الاثنين ، ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ ساعة ٠٨:٥٩ مساءً

تحسبا من انتشار ”كورونا“.. إلغاء موسمي الحج والعمرة خارج حسابات السعودية

اتخذت السعودية إجراءات وقائية واحترازية، شأن كثير من دول العالم، لمواجهة فيروس كورونا الجديد، الذي تم اكتشافه في الصين في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وتسبب بآلاف الوفيات في العالم لحد الآن، لكن تأجيل الفعاليات الجماهيرية الذي لجأت له بعض الدول لن يشمل فيما يبدو السعودية التي تستعد لموسمي عمرة وحج يحضرهما ملايين المسلمين.

وبدأت دول العالم بتشديد قيود السفر من وإلى مدينة ووهان الصينية، التي ظهر فيها المرض أول مرة، قبل أن تتسع تلك القيود لتشمل الصين كلها، لكن مع تسجيل العديد من الدول لإصابات بالفيروس ومن ثم وفيات، اتسعت قيود السفر بين الدول، وباتت دول مثل كوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا واليابان تحت قيود مشددة أو شبه حصار على السفر منها أو إليها.

وفي ظل عدم وجود لقاح أو علاج للفيروس لحد الآن، تعتقد المؤسسات والهيئات الصحية في العالم، أن الإجراءات الإحترازية لمنع انتشار الفيروس واتساع نطاق العدوى، تعتمد على الوقاية وعزل المصابين فقط. تأجيل وإلغاء التجمعات الجماهيرية

وجرى تأجيل كثير من الفعاليات الرياضية والترفيهية والثقافية في عدة دول لتجنب اختلاط عدد كبير من الناس، قد يكون بعضهم حاملًا للفيروس، الذي تمت تسميته علميًا بـ ”كوفيد-19″، والذي لا تظهر أعراض المرض بسببه إلا بعد نحو أسبوعين.

وفي اليابان التي أجلت جميع مباريات كرة القدم في البلاد حتى منتصف آذار/مارس المقبل، على خلفية المخاوف من تفشي الفيروس، باتت التكهنات تدور حول إمكانية اتخاذ قرار بتأجيل أو حتى إلغاء دورة الألعاب الأولمبية التي تستعد طوكيو لاستضافتها بين 24 آب/أغسطس والتاسع من تموز/يوليو المقبلين، ويتوقع أن تجذب ملايين السياح والآلاف من الرياضيين والمسؤولين.

لكن كل تلك التبعات العالمية لفيروس كورونا الجديد، لا يبدو أنها في حسبان القائمين على موسم العمرة الذي بدأ فعليًا، وموسم الحج الذي سيبدأ بعد نحو خمسة أشهر من الآن في السعودية، باستثناء إجراءات الوقاية والعزل وتوفير العلاج المتاح للأعراض المصاحبة للمصابين بالفيروس، بعيدًا عن احتمالية إلغاء الموسمين الدينيين.

استعدادات الحج والعمرة على أشدها

وعادة ما تبدأ السعودية بإعداد خططها لموسم الحج فور انتهاء الحجيج من أداء مناسكهم ومغادرة المملكة، حيث تشارك العديد من الجهات الحكومية والخاصة في سلسلة اجتماعات مجدولة لتنظيم العمل.

ويجري العمل وفق تلك الخطط دون أي تغيير لحد الآن، ما يعني أن البلد الخليجي ماضٍ في استعداداته لموسمي عمرة وحج جديدين، قد يشهدان بعض الإجراءات الوقائية التي خبرتها السعودية في السنوات الماضية من خلال تعاملها مع عدة أوبئة عالمية.

واستضافت وزارة الحج والعمرة، قبل نحو أسبوع، الاجتماع الأول لفريق العمل المشترك للإشراف على منظومة التفويج، بحضور ممثلي عدد من القطاعات الأمنية والجهات المشاركة في منظومة الحج، وذلك بهدف مناقشة نتائج موسم حج العام الماضي ومعالجة أهم التحديات والصعوبات التي تم رصدها خلاله.

ووفقًا لبيان رسمي للوزارة، استعرض فريق العمل المشترك الخطة التكاملية التفصيلية لمنظومة التفويج لموسم حج العام الحالي، والتقنيات الحديثة المساهمة في توسيع دائرة التواصل والتعاون مع الجهات ذات العلاقة، وتطوير منصات تفاعلية لتبادل الآراء والأفكار التي تهدف إلى إنجاح خطط الحج، لا سيما المتعلقة بمنظومة التفويج.

