الاثنين ، ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ ساعة ٠٧:١٨ صباحاً

نور الشريف كان لا يطيق رؤية وجه أمه ويرفض مصافحتها.. لن تتوقعوا ماذا فعلت به لكي يكرهها ويعاملها بكل هذه القسوة!!

نور الشريف

 ترك الفنان الراحل نور الشريف ميراثًا فنيًا يصعب حصره، تبقي أثاره وذكراه خالدة في نفوس محبيه وعشاق فنه الراقي، ولكن بالرغم من هذا فقد عاش الفنان طفولة قاسية جداً خاصة بعد وفاة والده وعمره سنة واحدة.

هذا بالإضافة إلي الكثير من الأسرار التي لم يقترب منها أحد، ولكن رواها «نور» بنفسه في فترة مبكرة من حياته، وسجلها خلال اعترافاته للمقربين، ومن ضمن هذه الأسرار هي علاقته بأمه التى تزوجت من رجل آخر وتركته لعمه “إسماعيل” ليقوم برتبيته.

وحكي نور الشريف في حوار قديم له عن معانته قائلًا:”أحد المدرسين نادي علي في الفصل الدراسي قائلًا:” أين الطالب محمد جابر؟ فلم أرد عليه حتى جاء إلي المدرس وأوضح لي اسمي الحقيقي، فأجبته بأنى إسمي نور إسماعيل، لأنهم كانوا ينادوني بإسم نور في بيت عمي، فقال لي المدرس حينها من اليوم اسمك محمد جابر، ولما عدت سألت عمتى فكشفت لي الحقيقه بالكامل”. وعن علاقته بأمه قال أنه رفض مصافحتها عندما تزوجت برجل آخر بعد وفاة والده،وأنه حين أتت والدته لأخذه رفض لانه كان يكرهها جدًا، فجري ليحتمي في حضن عمته، وأضاف ان أمه حاولت خطفه من المدرسه بأن أوعزت لزوجها ليقوم بالخطف لكنه فشل بسبب صراخه مما جعل الناس في الشارع يلتفون حول الخاطفين ويذهبوا بهم إلي قسم الشرطه.

 فقدان نور الشريف لأبيه جعله في البداية يخشى كثيرًا من فكرة الزواج اعتقادًا منه باحتمال تكرار ما حدث، وأن يتوفى في مثل عمر والده، وعندما تزوج نور خاف كثيرًا من فكرة أن يرحل بعد إنجابه فيترك أبناءه بلا أب، وظل الخوف يطارد نور الشريف سنوات من عمره، لكن ثقافته وإقباله على القراءة والمعرفة، صنعت بداخله جدارًا من الثقة جعله لا يقع فريسة لهذا الهاجس. وقال الفنان نور الشريف في حوار تليفزيوني: “إن علاقته بوالدته الراحلة ظلت متوترة لأعوام طويلة وذلك بسبب زواجها بعد وفاة والده، وأنه غضب منها كثيرًا بسبب ما فعلته، خاصة أنه كان يحب والده كثيرًا، وظل كذلك حتى التحق بمعهد السينما، ودرس علم نفس، وفي هذه اللحظة وجد نور ألف عذر لما فعلته والدته”، وإنه ندم على معاملته القاسية لأمه؛ لأن زواجها كان حقا لها، خاصة وأنها كانت صغيرة السن. يُذكر عن الفنان القدير الراحل نور الشريف أنه من مواليد في عام 1946 في حي السيدة زينب بمحافظة القاهرة، وترجع أصول عائلته إلى محافظة المنيا، حصل الفنان نور الشريف على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير “امتياز” وكان الأول على دفعته عام 1967م. وبدأ التمثيل في المدرسة حيث انضم إلى فريق التمثيل بها كما كان لاعبا في أشبال كرة القدم بنادى الزمالك ولكنه لم يكمل مشواره مع كرة القدم، واتجه بعدها إلى مجال التمثيل.

قدم نور الشريف عدة أدوار للسينما المصرية بدأها منذ العام 1966 من خلال فيلم قصر الشوق، وفي عام 1999 قدم فيلم العاشقان الذي قام فيه بتجربة الإخراج لأول مرة، كما تألق في الدراما من خلال مسلسلاته التى يُعد أشهرها: (لن أعيش في جلباب أبي، والرجل الآخر، والدالي، وحضرة المتهم أبي، وعائلة الحج متولي، والعطار والسبع بنات، والرحايا)، وعدة مسلسلات تاريخية أهمها: (هارون الرشيد وعمر بن عبد العزيز)، أما على مستوى السينما، فقد قدم قرابة الـ 200 عمل سينمائي في حياته الفنية.

توفي الفنان نور الشريف في يوم الثلاثاء في 11 اغسطس 2015 في القاهرة بعد صراع طويل مع مرض سرطان الرئة عن عمر يناهز 69 سنة. وتم تشييع جثمانه يوم الأربعاء 12 اغسطس 2015 من مسجد الشرطة بالسادس من أكتوبر.