكشف إلا بعد أن فقد أصدقائه الاتصال به، فاضطروا لكسر باب شقته فوجدوه مقتولا.

وتذهب التحقيقات الأولى التي نشرتها وزارة الداخلية المصرية إلى أن الحادثة جنائية، إذ تقول إن المتهمين الذين ألقي القبض عليهم أقدموا على قتله لنهب مابحوزته، وأنه عندما قاومهم أقدموا على قتله.

وفي حين يرى متابعون أن الرواية لاتزال “أولية” ولا يمكن الاعتماد عليها يذهب البعض لسرد حوادث وفاة غامضة ومفاجئة طالت العديد من القيادات والنشطاء في الحكومة اليمنية في القاهرة، من بينهم عضو مجلس النواب “ياسر العواضي” والقاضي “فهيم الحضرمي” عضو المحكمة العليا.

الحوثيون والقاعدة

وبعيدا عن ملابسات مقتل اللواء “العبيدي” وهل الحادثة جنائية أم غير جنائية اطلع “يمن ديلي نيوز” مؤخرا على جانب من ملف خلية استخباراتية للحوثيين حاولت النيل من الأمن القومي المصري.

الخلية حاولت الايقاع بقيادات يمنية رفيعة في القاهرة، بإلصاق “تهم كيدية” بهم لتشويه صورتهم، أو ابتزازهم للتأثير على مواقفهم المناهضة للحوثيين.

وتتكون الخلية من 4 عناصر 3 منهم يمنيين بينهم امرأة، وعنصر ارتباط مصري (امرأة) اشتركت معهم في مهمة التخابر لصالح جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا، للايقاع برئيس البرلمان اليمني الشيخ سلطان البركاني.

التحقيقات أظهرت استغلال الحوثيين لتنظيم “القاعدة” لتنفيذ “عملية تصفية مهمة في مصر ” وتكشف محادثات عبر “الواتسآب” بين عنصر حوثي يدعى “معمر محمد صالح الشريف”، كان يتأهب للسفر إلى القاهرة، و”عنصر الارتباط المصري” “امرأة” تم تكليفها بمهمة الايقاع بالشيخ “سلطان البركاني”.

يتلخص مضمون المحادثة التي تمت بتاريخ 25 و26 و28 من شهر سبتمبر/أيلول 2018 في أن تتولى العميلة المصرية الايقاع بـ”البركاني” من خلال “الدفع بإسرائيلي للقاء البركاني وتصويرهما، أو “الايعاز لأحد الاسرائيليين في القاهرة بتسجيل فيديو يشكر فيه البركاني”.

من خلال محاضر التحقيقات التي أجريت في القضية فإن هدف الحوثيين من محاولات تصوير البركاني إلى جانب إسرائيليين في القاهرة “إرسال أحد عناصرهم المنتمين للقاعدة إلى مصر ليتولى مهمة التصفية”.

وطبقا للتحقيقات الأمنية فقد كلف الحوثيون ثلاثة من أتباعهم بالسفر إلى القاهرة، بينهم أحد سجناء تنظيم القاعدة الارهابي الذين تم تضليلهم بأن الشيخ سلطان البركاني على صلة بإسرائيليين وعلى علاقة بالسفير الاسرائيلي في القاهرة.

ويظهر مضمون المحادثة بين عنصري الخلية في صنعاء والقاهرة اشتراك آخرين في تنفيذ أعمال سابقة للايقاع بيمنيين بواسطة الخلية الحوثية التي تديرها إحدى الناشطات الحوثيات المتواجدات في القاهرة وتدعى “بشرى” هي من تقوم بتوجيه الأوامر لأعضاء الخلية، من بينهم العميلة المصرية التي أصبحت زوجة رئيس شعبة المعلومات بجهاز الأمن القومي لدى الحوثيين.

وأوردت المحادثة أسماء يمنيين وقعوا ضحايا للخلية الحوثية، نتحفظ عن ذكرها، كما كشفت عن عمليات ابتزاز مارسها الحوثيون للإيقاع بالعميلة المصرية، التي وجدت نفسها بين كماشة الحوثيين.

في المحادثة المصورة المرفقة يحمل عنصر الخلية الحوثية رقم يمني صادر عن شركة إم تي إن سابقا (يو) حاليا هو: 967735261325، اتضح من خلال البحث والتحقق أنه لأحد عناصر الخلية الحوثية المكلفة بالايقاع بالقيادات اليمنية المتواجدة في القاهرة ويدعى “معمر محمد صالح الشريف”.

وفيات غامضة ومفاجئة

وخلال السنوات الأخيرة فارقت قيادات عسكرية وشخصيات سياسية وإعلامية يمنية عدة الحياة في جمهورية مصر العربية بشكل مفاجئ وغامض آخرها مدير دائرة التصنيع العسكري بوزارة الدفاع اللواء حسن صالح فرحان بن جلال.

