السبت ، ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ ساعة ١٢:٣٥ مساءً

هذه الليلة قال عنها النبي ﷺ أنها أفضل من ليلة القدر .. ما هي ؟

ألا أُنبِّئُكم بليلةٍ أفضلَ من ليلةِ القدرِ ؟ حارسُ حرسٍ في أرضِ خوفٍ ، لعله أن لا يرجعَ إلى أهلِه .

 

الراوي : عبدالله بن عمر.. خلاصة حكم المحدث : صحيح

 

 

 

 

 

شرح الحديث :

 

 

 

تَفضَّلَ اللهُ على عِبادِه بأعمالٍ وقُرُباتٍ لزيادةِ الأجرِ واغتِنامِ الثَّوابِ منه سُبحانَه؛ ليَتحرَّى المُؤمِنونَ أعمالًا مُتنوِّعةً، فمَن فاتَه شَيءٌ أدرَكَ غيرَه، ومِن ذلك الرِّباطُ في سَبيلِ اللهِ، والمُحافظَةُ على بِلادِ الإسلامِ؛ فهو من أعظَمِ الأعمالِ التي يَستمِرُّ ثوابُها.

 

 

 

وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:

 

 

 

 

 

“ألَا أُنبِّئُكم بليلةٍ أفضَلِ مِن ليلَةِ القَدْرِ؟”، أي: في الأجرِ والثَّوابِ:

 

 

 

 

 

“حارِسٌ حَرَسَ في أرضِ خوفٍ” وهو ما يُعرَفُ بالرِّباطِ، وهو الَّذي يُلازِمُ ثُغورَ بلادِ المُسلِمينَ مع بلادِ الكُفَّـ.ـارِ لحِراسَتِها، وهذا مِن أعظَمِ الأعمالِ عِندَ اللهِ عزَّ وجلَّ،

 

 

 

ومعنى أنَّها أرضُ خـ.ـوفٍ: أنَّ الحارِسَ في سَبيلِ اللهِ يكونُ في أرضٍ فيها خَـ.ـوفٌ على الحَياةِ بسَبَبِ عَـ.ـدُوٍّ، أو أنَّها أرضُ ثُغـ.ـورٍ، يكونُ فيها حـ.ـارِسًا للمُجـ.ـاهِدينَ يحفَظُهم عن الكُفَّـ.ـارِ، أو غيرِ ذلك مما يُخـ.ـافُ منه،

 

 

 

“لعلَّه أنْ لا يَرجِعَ إلى أهْلِه”؛ فالحـ.ـارِسُ في حِراسـ.ـتِه هذه لا يَضمَنُ أنْ ينـ.ـجُوَ بحَياتِه، ويَرجِعَ إلى أهْلِه مرَّةً أخرى؛ وذلِك أنَّه قد يُقـ.ـتَلُ في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وهذه مَرتَبةُ المُجاهِدينَ في العِبادَةِ، وهي تَشمَلُ الحجَّ، وطلَبَ العِلمِ، والجِهـ.ـادَ في سَبيلِ اللهِ بالحَـ.ـربِ، وغيرَ ذلك مِن العِباداتِ والمُجـ.ـاهَداتِ للنَّفْسِ.

 

 

 

ولعلَّ تَفضيلَ ليلةِ الحِراسةِ على لَيلةِ القَدْرِ؛ لأنَّ ليلةَ القَدْرِ يعودُ نفْعُها على صاحبِها، وليلةَ الحراسةِ يعودُ نفْعُها مُتعَدٍّ إلى سائرِ المُسلِمينَ، وهذا أفضلُ، ولأنَّ ليلةَ الحراسةِ تُوجِبُ الجَنَّةَ، كما في رِوايةِ أبي داودَ، وفيها قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأنسِ بنِ أبي مَرْثَدٍ الغَنَويِّ بعدَ أنْ باتَ حارسًا لهم: “قدْ أَوجبتَ؛ فلا عليك أنْ لا تَعمَلَ بعدَها”، أي: عمِلتَ عملًا يُوجِبُ لك الجَنَّةَ .