المسلسلات الثلاثة المنتظرة هي: “الاختيار 2” و”هجمة مرتدة” و”القاهرة كابول”.
وحقق الجزء الأول من مسلسل “الاختيار“، صدى شعبيا وإعلاميا كبيرين، في رمضان الماضي.
وتصدرت حلقاته نسب المشاهدة والتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، وتناول المسلسل سيرة العقيد أحمد صابر المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة الذي قتل برصاص إرهابيين في “كمين البرث” قرب رفح المصرية.
وقررت الشركة المنتجة “سينرجي” تصوير جزء ثان منه، في رمضان هذا العام.
وكتب رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التي تنتج هذه المسلسلات، تامر مرسي، على موقع “فيسبوك”، تعليقا على برومو فيلم السرب الذي يتناول قصة حقيقية عن قصف جماعات إرهابية في ليبيا: “عملنا الاختيار وخافوا منه قمنا عاملين السِّرب وهيخافوا منه، رئيس مصر وعد بالقصاص فأوفى السرب قريبًا في دور العرض”.
“الاختيار 2”
سيكمل الجزء الثاني من الاختيار ما بدأه الجزء الأول من المسلسل، الذي تناول قصة العقيد أحمد صابر منسي قائد “الفرقة 103 صاعقة”، والإرهابي هشام عشماوي.
وسيجسد كريم عبد العزيز في الجزء الثاني من المسلسل شخصية الضابط زكريا، وهو متزوج من إنجي المقدم، وتحاول إنجي من خلال الدور أن توضح الجانب الاجتماعي فى حياة الضباط، وتكشف الضغوط التي يتعرض لها زوجها طوال فترة خدمت في سبيل الوطن.
ويجسد أحمد مكي خلال أحداث العمل شخصية يوسف رفاعي، الضابط الخائن الذى يترك الخدمة ليلتحق بإحدى المنظمات الإرهابية، التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار الوطن، بينما تجسد أسماء أبواليزيد شخصية خطيبته.
أما إياد نصار فيقدم في المسلسل، شخصية محمد مبروك، ضابط الأمن الوطني، الذي قتل في 18 نوفمبر عام 2013، أمام منزله في مدينة نصر، وهو المسؤول عن قضية التخابر التي اتهم فيها أعضاء في جماعات إرهابية.
وكانت تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار الوطن، كما أنه هو الشاهد الرئيسي علي هذه القضية، وفور أن علمت الجماعات الإرهابية أنه أبرز الضباط الذين لديهم معلومات، صدرت التعليمات باغتياله.
هجمة مرتدة
يتناول هذا المسلسل قصة من ملفات المخابرات، حيث يجسد الفنان هشام سليم خلال أحداث العمل دور مسؤول كبير في جهاز المخابرات.
وسيكون دور سليم مؤثرا بشكل كبير في الأحداث، فيما يجسد أحمد حلاوة دور خائن لبلده من خلال شخصية سعيد، وهو دكتور في مركز دراسات اجتماعية وسياسية، ويعمل ضد وطنه ويحيك المؤامرات له.
كما أنه يسعى طوال الوقت لتجنيد هند صبري، للعمل معه ضد مصالح الوطن ولكنه يفشل في ذلك، كما تقدم الفنانة إنجي دور جاسوسة ضد مصر ضمن أحداث العمل، بينما يقدم نضال الشافعي دور الضابط أكرم.
“القاهرة كابول”
يتناول مسلسل “القاهرة كابول” قصة ثلاث شخصيات هم إعلامي يجسد شخصيته فتحي عبدالوهاب، وضابط شرطة ويجسد شخصيته خالد الصاوي، وإرهابي يلعب دوره طارق لطفي.
ويناقش العمل العمل كيف يحصل الثلاثي على نفس القدر من التعليم والنشأة، إلا أن كلاً منهم يمضي فى اتجاه مختلف عن الآخر.
الاستخدام الأهم
الناقدة الفنية، ماجدة موريس، تقول إن هذا هو الاستخدام الأهم الذي تمثله الدراما في الوقت الحالي الذي تتعرض فيه مصر لهجمات إرهابية في أماكن في سيناء والعريش، وتحريض وتمويل لهذه العمليات من الخارج، وهذه الأعمال توجه رسالة للداخل المصري أن هناك من أبناؤه الأبطال من يعرضون أنفسهم للموت في سبيل بقائهم آمنين في منازلهم.