وبالرغم من أن أغلب تلك الحالات حالات وفاة، إلا أن هناك العديد من الوفيات كانت مفاجئة، ويكتنفها الغموض، وأصبحت تثير الاهتمام وكثير من الأسئلة والتناقضات التي تشغل بال الجميع.

ففي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، توفي الصحفي الذي ينحدر لمحافظة إب (وسط اليمن)، عبدالله هاشم الحضرمي، في العاصمة المصرية القاهرة، إثر نوبة قلبية مفاجئة.

وفي 12 مارس/آذار من العام الماضي، عثر على القاضي فهيم الحضرمي عضو المحكمة العليا، وهو جثة هامدة داخل شقته في العاصمة المصرية القاهرة.

ومثلت الوفاة حالة من الصدمة والحزن لمن يعرف القاضي فهيم والذي كان يتمتع بصحة جيدة، فيما نشرت السفارة اليمنية في القاهرة بيان تعزية ومواساة دون أن تشير إلى أسباب الوفاة المفاجئة.

ويعد القاضي الحضرمي أحد الشخصيات المعروفة في العاصمة المؤقتة عدن، وممن كان لهم حضورا اجتماعيا خصوصا في حرب العام 2015، إبان غزو جماعة الحوثي الإرهابية لعدن.

شغل الحضرمي عضو مجلس القضاء الأعلى ورئيس محكمة استئناف عدن سابقا، وغادر اليمن قبل أشهر إلى جمهورية مصر العربية لمواصلة الدراسات العليا.

وفي 15 نوفمبر 2021 كانت الفاجعة التي فاجأت اليمنيين بإعلان وفاة الشيخ ياسر العواضي قائد مقاومة البيضاء، وعضو مجلس النواب إثر ذبحة صدرية مفاجئة في العاصمة المصرية القاهرة عن عمر 46 عاما.

العواضي انتقل إلى القاهرة بعد المعارك التي قادها مع أبناء قبيلته ضد مسلحي جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا في محافظة البيضاء، حيث كان قد دعا في يونيو 2020 لـ “نكف قبلي” عقب مقتل امرأة في البيضاء على أيدي الحوثيين، ودارت معارك عنيفة في مديرية الطفة، انتهت بسيطرة الحوثيين على مركز المديرية “ردمان” ، فغادر إلى مأرب ومنها إلى العاصمة المصرية القاهرة.

والراحل العواضي برلماني وسياسي وشيخ قبلي يمني بارز، كان من أبرز شهود أحداث انتفاضة ديسمبر/كانون الأول 2017 ضد الحوثيين في صنعاء التي قادها الرئيس الراحل علي عبدالله صالح عندما أعلن فك تحالفه مع الحوثيين.

نجا الشيخ العواضي من عملية التصفية الحوثية لأنصار الرئيس صالح في صنعاء، ليظهر بصورة مفاجئة في منزله بمحافظة البيضاء عقب انتشار شائعات مقتلة خلال تلك الأحداث، حيث كانت منطقته تشكل منطقة حياد بين قوات الحكومة الشرعية، ومسلحي الحوثيين.

وقبل حادثة وفاة الشيخ العواضي المفاجئة كانت القاهرة في 27 أكتوبر 2021 قد شهدت وفاة القائد العسكري البارز اللواء الركن بحري علي قاسم طالب محافظ محافظة الضالع الأسبق في مقر إقامته بالعاصمة المصرية القاهرة.

و ذكرت وسائل إعلام يمنية عن مصدر مقرب من أسرته، أنه تعرض لنكسة صحية مفاجئة، أثناء ما كان برفقة “نجله” بشقته في القاهرة.

حاول الملحق العسكري العسكري لسفارة اليمن بالقاهرة اللواء ثابت الردفاني نقل اللواء طالب إلى أحد المشافي المصرية لإنقاذ حياته، إلا أن الموت كان أسرع إليه من الطبيب.

شغل اللواء علي قاسم طالب عدة مناصب عسكرية ومدنية منها قائد لواء ٢٥ ميكا وقائد القوى البحرية والدفاع الساحلي ونائب رئيس هيئة الأركان العامة ومحافط محافظة الضالع.

 

3 أكاديميين في شهر

وفي 8 أغسطس 2021 عثر على جثة الدكتور مجاهد الجهمي في ظروف غامضة بداخل شقته بالعاصمة المصرية القاهرة.

وبحسب وسائل إعلامية يمنية ومصرية أنه تم العثور على جثة المواطن اليمني الدكتور مجاهد الجهمي في شقته في منطقة فيصل بمحافظة الجيزة.

والدكتور الجهمي ينتمي إلى محافظة البيضاء، وكان يدرس في كلية قصر العيني بالعاصمة المصرية القاهرة.

وبعد هذه الوفاة بيوم واحد في 9 أغسطس 2021 ، توفي “ياسر الغرافي” وهو باحث دكتوراه يمني بكلية الهندسة بجامعة اسيوط اثر ذبحة صدرية بحسب وسائل إعلامية.

