الاثنين ، ٠٦ مايو ٢٠٢٤ ساعة ٠٥:٠٢ مساءً

المفاضلة بين علي وأبي بكر وعمر، ولماذا لم يزوجهما رسول الله فاطمة؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- أفضل الصحابة، ويليه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وهما أفضل من علي -رضي الله عنه-، وهذا باتفاق أئمة المسلمين المشهورين بالإمامة في العلم والدين.

|| الأخـبـار الأكـثـر زيـــارة
خطيرة جدا .. علامات في جلدك وعينيك تدل على الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني .. لا تهملها ابدا 

 

اهم فيتامين فوق الاربعين لتستعيد شبابك وتحافظ علي قلبك ونظرك وبشرتك وشعرك

 

هل الخبز الأبيض مضر بالصحة؟.. أخصائي تغذية يحسم الجدل!

 

 طبيب يكشف الكمية المسموحة لتناول السكر في اليوم للشخص السليم ومريض السكري

 

احذر تجاهلها .. هذه الأعراض تنذر بسكتة دماغية خطيرة قبل أسبوع من حدوثها !

 

اشربه صباحا لتنظيف الصدر من البلغم في أيام سيخرج البلغم الكريه ويختفي الزكام والسعال والرشح

 

أقوى عدو للسرطان والربو… دراسة تكشف أفضل أنواع الخضار وأكثرها فائدة وغنى بالعناصر الغذائية

 

احذروا مليون مرة من هذا السم يدمر الكبد يخرب البنكرياس يسبب السكري تضخم الطحال والنعاس والتعب الدائم

 

والأدلة على ذلك كثيرة، وكان علي -رضي الله عنه- يقرّ بفضل الشيخين عليه، ويجلد من يفضّله عليهما حد المفتري، قال ابن تيمية: أما تفضيل أبي بكر ثم عمر على عثمان وعلي، فهذا متفق عليه بين أئمة المسلمين المشهورين بالإمامة في العلم والدين -من الصحابة، والتابعين، وتابعيهم-؛ وهو مذهب مالك، وأهل المدينة، والليث بن سعد، وأهل مصر، والأوزاعي، وأهل الشام؛ وسفيان الثوري، وأبي حنيفة، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وأمثالهم من أهل العراق، وهو مذهب الشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبي عبيد، وغير هؤلاء من أئمة الإسلام الذين لهم لسان صدق في الأمة.

وحكى مالك إجماع أهل المدينة على ذلك، فقال: ما أدركت أحدًا ممن أقتدي به، يشكّ في تقديم أبي بكر وعمر.

وهذا مستفيض عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. وفي صحيح البخاري عن محمد بن الحنفية أنه قال لأبيه علي بن أبي طالب: يا أبت، من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: يا بني، أو ما تعرف؟ قلت: لا. قال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: عمر. ويروى هذا عن علي بن أبي طالب من نحو ثمانين وجهًا، وأنه كان يقوله على منبر الكوفة؛ بل قال: لا أوتى بأحد يفضّلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حدّ المفتري. فمن فضّله على أبي بكر وعمر جُلِد بمقتضى قوله -رضي الله عنه- ثمانين سوطًا.

وكان سفيان يقول: من فضّل عليًّا على أبي بكر، فقد أزرى بالمهاجرين؛ وما أرى أنه يصعد له إلى الله عمل -وهو مقيم على ذلك.

وفي الترمذي، وغيره روي هذا التفضيل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه قال: يا علي، هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين؛ إلا النبيين والمرسلين.

وقد استفاض في الصحيحين، وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه، من حديث أبي سعيد، وابن عباس، وجندب بن عبد الله، وابن الزبير، وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو كنت متخذًا من أهل الأرض خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن صاحبكم خليل الله. يعني نفسه.

وفي الصحيح أنه قال على المنبر: إن أمنّ الناس عليّ في صحبته، وذات يده، أبو بكر؛ ولو كنت متخذًا من أهل الأرض خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن صاحبكم خليل الله. ألا لا يبقين في المسجد خوخة إلا سدّت، إلا خوخة أبي بكر. وهذا صريح في أنه لم يكن عنده من أهل الأرض من يستحق المخالة -لو كانت ممكنة من المخلوقين- إلا أبا بكر. فعلم أنه لم يكن عنده أفضل منه، ولا أحب إليه منه.