وأضافت موريس في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية، “أنه طوال التاريخ هناك أبطال يضحون أنفسهم في سبيل حماية الوطن وأمنه، ومن واجبهم علينا أن نخلد ذاكرتهم في أعمال درامية تعرف الأجيال الحالية ما قاموا به من أعمال بطولية وتضحيات في سبيل خدمة الوطن”.
وتابعت: “أن تجسيد هذه الملاحم في أعمال درامية يساهم في تكوين صورة ذهنية لدى المشاهد عن كم الأخطار المهول الذي تعرضوا ويتعرضون له، وأن معرفة ما يحدث على الأرض بالفعل لن يتم من خلال متابعة الأخبار فقط، بل يجب تجسيدها من خلال الدراما، والعمل على تفكيك الأفكار الإرهابية”.
ودعت إلى وضع مثل هذه الأعمال بشكل سنوى في خريطة إنتاج السينما والدراما المصرية، خاصة وأن هناك قصص كثيرة تروى في هذا الإطار، حفاظا على الذاكرة الوطنية.
دافع جديد
ويرى مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق، اللواء محمد نور، أن الهجوم الإخواني على هذه الأعمال الفنية، هو دعاية مجانية تقدمها الجماعة الإرهابية للمواطن المصري، الذي سيلتف حولها لمتابعتها بعد النجاح الساحق الذي حققه مسلسل الاختيار في الجزء الأول.
وأضاف نور، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الإرهابيين، سبق لهم الهجوم على مسلسل “الجماعة”، الذي ألفه الراحل وحيد حامد وتم إنتاجه في أواخر عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، لمجرد أنه تعرض لنشأتهم، ووصل الأمر بهم حينها إلى مهاجمة كل الفنانين الذين شاركوا في العمل واتهموهم بأبشع الاتهامات.
وأكد أن تلك الحرب ستكون دافعاً للفنانين المشاركين في هذه الأعمال لتقديم أجمل صورة للمواطن المصري عن الضباط والجنود في الشرطة والجيش والمخابرات، الذين يحون بأنفسهم من أجل رفعة وسلام الوطن والمواطن.
معركة الوعي الفكري
ويؤكد الباحث المصري في شؤون الجماعات المتطرفة، عمرو فاروق، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن خشية تنظيم الإخوان الإرهابي من هذه المسلسلات، يرجع إلى قناعتها بأن مشاهد العمل هذا الدرامي ستدفع باتجاه تفكيك بنيتها الفكرية والتنظيمية التي أرستها منذ حسن البنا منذ ثلاثينيات القرن الماضي.
ويرى فاروق، أن هذه الأعمال تمثل نوعا جديدا من معركة الوعي الفكري، معربا عن أمله في أن “تستكمل الدولة المصرية هذا المسار ضمن خطوط عريضة وواضحة تشكل مشروعا قوميا يسعى لتصحيح المفاهيم، ويحمي حاضرها ومستقبلها، ويوقف حالة الخداع والانتهازية الدينية من قبل جماعات التطرف بتنوعاتها”.
وتابع: “وثقت مشاهد دراما (الاختيار) حالة التزييف والخداع التي يعيشها أبناء جماعة الإخوان وتنظيمات العنف المسلحة، واستغلالهم والسيطرة عليهم نفسيا وذهنيا وعقليا من قبل جهلاء تحت شعارات السمع والطاعة والولاء والبراء، و(بيعة الموت)، والانجراف بهم تجاه العمل المسلح، فضلا عن توظيفهم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة لخدمة الأهداف السياسية(…)”.
وأشار فاروق إلى أن الجماعة الإرهابية بلجانها وقطاعاتها الداخلية تحركت على مدار 90 عاما لاستقطاب وتجنيد فئات المجتمع فكريا وتنظيميًا تجاه مشروعاتها في احتكار الخطاب الديني والوصاية على الشريعة والهيمنة على سدة الحكم انطلاقا وتحقيقا لنظرية (أستاذية العالم)، بالتالي فإن أعمالا درامية تفضح أكاذيبهم تشكل خطرا داهما على مشروعهم”.