وفي 3 سبتمبر 2021 توفي طالب الدراسات العليا عبدالإله أحمد عبده العرقي الذي كان يدرس الماجستير بمعهد الدراسات والبحوث العربية بالقاهرة، وفق بيان صادر عن السفارة اليمنية في القاهرة لم تذكر فيه الأسباب.

حوادث سير

ورصد “يمن ديلي نيوز” عددا من حوادث السير التي أودت بحياة شخصيات مؤثرة ففي 18 مارس 2019 ‏توفي اللواء عبدالقادر العمودي مساعد وزير الدفاع اليمني حتفه إثر حادث سير في أحد شوارع الجيزة بالعاصمة المصرية، القاهرة.

السلطات المصرية تمكنت من إلقاء القبض على مالك السيارة المتهم بالحادثة، الذي قال في التحقيق إنه فور دورانه بالسيارة ولدى عودته للخلف صدم المتوفى بالخطأ دون أن يلاحظ وجود شخص في الخلف.

وفي ابريل 2019 قضت محكمة مصرية بحبس السائق 5 سنوات، ودفع كفالة قدرها 5 آلاف جنيه مصري، حيث وجهت له تهمة القتل الخطأ.

وفي 8 يونيو 2021 توفي عضو مجلس الشورى صالح عبدالله النخعي في مستشفى القصر العيني بالقاهرة متأثرا بإصابته إثر حادث سير.

والراحل النخعي هو أحد الشخصيات السياسية في محافظة أبين، وعضو في مجلس الشورى اليمني ،ونائب رئيس لجنة الرقابة والتفتيش بالائتلاف الوطني الجنوبي الذي يتزعمه أحمد العيسي.

وفي 21 أغسطس 2022 توفي الصحفي اليمني مهيب فاروق علوان زوى، في أحد مستشفيات العاصمة المصرية القاهرة إثر إصابته في حادث سير في 4 يوليو من ذات العام 2022.

وكان الصحفي زوى قد تعرض لحادث سير موتوسيكل في مصر دخل معها في غيبوبة متقطعة ومعاناة كبيرة من مشاكل في الرئة وبعض الكسور والتقرحات.

والصحفي زوي شغل رئيس تحرير وناشر موقع أنسم الإلكتروني المتخصص بالقضايا الإنسانية والتراثية، ومدير التحرير في صحيفة أخبار اليوم من ديسمبر 2012 حتى مايو 2014م، كما عمل مراسلا لصحيفة 30 دقيقة التونسية وسبق أن تولى رئاسة قسم التحقيقات في صحيفة أخبار اليوم في العام 2011م.

عمل أيضا محررا في مكتب mbc بصنعاء خلال الفترة من أبريل 2008م إلى مارس 2012م، ويعد من أبرز كتاب القصة الإنسانية وحصل على العديد من الجوائز المتخصصة في هذا السياق.

وفي 11 فبراير 2023 توفيت المصورة اليمنية منال دهاق، بحادث مروري في العاصمة المصرية القاهرة.

وكانت دهاق في زيارة إلى مصر لتلقي العلاج إثر مرض تعاني منه منذ سنوات، وتوفت منال بالحادث المروري بعد أن قررت العودة إلى اليمن إثر تشافيها من المرض.

 

وفيات أخرى مفاجئة

وتم رصد وفاة شخصيات يمنية ونشطاء، ففي 21 ديسمبر 2020، توفيت وكيلة قطاع الفنون الشعبية والمسرح بوزارة الثقافة الإعلامية البارزة والكاتبة اليمنية” نجيبة حداد”.

 

وفي 1 يناير 2021 أعلن في العاصمة المصرية القاهرة عن وفاة الصحفي اليمني ابراهيم مجاهد في أحد المستشفيات، وكان الصحفي مجاهد قد غادر صنعاء عقب سيطرة الحوثيين على مؤسسات الدولة وسيطرتها على العديد من المحافظات اليمنية.

 

وفي 28 مايو 2020 توفيت المذيعة اليمنية الشابة في قناة اليمن اليوم نبراس عامر بعد أن تدهورت حالتها الصحية بشكل مفاجئ في العاصمة المصرية القاهرة.

 

انتشار واسع

في السياق تحدث يمنيون في مصر عن نشاط لخلايا تابعة لجماعة الحوثي المصنفة إرهابيا، تتركز مهمتها الايقاع باليمنيين المؤثرين وابتزازهم، لإجبارهم على الصمت أو العمل معهم في مهمة تحييد اليمنيين المعارضين للجماعة. وطبقا للمصادر فقد جند الحوثيون “فتيات يمنيات” مهمتهن الايقاع بالمتواجدين في القاهرة، وخاصة منهم المعارضين للجماعة، تبدأ مهمتهن بعرض تقديم الخدمات، خاصة وأن كثيرا منهن يعملن على سيارات أجرة، ويقمن بتسهيل حصول الوافدين على شقق خاصة، لتبدأ بعد ذلك مرحلة الايقاع بالمستهدفين.