وكذلك في الصحيح أنه قال عمرو بن العاص: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. قال: فمن الرجال؟ قال: أبوها.

وكذلك في الصحيح أنه قال لعائشة: ادعي لي أباك، وأخاك؛ حتى أكتب لأبي بكر كتابًا لا يختلف عليه الناس من بعدي، ثم قال: يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر.

وفي الصحيح عنه: أن امرأة قالت: يا رسول الله، أرأيت إن جئت فلم أجدك -كأنها تعني الموت-، قال: فأتي أبا بكر.

وفي السنن عنه أنه قال: اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر، وعمر.

وفي الصحيح: أن جنازة عمر لما وضعت، جاء علي بن أبي طالب يتخلل الصفوف، ثم قال: لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك؛ فإني كثيرًا ما كنت أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: دخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر، وذهبت أنا وأبو بكر وعمر. فهذا يبين ملازمتهما للنبي صلى الله عليه وسلم في مدخله، ومخرجه، وذهابه.

ولذلك قال مالك للرشيد: لما قال له: يا أبا عبد الله، أخبرني عن منزلة أبي بكر وعمر من النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: يا أمير المؤمنين، منزلتهما منه في حياته، كمنزلتهما منه بعد وفاته. فقال: شفيتني -يا مالك-.

وهذا يبين أنه كان لهما من اختصاصهما بصحبته، ومؤازرتهما له على أمره، ومباطنتهما، مما يعلمه بالاضطرار كل من كان عالمًا بأحوال النبي صلى الله عليه وسلم، وأقواله، وأفعاله، وسيرته مع أصحابه.

ولهذا لم يتنازع في هذا أحد من أهل العلم بسيرته، وسنته، وأخلاقه؛ وإنما ينفي هذا، أو يقف فيه من لا يكون عالمًا بحقيقة أمور النبي صلى الله عليه وسلم -وإن كان له نصيب من كلام، أو فقه، أو حساب، أو غير ذلك-، أو من يكون قد سمع أحاديث مكذوبة تناقض هذه الأمور المعلومة بالاضطرار عند الخاصة من أهل العلم، فتوقف في الأمر، أو رجّح غير أبي بكر. اهـ. من مجموع الفتاوى.

وأما تزويج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة لعلي -رضي الله عنه- دون الشيخين أبي بكر، وعمر -رضي الله عنهما- فإنما كان ذلك لصغر سن فاطمة -رضي الله عنها- وقرب سن علي من سنها، لا لفضل علي على الشيخين، كما جاء في سنن النسائي عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: خطب أبو بكر، وعمر -رضي الله عنهما- فاطمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها صغيرة»، فخطبها علي، فزوّجها منه. وأخرجه ابن حبان في صحيحه، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.

وأما سؤالك: (هل روي حديث معناه: أنه لوزن إيمان عمر بأهل الأرض ما عدا الأنبياء وأبي بكر، لرجحت الكفة)، فلم نقف على حديث بهذا اللفظ.

والمعروف أنه يروى عن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض، لرجح بهم. وروي مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه ضعيف لا يصح، كما سبق في الفتوى: 3733.

لكن جاء في مسند الإمام أحمد عن ابن عمر قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة بعد طلوع الشمس، فقال: رأيت قبيل الفجر كأني أعطيت المقاليد والموازين: فأما المقاليد، فهذه المفاتيح، وأما الموازين، فهي التي تزنون بها، فوضعت في كفة، ووضعت أمتي في كفة، فوزنت بهم، فرجحت، ثم جيء بأبي بكر فوزن بهم، فوزن، ثم جيء بعمر فوزن، فوزن، ثم جيء بعثمان، فوزن بهم، ثم رفعت.

قال الهيثمي: رجال ثقات. وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح. وضعفه الألباني.

وقد جعل ابن تيمية هذا الحديث في معنى أثر عمر، فقال: ومما يروون عنه أنه قال: لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان الناس، لرجح إيمان أبي بكر على ذلك. هذا جاء معناه في حديث معروف في السنن أن أبا بكر -رضي الله عنه- وزن هذه الأمة، فرجح. اهـ.

والله أعلم.


اقرأ أيضاً : 

دراسة تحذر: ممارسة هذه العادة السيئة في الحمام قد تسبب لك النوبة القلبية..تعرف عليها