تشهد المنطقة حراكاً دبلوماسياً وسياسياً دولياً لافتاً، يستهدف إنعاش المسار السياسي المتعثر في اليمن ودفع الأوضاع مجدداً صوب مربع التهدئة عبر تشجيع الأطراف اليمنية على استكمال التوقيع على اتفاق تمديد الهدنة الإنسانية الذي تسببت التطورات المتصاعدة في البحر الأحمر منذ ال19 من شهر أكتوبر المنصرم في تجميده .
وكشفت مصادر مطلعة ان التحركات المتزامنة المبعوثين الأممي والأمريكي لليمن والمباحثات المكثفة التي أجراها الأخيرين في كل من طهران و الرياض والإمارات ولاحقا في مسقط تؤكد بوضوح ان ثمة توجهات دولية طارئة لفرض التهدئة في اليمن ودفع الأطراف اليمنية للتوقيع على اتفاق تمديد الهدنة الإنسانية الذي تم التوافق على بنوده برعاية سعودية وأممية.
مشيرة الى ان هذه التحركات الدبلوماسية الدولية تأتي في أعقاب الاعلان عن هدنة مرتقبة ووشيكة في قطاع غزة لمدة أربعة أشهر وتصاعد الضغوط الأمريكية على حكومة الكيان للقبول بوقف إطلاق النار وهو ما يمثل بداية انفراج وشيك للصراع الدامي الذي أفرز تداعيات تجاوزت حدود قطاع غزة ومنح إيران وميلشياتها في المنطقة ذرائع للتصعيد العسكري الذي تجاوز مجرد استهداف القواعد والمصالح الأمريكية إلى التأثير على سلامة حركة الملاحة التجارية الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب احد اهم الممرات المائية في العالم.
لافتة الى ان الفترة القادمة ستكون اليمن والمنطقة أمام خيارين لا ثالث لهما يتمثل الأول في الاتجاه صوب التهدئة واستكمال إجراءات التوقيع على اتفاق تمديد الهدنة الإنسانية في اليمن فيما يتمثل الثاني في خروج الأوضاع عن السيطرة جراء تعنت إيران وميلشياتها في وقف التصعيد وهو ما سيدفع إلى الواجهة بسيناريوهات قسرية من أبرزها دعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا لاستعادة السيطرة وإنهاء انقلاب جماعة الحوثى المدعومة إيرانياً .