هو الصحابي سلمة بن صخر بن سلمان بن الصمة بن حارثة بن الحارث بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، وهو من الأنصار الخزرج، يروي الطبراني في المعجم الكبير قصة ما فعله في نهار رمضان وجعله يفزع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلقاه نبي الرحمة بهدوء وروية موضحًا له حكم الشرع فيما فعل، بل أنتهى الأمر بأن أخذ الرجل من تمور الصدقة! وبدأت القصة حين ظاهر سلمان بن صخر زوجته حتى يمضي رمضان، أي أقسم عليها ألا يقربها حتى يمضي رمضان وأنها عليه كظهر أمه، محرمة، ولكنه في منتصف رمضان وقع عليها وهو صائم في نهار رمضان، فجاء غلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعًا قائلًا: هلكت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أهلكك ؟ قال : وقعت على امرأتي ، وأنا صائم - وفي رواية : أصبت أهلي في رمضان - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تجد رقبة تعتقها ؟ قال : لا . قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا . قال : فهل تجد إطعام ستين مسكينا ؟ قال : لا .
فمكث النبي صلى الله عليه وسلم وقتًا حتى جاء أحد من الصحابة ومعه تمر يسع خمسة عشر صاعًا ليتصدق به، فقال صلى الله عليه وسلم: أين السائل ؟ قال : أنا . قال : خذ هذا ، فتصدق به . فقال الرجل : على أفقر مني : يا رسول الله ؟ فوالله ما بين لابتيها - يريد الحرتين - أهل بيت أفقر من أهل بيتي . فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه . ثم قال : أطعمه أهلك. ويعلق ابن دقيق العيد على هذه القصة في كتابه أحكام الصوم أن الحديث دليل على أن من ارتكب معصية لا حد فيها لا يعاقب، لأن النبي لم يعاقبه مع اعترافه بالمعصية، وأن معاقبة المستفتي تكون سببًا لترك الاستفتاء من الناس عند وقوعهم في مثل ذلك، وأيضًا على وجوب الكفارة على من يفطر بالجماع عمدًا.