الكثير من الفنانين والفنانات يعبرون عن ندمهم على القيام ببعض أعمالهم الفنية، لأسباب عدة تتراوح بين الأسباب الفنية والأسباب المادية والأسباب الأخلاقية وأسباب أخرى عجيبة وغريبة ناتجة عن عصبية لا تمت للفن بصلة.
ودائما ما يأتي هذا الندم في معظمه متأخرا، وبعد ان تنتشر الأعمال وتصل الى المشاهدين، وتسجل في ذاكرة السينما والفن.
الفنانة إلهام شاهين واحدة من هولاء الذين صحوا متأخرين ليتحدثوا عن ندمهم عن تقديم بعض الأعمال الفنية.
وشاهين حصلت على بكالوريوس من معهد الفنون المسرحية قسم تمثيل، وبدأت عملها الفني عندما قدمها المخرج كمال ياسين من خلال مشاركتها في مسرحية "حورية من المريخ".
كما بدأت حياتها السينمائية من خلال فيلم «رجل اسمه عباس» الذي صدر في عام 1978، وبعدها قدمت العديد من الأفلام والمسلسلات.
وقد أبدت الفنانة إلهام شاهين ندمها على تقديم فيلم «موت سميرة» الذي تناول جريمة مقتل المطربة المغربية الشابة سميرة مليان في منزل الموسيقار الراحل بليغ حمدي، والذي وجهت له الصحافة ووسائل الإعلام والوسط الفني في مصر حينها تهمة إسقاطها من شرفة منزله.
وقالت «إلهام» خلال لقاء مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج «كلمة أخيرة»، على قناة «on»: «ندمت فعلا على تقديمه، لإني بعشق بليغ حمدي وبعشق موسيقاه». دون أن تلتفت لحقيقة ما جرى وهول الجريمة التي هزت مصر والعالم العربي، وفر عقبها بليغ حمدي إلى خارج مصر.
واضافت:«هذا الفيلم بكرهه أوي، وكل ما أفتكر بحس إني عايزة أعذب نفسي، وعايزة أشتم نفسي، إني شاركت في إدانة الموسيقار بليغ حمدي قبل 30 عاما في موت سميرة مليان».
وتابعت: «كانت غلطة كبيرة، إني شاركت في الفيلم، ومكانشي لازم أعمله، لمجرد إن فيه تمثيل، كان لازم أشوف وأدقق الرسالة اللي كان الفيلم بيحملها، ولافيلم كان بيدين بليغ حمدي».
وتسببت تصريحات إلهام شاهين، في شن حملة انتقادات شديدة ضدها، ووصفها البعض بأنها بدت متعصبة لمواطنها بليغ حمدي، وأن كلامها كان إنشائي ولم يحتوي على أي معلومة تدفعها لذلك التعصب. حسب قولهم.
من هي سميرة المليان
سميرة مليان مطربة مغربية فاتنة الجمال، طالما حلمت بالغناء والشهرة الواسعة، لكن أسرتها رفضت تلك الأماني والأحلام وأصرت على تزويجها فى سنة الخامسة عشر من عمرها لتتخلص من أحلام ابنتها الصغيرة.
حصلت الفنانة الجميلة سميرة مليان على الطلاق من زوجها بعد انجابها طفلين هما "لبنى ومهدي"، ثم سافرت إلى فرنسا، وهناك بدأت تحتك بالعرب المُقيمين هناك وتُغني فى الحفلات التى تُقام بصفة شبه دائمة، إلى أن اقنعها البعض للسفر إلى مصر للحصول على ماتتمناه من شهرة ونجومية.
دخلت سميرة مليان الوسط الفني عن طريق الموسيقار المصري بليغ حمدي، وكان يُقيم فى منزله ما يُشبه الحفلات الموسيقية، وفى تلك الحافلات كان يحضر نجوم ومشاهير المجتمع، ويقدم لهم سميرة لترقص وتغني أمامهم.
فى إحدى الليالي، وفي واحدة من الحفلات الموسيقية التي كان ينظمها بليغ حمدى لضيوفه من الأصدقاء والمشاهير فى عالم الفن، قدم بليغ سميرة التي كانت تقيم معه في منزله، لهم لترقص وتغني.
ثم أخبر الجميع برغبته فى النوم، وكان الأمر غريبًا ومُدهشًا، على الأقل بالنسبة للذين يعرفون بليغ جيدًا وشغفه بالفن والمطربة المغربية سميرة التي لم يكن يتركها في حفلة كهذه ويذهب للنوم، كما أن الحفلة تقام فى منزله، ويقال إنه نام لساعة واحدة ثم خرج أمام الجميع مرتعدا، بعدما عُثر على جثة سميرة مليان تحت شرفة غرفة نومه تماما.
وبعد حادثة مقتل سميرة المليان، اختفى بليغ حمدي، لتتداول أنباء عبر وسائل الإعلام، تتضمن تأكيد بتورطه في مقتلها دون أن يتم الكشف عن الأسباب التي دفعته لذلك.
حفظ القضية ضد مجهول
انتشر خبر مقتل الفنانة سميرة المليان، في مصر والمغرب وبقية الدول العربية، وأصبحت قضية رأي عام عُرفت في ذلك الوقت ب "قضية الثمانينات"، وتعرض فيها بليغ حمدي للعديد من الاتهامات المباشرة، بوقوفه وراء مقتلها.
وظل الموسيقار المصري هاربا في الخارج لأكثر من خمس سنوات، بعد وقوع الجريمة، ثم عاد بعدما قيدت القضية ضد مجهول.
وعقب عودته، ظلت أنظار الناس واحاديثهم، مصوبة نحوه دون رحمة، حتى أصيب بمرض الكبد ليعاني منه عدة سنوات ثم وتوفي في عام 1993 متأثرا بهذا المرض.
36 عاما مرت على الجريمة دون الكشف عن التفاصيل والأسرار التى صاحبتها في تلك الليلة، ليظل سر الجريمة فى طي الكتمان بعدما قيدت ضد مجهول.