عند العودة بالذاكرة لأيام فن الزمن الجميل، لا يمكننا نسيان وتجاهل العندليب عبد الحليم حافظ، والذي كانت له شعبية كبيرة رغم المأساة الذي عاشها منذ ولادته.
حيث أن والدته تركته ورحلت عقب ولادته بأيام ثم توفى والده عقب شهور من وفاة زوجته، ليصبح حليم رضيعًا يتيمًا لا يجد أم أو أب يلقي نفسه في احضانهم. لم يتوقع يومًا بأن يصبح محبوبًا لدى الشعب المصري والعربي، فكان الجمهور وخاصًة الجنس الناعم يعشقونه ليكون يوم وفاته بمثابة صدمة قاتلة لهم. وتكون جنازته جنازة مهيبة يسير بها كبار الدولة وسط عساكر تكريمًا له. وكانت تتعالى أصوات الصرخات من الرجال والنساء حزنًا على رحيل محبوبهم العندليب عبد الحليم حافظ.
وفي جنازة عبد الحليم حافظ التي شُيعت يوم 30 مارس عقب وفاته بثلاث أيام حيث توفى في لندن يوم 27 مارس، حرص الجمهور على حضورها ليتعدوا نسبة المليون شخص في جنازة عبد الحليم حافظ ولكن كانت هناك مفاجأة لم يتوقعها البعض وهي أن نعش العندليب كان فارغًا والصندوق الملفوف بعمل مصر لا يوجد بداخله جثمان حليم!
تحدث إبراهيم فاروق مصور عبد الحليم حافظ في لقاء قديم له عن هذا اليوم وقال: "يوم جنازة عبد الحليم خوفنا على جثمانه من البهدلة خصوصًا في وجود الزحام الكبير ده، وقلقنا إن الجثمان يتعرض لأي آذى".
وتابع مصور المشاهير حديثه وقال أنه لهذا السبب قررت أسرة عبد الحليم حافظ دفنه في الساعة السادسة صباحًا بمدافن البساتين، وذلك داخل الأرض الذي اشتراها العندليب هناك، وطلبت أسرته من العمال بناء غرفة للرجال فقط وتم دفنه بها.
توفى العندليب عبد الحليم حافظ يوم 27 مارس من عام 1977، وذلك آثناء تواجده في لندن ليتم وضعه في ثلاجات حفظ الموتى في مستشفى المعادي وشيع جثمانه يوم 30 مارس في جنازة كبيرة من ميدان التحرير حتى عمر مكرم إلى شارع الرحمة بمدافن البساتين.
وعلى جانب آخر كان المصور إبراهيم فاروق تحدث عن أنه صور حليم كثيرًا ولكن هناك صورة كانت ممنوعة تمامًا من العرض، وهي أثناء وجود العندليب في دولة الكويت، حيث رآها أنها تُسيء له ولهذا لم تُنشر نهائيًا.