الخميس ، ١٩ يونيو ٢٠٢٥ ساعة ٠٨:٠٥ صباحاً

من هي العجوز الشمطاء التي حذرنا النبي الكريم منها ويراها الكثير من البشر يومياً ؟ ..تعرف عليها

جعل الله سبحانه وتعالى الدنيا دار عبور لا دار مقر، وجعل الآخرة هي الحياة الباقية وهي دار البقاء والاستقرار، وقد ورد الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية عن الحياة الدنيا وضرورة عدم التمسك بها، وضرورة العمل للآخرة.

وقد قال عز وجل "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ"، والمتاع هو الشيء الذي يتمتع به صاحبه بعض الوقت ثم يفنى، وكان ذلك الفناء هو عيب الدنيا الأكبر الذي ذُمت به كثيرًا.

اقرأ أيضاً :
الحكومة تزف بشرى سارة إلى جميع موظفي الدولة وترسلها للبنك المركزي 
 

 

 

 

 

 

 

 

تشبيه الدنيا بالعجوز الشمطاء

لقد حذر القرآن والرسول الكريم من الدنيا وعدم الإنقياد خلف شهواتها، وقد جاء في ذلك قوله عز وجل في سورة الكهف "وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ".

وقد قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم "عجبا لمن رأى الدنيا وسرعة تقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها"، وقال أيضًا "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"، وفي ذلك بيان لسوء الدنيا وأنها دار من لا دار له كما قال نبينا الكريم.

وقد رُوى أن عيسى ابن مريم عليه السلام رأى الدنيا في صورة عجوز هتماء عليها من كل زينة، فقال لها كم تزوجت؟ قالت لا أحصيهم، قال: فكلهم مات عنك أو كلهم طلقك؟ قالت: بل كلهم قتلت، فقال عيسى عليه السلام: " بؤسا لأزواجك الباقين، كيف لا يعتبرون بالماضين؟!".

وروي أن ابن عباس قال: يؤتى بالدنيا يوم القيامة في صورة عجوز شمطاء زرقاء أنيابها بادية مشوهة خلقها، فتشرف على الخلائق، فيقال لهم أتعرفون هذه؟ فيقولون نعوذ بالله من معرفة هذه، فيقال هذه الدنيا التي تناحرتم عليها، بها تقاطعتم الأرحام، وبها تحاسدتم وتباغضتم واغتررتم، ثم تقذف في جهنم، فتنادي يا رب أين أتباعي وأشياعي؟ فيقول الله عز وجل ألحقوا بها أتباعها وأشياعها.

ومن هنا فإن العجوز الشمطاء هي الدنيا التي نحياها الآن ونغتر بها ونجري خلفها، وهي كذلك التي حذرنا منها رسولنا الكريم، ونهانا القرآن العظيم عن الاهتمام بها ونسيان الآخرة، حتى لا نندم في النهاية وقت لا ينفع الندم.

المصادر: