من الإعلام والتدريب والاتصال الى الديكور وتأسيس شركتها الخاصة Salud Design، شقّت عبير سلطان العامري طريقها نحو النجاح بثقة وإصرار. عن مشوارها الشيّق وأمور أخرى تتحدث العامري في هذه المقابلة.
- كيف بدأتِ عملك في مجال الديكور؟
أود أن أستهل حديثي بمؤثرات كان لها عظيم الأثر في تشكيل شخصيتي.
أولاً: شغفي، فأنا إنسانة شغوفة حقاً بأي شيء أقوم به،ب دايةً من دوري كأم، مروراً بكوني زوجة ووصولاً إلى أنني مصمّمة ديكور.
ثانياً: عشقي للكمال في أي شيء، والكمال لله.
ثالثاً: إيماني المطلق بأن ما أخذته من الحياة أساسه قرارتي الشخصية، ولذلك أتحمّل بكل سرور أية عواقب، بالإضافة إلى إيماني بأن كل شيء يبدأ من الإمكانات الذاتية.
رابعاً: مثابرتي وإصراري على تحقيق كل أمل وهدف أرى أنني أهلٌ له. فمنذ صغري وأنا دائماً أحب الرسم والحِرف اليدوية والمؤرخين العظماءوالأزياء وكذلك التصميم.
نشأتي خلال العصر الذهبي، جعلتني أشهد على أفضل ما في العصرين، ما قد كان وما قد أصبح،لذلك أُشيد بحبّي للتاريخ بعبقه ورونقه مثلما أُشيد بحبّي للحاضر بمفاهيمه العصرية.
اختبرتُ نفسي في مجالات عدة اكتسبت منها خبرات واسعة، لكن عندما قررت أخيراً أن أُرسي جذوراً وأُنشئ اسماً لي، لم يتطلب الأمر الكثير من التفكير، وكنت على يقين بأنه تصميم الديكور.
وانطلاقاً من شعوري بأن ما يقدّمه هذا الزمن ما هو إلا إنتاج رخيص ومنخفض الجودة ونسخ مقلَّدة، كان لزاماً عليّ أن أُولي اهتماماً للكلاسيكيات والحِرف الجميلة التي تكاد تختفي. بعد ذلك، صوّبت شغفيوموهبتي تجاه مجال أحب العمل فيه، وهو ديكور المنزل وإعادة نمط الحياةالكلاسيكي الجميل.
- ماذا عن امتهانك للإعلام والتدريب والاتصال؟
نظراً لحبّي لمادة هندسة الديكور فقد اخترتها في بدايةالدراسة، ولكن سرعان ما عدلت عن اختياري هذا وانتقلت لدراسة علوم الإعلام والاتصال لاعتقادي بأنها من المجالات المطلوبة للعمل أكثر، ولكنني مع ذلك أكملت بعض الدروس الهندسية الجانبية في الجامعة.
وبعد تخرّجي في الجامعة، عملت بوظائف كثيرة في القطاعين الخاص والحكومي أكسبتني خبرات واسعة في الحياة، بحيث علّمتني هذه الوظائف كيفية التعامل مع الناس والثبات أمام مواقف شتى في حياتي، منها الجيدومنها السيئ. أرى من الضروري جداً لأي إنسان أن يكتسب الخبرة في الحياة والعمل قبل البدء بأعماله الخاصة.
- ما علاقة هذه الاختصاصات بالتصميم الداخلي، وكيف انتقلتِ إلى مجال الديكور؟
علوم الاتصال والتدريب مفيدة في كل مناحي الحياة، فإجادة فن التخاطب ومبادلة الأفكار والتفاهم والسمع بخشوع هي السبيل لنجاح أي حوار.
وبالنسبة الى انتقال عملي من الإعلام إلى الديكور فلم يحدث هكذا بشكل مفاجئ، وإنما حدث بعد استقالتي من وظيفتي عندما أنجبت ابني البكر وقرّرت تربيته بنفسي لأنني أؤمن بأن الأم هي أفضل مَن يؤسّس الطفل، وهو بأمسّ الحاجة إليها في سنواته الأولى. لكن بعد أن أصبح أطفالي في عمرمناسب والتحقوا بالمدارس،
فكرت بالعودة الى العمل، إلا أنني لم أتقبّل فكرة أن أعود موظفة وأهدرسنوات خبرتي. وقتها جالت في خاطري فكرة تأسيس عمل خاص بي، أي شركة أعتمد فيها على نفسي ويتوارثها أبنائي من بعدي... وها قد حانت الفرصة.
- الديكور علم وذوق، أخبرينا كيف توفّقين بين الاثنين؟
من الممكن جداً تدريس الديكور المنزلي كما يمكن تدريس هندسة التصميمالداخلي والهندسة المعمارية والعديد من مجالات التصميم الأخرى. فكلما زادتالمثابرة في التعلّم، زادت معها الخبرة، ولكن الذوق في رأيي لا يمكن تعلّمه أبداً، لأنه كبصمة الإصبع خاص بمالكه، فالذوق ميزة تولد مع صاحبها ولا يمكن شراؤه أو دراسته...
- ما هي قواعد الديكور الأساسية؟
القاعدة الأولى والأهم دائماً وأبداً هي الراحة، وأعتقد أنه لا يوجد استخدام حقيقي لأي غرفة ما لم تكن مريحة.
القاعدة الثانية هي المساحة، فهناك دائماً التنسيق المناسب للأثاث في أي غرفةبما يسمح بالانسيابية في الحركة والأريحية في النظر.
القاعدة الثالثة هي الإنارة الطبيعية ومقدار ما يمكن الوصول منها إلى الغرفةلأسباب صحية أكثر من أي شيء آخر. أعتقد أن تسلل ضوء الشمس الطبيعيوالهواء أمر بالغ الأهمية لأي غرفة، لأنه يساعد في الحصول على جو صحي ومريح.
بعد هذه القواعد، تأتي الألوان والأقمشة والأنماط المختلفة...
- كيف تجمعين بين المتوارث والتقليدي من جهة، والعصري من جهة أخرى؟
ليس من السهل أن أعترف بذلك، فأنا من عشّاق الكلاسيكي والمتوارث كما هو هدف شركة "سالوه"، ولكن كأي مصمّم ديكور، نحن نوفر للعميل أيطراز مرغوب بأعلى جودة وتفانٍ.
الحل في ربط هذين العصرين معاً، يتمثل في إيجاد عنصر مشترك أو عنصر رابط يجمعهما سوياً، كاستخدام ظلال مختلفة من اللون أو تطبيق نمط معين من القماش المرغوب...
المصدر - لها