خبرات الماضي في مواجهة الأوبئة

ومنذ عام 2012، عندما ظهر فيروس كورونا بنوعه الأول المعروف بالفيروس التاجي المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، استطاعت السعودية تنظيم مواسم حج وعمرة ناجحة وخالية من أي تفشٍ لذلك الوباء، من خلال سلسلة إجراءات اتخذتها حينها، وبددت فيها كل التوقعات بتأثر مواسم الحج بذلك الوباء الذي يعتقد العلماء أن مصدره هو الإبل.

وفي موسم الحج الماضي، لم يتم تسجيل أي إصابة بكورونا الشرق الأوسط التنفسية، بحسب وزارة الصحة السعودية، التي تقول إن إجراءاتها الوقائية شملت الحد من تواجد الإبل في مناطق الحج لأي غرض كان، وتم تخصيص مسالخ محددة للإبل، والاستعاضة عن الإبل في النسك والأضحية في مناطق الحج بالأصناف الأخرى من الماشية بعد صدور فتوى دينية بذلك.

وتشمل إجراءات الوزارة لمواجهة ذلك الفيروس، تدريبا مكثفا في المنشآت الصحية في مناطق الحج على رصد وعزل الأمراض التنفسية الشبيهة بكورونا، بالإضافة إلى الاستعداد الجيد لنقل الحالات عند تسجيلها إلى خارج مناطق الحج حال اكتشافها، مع وجود مختبرات موسمية لتشخيص ذلك المرض بتقنية ”البلمرة الجزئية“ في المشاعر المقدسة.

ويقول المسؤولون السعوديون القائمون على مواسم الحج والعمرة التي تستقطب الزوار من كل دول العالم، إن بلادهم راكمت خبراتها في التعامل مع الأوبئة بما يضمن سلامة المعتمرين والحجاج، وأن فيروس كورونا الشرق الأوسط خير دليل على ذلك.

وقبل فيروس كورونا بنوعيه، واجهت السعودية فيروس الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد ”سارس“، والذي اتسم عند ظهوره عام 2003 بسرعة الانتشار، وتسبب بحصد أرواح نحو 800 ضحية في العالم.

وتعتمد السعودية منذ تزايد ظهور أوبئة عالمية في السنوات الماضية، وبينها انفلونزا الطيور والخنازير، على خطة عمل تشمل وجود مراكز مراقبة صحية في المنافذ الجوية والبحرية والبرية للمملكة، حيث تعد هذه المنافذ بوابات للمراقبة الصحية وخط الدفاع الأول لمنع وفادة الأمراض المعدية وانتشارها على حد وصف المسؤولين السعوديين.

ثقة عالمية بالقدرات الصحية للسعودية

تقول منظمة الصحة العالمية، إن ما يشهده العالم الآن هو وباء في مناطق مختلفة من العالم يؤثر على الدول بطرق مختلفة، والأمر يتطلب استجابة خاصة لكل حالة.

وقال مدير عام المنظمة، الدكتور تيدروسغيبرييسوس، في أحدث تصريح له عن كورونا الجديد، ”إن استخدام مصطلح وباء قد لا يتناسب مع الحقائق ولكنه ينشر الذعر. لا يوجد طريق واحد تسلكه جميع الدول. على كل دولة أن تقيّم حجم المخاطر ضمن سياقها الخاص. والمنظمة تواصل تقييمها الخاص بها وترصد تطور المرض على مدار الساعة.“

إعفاء وزير الإعلام السعودي تركي الشبانة من منصبه الملك سلمان يعفي وزراء بارزين بموجب أوامر ملكية جديدة ويبدي العاملون في مجال السياحة والسفر في العديد من دول العالم، ثقة بقدرة السعودية على إدارة موسمي حج وعمرة ناجحين، والتعامل بطريقة مثلى مع فيروس كورونا الجديد بحسب ما قال كثير منهم في أحاديث صحفية امتلأت بها وسائل الإعلام في العديد من الدول، حيث بات الفيروس الفتاك حديث العالم.

ومع تسجيل أكثر من ألفي وفاة ومئات آلاف الإصابات بالفيروس في العديد من دول العالم، بما فيها دول مجاورة للسعودية، لا تزال المملكة خالية من الفيروس رغم إصابة عدد من مواطنيها خارج البلاد، وخضوعهم للعلاج في أماكن تشخيصهم في الكويت والبحرين المجاورتين، حيث تطبق الرياض إجراءات الوقاية الاحترازية بشكل مشدد.