بعد أسبوعين، ينتهيان مساء 31 يناير الجاري بالتقاء العقربين عند الرقم 12 بميناء الساعة، ستجد بريطانيا نفسها بعد ثانية واحدة فقط، وقد أصبحت خارج الاتحاد الأوروبي، وهي لحظة تاريخية لا يريدها البريطانيون أن تمر مرور غير الكرام، بل أن يضج صوتها في أذني العالم.
أفضل ما اعتادوا عليه هو صوت يسمونه Bong يتكرر إليهم من برج بجوار مبنى البرلمان في لندن، فيدركون أنها دقات ساعة "بيغ بن" الشهيرة، معلنة عدد الساعات، أو أن واحدة مرت من آخر 10 ثوان تسبق بدء حدث يحتفلون به، كما عند وداع آخر ليلة من العام واستقبال الجديد، الا أن بسماع الدقات العشر مشكلة هذه المرة، تابعت "العربية.نت" تعقيداتها، بعد أن وصل صداها إلى وسائل الإعلام المتنوعة، حتى إلى البرلمان، وأصبح خبرها بارزا وسط قلة في الأخبار الملفتة للبصر والنظر باليومين الماضيين. المشكلة هي أن أشهر ساعة بالعالم، متوقفة منذ منتصف 2017 عن العمل، في ترميم شامل ينتهي بعد عامين، ويشمل جرسها البالغ وزنه 14 طنا، وهو المحدث صوت "بونغ" بدقه دقا، ويسبقه عادة لحن جميل قصير، نسمعه في الفيديو المرفق قبل دقائق من البدء بترميمها، وبالكاد تجد بريطانيا يعرف قصته، ويسمونه Big Ben chime المكون من 4 مدرجات لحنية، تليها "بونغ" التي يرغب البريطانيون بسماع 10 منها، ترافق رحيل آخر 10 ثوان من وجود البلاد داخل ما انضمت إليه في 1975 وقررت في يونيو 2016 الخروج منه بالاستفتاء، وها قد اقترب موعد الرحيل.
وجدوا الحل السريع والمتوافر، ووجدوا أنه يكلف 500 ألف إسترليني، أي 650 ألف دولار، من دون أن يجدوا من يدفعها، إلا بطريقة، لم تعثر "العربية.نت" على أي أصل لعنوانها الذي يعتقدون أنه من رئيس الوزراء الجديد بوريس جونسون، وهو bung a bob for a Big Ben bong أي "احتشد لجعل ساعة "بينغ بن" تصدر صوت بونغ" وما شابه، فلبى 8000 نداء صدر عن موقع Standup4Brexit وجمعوا في أول يوم ما يعادل 130 ألفاً، ويتوقعون جمع الباقي اليوم، لدفع تكاليف إزالة السقالات عن جرس الساعة، وبناء أرضية جديدة مؤقته تدعمه، فيدق Bong لعشر ثوان فقط، وبالدقات تحتفل بريطانيا بالخروج من رحم الاتحاد وتبصر النور بلدا مختلفة تقريبا.
أما عن اللحن القصير والجميل، السابق للدقات المعلنة الساعات، فاسمه أيضا The Westminster Quarters وقام بكتابة كلماته الرباعية المقاطع في 1793 إنجليزي من مدينة كامبريدج، هو الدكتور jowett Joseph الراحل في 1813 بعمر 31 سنة، وأعانه عليه باللحن البروفيسور بالموسيقى John Randall أو ربما أحد تلامذته، بطلب من "كنيسة سانت ميري العظمى" التي استخدمته لأول مرة في كامبريدج، ومنها انتقل إلى "بيغ بن" وإلى مئات من ساعات الكنائس ببريطانيا، كما في كندا والولايات المتحدة، إضافة إلى ساعات عدد كبير من المدارس والنوادي الرياضية باليابان والصين وتايوان، وكلها رغبت به كإشارة بالصوت جميلة للإعلان عن الوقت.