وظهرت بوادر حرب أسعار بين السعودية وروسيا، بعد إعلان موسكو، الجمعة، رفضها تمديد وتعميق اتفاق خفض إنتاج النفط حتى نهاية 2020، ما دفع السعودية، السبت، لخفض أسعار النفط وزيادة الإنتاج اعتبارا من الشهر المقبل.
وذكرت الوزارة اليوم أن أحد خيارات الحصول على السيولة المالية لتغطية النفقات سيكون عبر اللجوء إلى صندوق الثروة الوطني، الذي يملك 150 مليار دولار.
والجمعة، رفضت روسيا مقترحا جديدا لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بشأن تعميق وتمديد اتفاق خفض الإنتاج حتى نهاية 2020، بحجم خفض كلي 3.2 ملايين برميل يوميا. وفقدت أسعار خام برنت نحو 45 بالمئة من قيمتها منذ مطلع 2020، نزولا من 66.13 دولارا في نهاية جلسات 2019.
في المقابل، أوردت وكالة “سبوتنيك” الروسية نقلا عن مدير الموارد الطبيعية والسلع بوكالة فيتش للتصنيف الائتماني، دميرتي مارينتشينكو، قوله إن انخفاض أسعار النفط لما يقارب 30 دولارا للبرميل يهدد بعجز موازنة روسيا وتخفيض قيمة عملتها.
وذكر “مارينتشينكو” في تصريحات للوكالة الروسية أنه “من غير المرجح أن تخفض موسكو أسعار النفط إلى ما يقرب من 30 دولارا، لأن ذلك سيخلق مشكلة كبيرة لها”.
“ستاندرد تشارترد” يخفض توقعاته لأسعار النفط مع انهيار اتفاق أوبك من جهته خفض بنك ستاندرد تشارترد اليوم الإثنين توقعاته لأسعار النفط لعامي 2020 و2021 وقال إن حرب الأسعار التي أشعل فتيلها انهيار اتفاق بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين آخرين ستكون شديدة وطويلة على الأرجح.
وقلص البنك متوسط توقعاته لخام برنت لعام 2020 إلى 35 دولارا للبرميل من 64 دولارا وخفض متوسط توقعاته للخام لعام 2021 إلى 44 دولارا للبرميل من 67 دولارا للبرميل في وقت سابق.
وبالنسبة لأسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، خفض البنك توقعاته لعام 2020 إلى 32 دولارا للبرميل من 59 دولارا وتوقعاته لعام 2021 إلى 41 دولارا للبرميل من 63 دولارا.
وتراجعت أسعار النفط بمقدار الثُلث اليوم الإثنين وهو الانخفاض الأكبر منذ حرب الخليج عام 1991 بعدما بدأت السعودية حرب أسعار مع روسيا بخفض أسعار البيع والإشارة إلى أنها ستزيد الإنتاج في سوق تعاني أصلا من فائض في الإمدادات ومن تداعيات تفشي فيروس كورونا.
وتداعى اتفاق استمر ثلاث سنوات بين أوبك وروسيا يوم الجمعة بعد أن رفضت موسكو تخفيضات أكبر للنفط.
وقال البنك إن من المتوقع أن تزيد إمدادات النفط كثيرا بعد هذا الفشل مشيرا إلى أنه من غير المتوقع أن تحقق السوق التوازن قبل منتصف 2021 إذا استمرت حرب الأسعار.
ويتوقع محللو ستاندرد تشارترد أن تزيد السعودية إنتاجها من النفط الخام ليقترب من 11 مليون برميل يوميا في أبريل نيسان ثم تزيده أكثر إلى 11.8 مليون برميل يوميا بحلول نهاية الربع الثاني من عام 2020.