الاثنين ، ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ ساعة ٠٥:٥٩ مساءً

من هو محي الدين ياسين رئيس وزراء ماليزيا الجديد؟

وضع ملك ماليزيا ”سلطان عبد الله أحمد شاه“؛ اليوم السبت؛ حدا لأسبوع سياسي مضطرب بتكليفه السياسي المخضرم ”محي الدين ياسين“ برئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة الماليزية الجديدة، منهيا بذلك جدلا سياسيا رافق تقديم رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد استقالته الأسبوع الماضي، فمن هو خليفة مهاتير الجديد؟

جاء تعيين محي الدين ياسين (72 عاما)؛ ليطوي أسبوعا من عدم اليقين تابعه الماليزيون بكثير من الترقب وسط سيناريوهات عديدة أبرزها تكليف مهاتير من جديد أو إسناد المهمة لخليفته المنتظر أنور إبراهيم؛ لكن عاهل البلاد أراد فيما يبدوا أن يكسر هذه القطبية وأصدر قرارا بتعيين وزير الداخلية السابق رئيسا للوزراء.

ووفقا لموقع ”ماشبل أسيا“، التقى الملك بممثلين من جميع الأحزاب السياسية قبل التأكد من أن محي الدين حاصل على غالبية الدعم من المشرعين من حزب ”باريسان ناسيونال“ وحزبي صباح وساراواك، وحزبه الأصلي المتحد الماليزي. يعرف محي الدين؛ بأنه سياسي مخضرم؛ تقلد في مشواره الوظيفي العديد من الحقائب الوزارية؛ حيث تولى حقيبة الشباب والرياضة في ماليزيا ما بين عامي 1995 و1999، ثم عمل وزيرا للتجارة الداخلية وشؤون المستهلكين من 1999 إلى 2004؛ قبل أن يتم تعيينه وزيرا للزراعة والصناعة حتى عام 2008، كما تولى لفترة قصيرة بين عامي 2008 و2009 منصب وزير التجارة الدولية والصناعة.

وفي وقت لاحق من عام 2009؛ عين نائبا لرئيس الوزراء أنذاك نجيب رزاق، قبل أن تتم إقالته في عام 2015 بعد أن انتقد طريقة تعامل ”نجيب“ مع فضيحة فساد ضخمة في صندوق الاستثمار الحكومي 1MDB.

سياسيا؛ يعرف محي الدين؛ بأنه حليف تقليدي للإخوان المسلمين في ماليزيا؛ وهو يرأس حاليا الحزب الأصلي المتحد الماليزي، والذي انسحب قبل أيام من ”تحالف الأمل“ الحاكم، لينهي فترة حكمه القصيرة التي استمرت أقل من عامين.

وقبل أن يصبح رئيسا للحزب الأصلي المتحد الماليزي، كان محي الدين ينتمي للمنظمة الوطنية الماليزية المتحدة، وهي جزء من الائتلاف الحاكم سابقا ”باريسان ناسيونال“، الذي حكم البلاد منذ استقلالها وحتى 2018. وبعد إقالته في 2015؛ انضم محي الدين لكتلة المعارضة مع أنور إبراهيم ومهاتير محمد؛ حيث شكل الثلاثي ”تحالف الأمل“، الذي حقق انتصارا تاريخيا في انتخابات 2018؛ ليزيح بذلك التحالف الحاكم أنذاك، ويتسلم ”تحالف الأمل“ السلطة باتفاق على تولي مهاتير محمد رئاسة الوزراء، على أن يتنازل لأنور إبراهيم عن السلطة بعد عامين، في حين أسندت لمحي الدين ياسين حقيبة الداخلية، والتي لم يستطع إدارتها في البدء بعد تشخيص إصابته بسرطان البنكرياس في مراحله الأولى، وتم نقله إلى المستشفى لمدة شهر بين يوليو وأغسطس لاستئصال الورم.

وكان على محي الدين الخضوع للعلاج الكيميائي لمدة تصل إلى 6 أشهر. وخلال هذا الوقت، تولى مهاتير مهامه كوزير للشؤون الداخلية.

واليوم مع تعيينه رئيسا للوزراء في ماليزيا؛ وبعد أن يؤدي غدا اليمين الدستورية أمام الملك؛ ستكون ماليزيا قد سجلت عودة قوية لحلف ”باريسان ناسيونال“ إلى السلطة في شكل أكثر تحفظا منذ أن شكلوا تحالفا مع الحزب الإسلامي الماليزي المتشدد (الإخوان المسلمون).