حين وقع سيدنا يونس عليه السلام في محنته داخل بطن الحوت دعا ربه فقال: «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين»، فاستجاب الله دعاءه على الفور، حيث قال سبحانه: «فاستجبنا له ونجيناه من الغم»، وفي آيات أخرى قال: «فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون فنبذناه بالعراء وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين» الصافات
وإذا نظرنا وأمعنا النظر، ثم سألنا سؤالاً ما هو اليقطين؟ ولماذا اختاره الله ليكون غذاء لنبيه يونس؟ تأتي الإجابة من أهل العلم، حيث قالوا إن اليقطين هو القرع، وقد اختاره الله لأن شجرة القرع تتميز بالمميزات الآتية: ورقـــــه يتميز بكثرته وكبره، فكان يحميه من حرارة الشمس الحارقة في هذه الفلاة التي لا زرع فيها ولا بناء يستتر به من حرارة الشمس، فورقه أملس صارف للذباب، فلا يحبه ولا يقربه، فكان حماية ليونس عليه السلام من الذباب وأذاه، ويتميز ثمــــــره بأنه يؤكل بمجرد أن يظهر، فلا حاجة لانتظاره حتى ينضج ، ويؤكل نيئاً ومطبوخاً
كما يتميز اليقطين بأنه سهل المأخذ، فلم يتكلف يونس عليه السلام جهداً في تناوله، وسهل الهضم فلا يكلف المعدة جهداً في هضمه، ويمنع العطش، فلا يحتاج آكله لشرب الماء، ويعدل المزاج فيشعر آكله بالسعادة والانسجام، علاوة على ذلك أنه يدفع الحرارة وخاصة ماؤه، ولذلك ينصح بتناوله لمن يعاني من حمى في الجوف أو حموضة زائدة
قال أهل العلم إن الله قد جمع له في شجرة اليقطين الغذاء والمأوى والشفاء، فالناظر في حال يونس عليه السلام حينما نبذه الحوت يجد أنه كان يعاني من أمور ثلاثة، الإعياء والعراء والهزال قال ابن عباس ـ حبر الأمة وترجمان القرآن ـ: كان كالطفل الرضيع، وقال ابن مسعود: كان كالفرخ منتوف الريش، وقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما في سنن النسائي يحب اليقطين، ويقول: «شجرة أخي يونس»
وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دعا خياط النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى طعام فوضع له خبزاً من شعير، ومرقا به يقطين ـ وفي لفظ دباء وهو اليقطين ـ فكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتتبع اليقطين في القصعة ويأكله، فلما رأيته منذ ذلك الحين وأنا أحب اليقطين
اذا اتممت القراءة شارك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم